"الانسان ليس له كيان مستقل لانه مرتبط ببيئته". مقولة لاحد الفلاسفة الفرنسيين استوقفتني في ضبابية من الامثلة. – كيف جلبت او افرزت حياتنا المسماة بالعصرية هذا الضمور الخلقي والنزف القيمي في ذواتنا؟ – من اجل ماذا اعملنا معاولنا في تحطيم وهضم وهدم استقرارنا العائلي؟ أليس كل ذلك بحجة مسايرة العصر والحداثة التي لم ينجو منها حتى ادبنا وثقافتنا ولم ندرك ان البيئة ليست قابلة للتشكيل والعبث. تغيرنا وتغير كل شيء من حولنا وصرنا كمن لا ظهراً ابقى ولا ارضا قطع.. سائلوا انفسكم سادتي وأعزائي: – من منكم نهج ومازال ينهج درب الاباء والاجداد في كل ما هو نبيل في السلوك والتعامل، في التزاور وصلة الرحم؟ – من منكم يصرف عن جاره او اخيه لاو يقلق مضجعه من نوائب الدهر وتقلب الاحوال؟ قل لي بربك ما دهانا.. فالحياة هي هي ونحن الذين تغيرنا وتغير كل شيء فينا، كل منا يحس بأن شيئاً قد انكسر في داخله ونظل نلعن زماننا وكأننا من عناهم القائل: يعيبون الزمان بكل عيب وهم فسدوا وما فسد الزمان