علم من أعلام العمل الخيري في ذمة الله

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الموت حق علينا جميعاً ، ولكن الفراق صعب.
قال تعالى: ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ) الزمر الآية (30) بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ، تلقينا نبأ وفاة المستشار أحمد بن عبدالعزيز الحمدان -رحمه الله- ، وشيّعه المئات إلى مثواه الأخير ،وهم يدعون له بالرحمة والمغفرة ، فهم شهود الله في الأرض.
لقد كان الفقيد -رحمه الله- من أبرز رجال البر والإحسان في المملكة العربية السعودية ،فهو فقيد العمل الإنساني والخيري عامة ومسيرته التي امتدت إلى أكثر من نصف قرن شاهدة على ذلك فقد كان بتواضعه المعروف وابتسامته الجميلة ورزانته ووسطيته ،قريباً من احتياجات المحتاجين والمرضى ، يعمل على مساعدتهم ، أو الشفاعة لهم عند أصدقائه لمساعدتهم ، وما كانوا ليردوا له طلباً ، وقد عرفوا صدقه وإخلاصه ووفائه لجميع أبناء وطنه.
عرف عن المستشار أحمد الحمدان -يرحمه الله- أنه كان مثالاً للإخلاص ،وناشطاً إجتماعياً ، وشخصية فاعلة في كل عمل خيري ،فهو مؤسس ومشارك في أكثر من ثلاثين جمعية ولجنة اجتماعية وخيرية ،بل اننا لنعجز عن تعدادها ويعتبر بحق من رجال المملكة الأوفياء ومفخرة وقدوة لكثير من العاملين في الوسط الخيري والإجتماعي لذلك نعاه مسؤولو الجمعيات الخيرية والعاملون فيها لأنهم فقدوا رائداً من روّاد العمل الإنساني والخيري.
زاملت المستشار أحمد الحمدان -يرحمه الله- في عدد من الجمعيات منها لجنة (صندوق الدارين) تحت إشراف أمانة محافظة جدة التي تشهد على أفعاله وأقواله المباركة.
تتناول أحاديثه دائماً الواقع الذي نعيشه ومشاكل الشباب المتزايدة وكان يرى أنه لا بدّ من أن يحتويهم العمل الإجتماعي والإنساني قبل انحرافهم ،وعادةً ما تكون أحاديثه مدعومة بنماذج واقعية وأمثلة حقيقية ترسخ لدى مستمعيه، وهذا ما يحتاجه المجتمع الآن وفي المستقبل : إلى رجل مصلح لمساعدة الآخرين.
أتمنى من أمانة محافظة جدة تسمية أحد الشوارع باسم المستشار أحمد الحمدان -يرحمه الله- ولا سيما أن معالي الأمين -يحفظه الله- يعرف المرحوم حق المعرفة.ورسالتي إلى أبنائه البررة -يحفظهم الله- تأسيس جمعية خيرية باسمه لتستمر الأعمال الخيرية التي كان يقوم بها والدهم -يرحمه الله- وتعتبر صدقة جارية له إن شاء الله.
ركزت في كلمتي هذه على الجانب المشرق من حياة المستشار أحمد الحمدان -يرحمه الله- وأعماله الخيرية والإجتماعية ، وله جانب بنّاء في أعماله المالية والإقتصادية ، وجوانب أخرى لا يتسع المقال لذكرها جميعاً.
أدعو الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر له و يرحمه، وأن يوسع مدخله ، وأن يغسله بالماء و الثلج و البرد، وأن ينقه من الذنوب و الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
رئيس مجلس إدارة جمعية خيركم لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة جدة