نشرت صحيفة عكاظ في عددها الصادر بتاريخ 7 شوال 1434ه حديثاً عنوانه: نحن بين خطرين.. والحل في السدود" قال الأخ سليمان السلمي " من مكةالمكرمة: طالب عدد من سكان وادي ستارة في الوادي (170) كلم شمال مكةالمكرمة وزارة الزراعة ببناء سدود في الوادي لحماية المواطنين من خطر السيول والحفاظ على الثروة المائية التي تنضب من الوادي مبكراً، داعين إلى أن تكون في أكثر من موقع لتكون أماناً للمواطنين بعد الله من جريان السيول وتهديدها! إضافة إلى حفظ الثروة المائية التي تهدر سنوياً في البحر دون الاستفادة منها"! ** إذا قلت إن بلادنا حاجتها إلى الماء قبل حاجتها إلى الطعام ! ونحن ندرك مدى الحاجة إلى الذي هو أساس البقاء! وإذا كان الماء غير متوفر فنحن أكثر مناطقنا غير ذات زرع وإنما الجفاف ! ولست أدري لماذا تقصر وزارة الزراعة في عدم حفظ مياه السيول التي تصب في البحر ونحن كان ينبغي علينا الاستفادة من هذه المياه التي تذهب إلى البحر؛ وليس عندنا أنهار يفيض ماؤها في مواسم هطول الأمطار! ولعل الزراعة الوزارة ستقول إنها عملت بعض السدود! وهذا القول جزئي ذلك أن حاجتنا إلى الماء لا يقاس عليها! وكان ينبغي على الوزارة ألا تترك قطرات من هذه السيول تذهب إلى البحر! وإذا كان الشح في عدم الحصول على المال من وزارة المالية؛ فإن الواجب على وزير الزراعة أن يطالب المقام السامي بحمل وزارة المالية على تخصيص أموال لمشروعات السدود في كل موقع تجري فيه السيول! وأحسب أن مجلس الشورى مطالب أن يكتب في تقاريره إلى المقام السامي التركيز والإلحاح في استثمار ماء السماء الذي يذهب سدى إلى البحر منذ سنين طويلة! ونحن أحوج ما نكون إلى قطراته وسيوله المتدفقة في البحر! ** المتضررون يدعون وزارة الزراعة إلى التحرك العاجل لإقامة "السدود" في "وادي الدواسر" و "جازان" و "الطائف" وغيرها من الأماكن التي تداهمها السدود فجأة فتغرقها وتخرب ما في طرقها، وربما جرفت المواشي عبر مياهها المتدفقة ، وتجرف كذلك الممتلكات! وبعد تدفع مياه السيول في البحر فتنضب المياه في وقت مبكر" لعدم وجود حافظ لهذه المياه! وجاء في حديث الأخ" سليمان السلمي" أن وادي" ستارة" من أكبر الأودية بمنطقة مكةالمكرمة حيث تقدر مياه السدود" 375/776/128/1″- مترا مكعباً، وأن طول الوادي نحو"150″ كم بدءاً من الحدود الإدارية بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة ، حيث يصب في البحر الأحمر، والوادي المشار إليه فيه نحو"50″ قرية وهجر تقع على جنباته إضافة إلى عدد كبير من المزارع التي يزرع فيها! إذاً فإن غياب السدود التي يمكن أن تنعش الأرض وتخضر وتربى الماشية ويستقر سكان المناطق الجافة الأرض وعبرها، تتدفق السيول الموسمية ولكن لا تبقى فيها إلا زمنا ربما يقدر بشهر ثم تظل الأرض عطشى أحد عشر شهراً! ** أكبر الظن أن بعض أمراء المناطق ومحافظيها لا يجنحون إلى المشاركة في السعي مع حكومة خادم الحرمين لكي تمنح وزارة الزراعة المال المتوفر بفضل الله لتنهض هذه الوزارة المختصة بإقامة سدود كبرى في كل أنحاء المملكة لتملأ بمياه السيول ولينتعش سكان تلك المناطق وماشيتهم وتخضر أرضهم بعطاء السماء؛ وأحسب أن التقصير في عدم إنشاء السدود حيث يجري ماء السيول تتحمله وزارة الزراعة التي لا تطالب وتلح في طلب المال لإقامة السدود ليس اليوم أو غدا ولكن منذ سنين خلت! ولعل وزارة المالية لم تستجب فآثرت الزراعة الصمت!، والتقصير في أداء الأمانة مسؤول عنه كل مسؤول أمام الله! وكلكم راع وكل مسؤول عن رعيته" ، كما قال خاتم رسل الله صلى الله عليه وسلم. ** كتب الأخ الأستاذ يوسف الكويليت في افتتاحية صحيفة الرياض بالعدد الصادر بتاريخ "17" شوال 1434ه، فقال : يوم الخميس الماضي نشرت في هذه الجريدة مقابلة مع الأستاذ عبدالله الرشيد، تحدث فيها عن أزمات المياه وعدم صلاحية الخليج العربي "للتحلية"، وأن الأمطار المتساقطة على"جبال السروات" قادرة لأن تعوضنا في الشرب والزراعة باكتفاء ذاتي، وأورد العديد من الإحصاءات والمقارنات". ** وتحدث كاتب الافتتاحية عن قضية المياه وأنها حيوية بالنسبة لبلادنا التي لا تتوفر فيها مصادر مياه تسقينا وتروي أرضنا العطشى! وأشار الكاتب إلى مسؤولية وزارتي:"الزراعة والمياه"! وهل ما ساقه الأستاذ عبدالله الرشيد حقيق أن يروينا ويروي أرضنا؟ ولعلي أقول إنه يكفي استهلاك كميات منها في شؤون المنازل والمصانع والإنشاء ألعمائري وشتى الاحتياجات وهي كثر، وتبقى تحلية الماء الملح للشرب وحده! وأن يروى أرضنا فتخضر فنزرع فيها "البر والشعير والكثير من الخضر" بشتى أنواعها التي نستورد الكثير منها من خارج البلاد! ** وأعود إلى القول الذي ما أنني أردده منذ وقت بعيد، أن مياه الأمطار التي تحفل بها الأرض من "جبال السروات" ثم تذهب عبر سيول جارفة إلى البحر الأحمر؛ ونحن نتفرج عليها وكأن الأمر لا يهمنا! ولا أريد أن أذهب بعيداً مع الأستاذ الرشيد أن تلك الأمطار الغزيرة " تسقي أرضا وتسقي البهائم الخ"! بل يكفينا هذا الفضل من الله أن تروي "أرضنا وشؤوننا العامة"، لنزرعها ونأكل من حبوبها وخضرها وثمارها! حامدين وشاكرين لخالقنا، ثم لحكومتنا التي تستجيب لهذا النداء الملح العاجل ، فتكلف شركات خارجية ببناء سدود ضخام تجمع كل قطرة من ماء السماء! ** أقوال الأخ عبدالله الرشيد: إن "5/37" مليار متر مكعب الساقطة على جبال السروات سنوياً تكفى استهلاكنا ويزيد عليه؛ وهذه الأمواه العذبة الضخمة تذهب هدراً "للبحر"! ** وقال كاتبنا الأستاذ يوسف الكويليت: الخيار المفتوح لنا التحلية من البحر وهذه مكلفة ولن تسد الحاجة مع تزايد السكان ومطالب الصناعة والزراعة! وقال الكاتب: وعلى افتراض تم استغلال الطاقة الشمسية، فحتى هذه لا تزال في البدايات الأولى وأمامها تعقيدات تفنيه متعددة، وهي أمل منتظر"!" والأيام ربما تعطينا أملاً يسعفنا عن نقص المياه خلال السنوات الآتية! ** وبلادنا لا تحتوى أعماقها على مياه جوفية تسد أو تكفي حاجتنا التي في تزايد مع مرور الأيام! وعبر قراءتنا التي تبرز من وقت إلى آخر أن الحرب قد تنطلق لشح المياه على الكرة الأرضية. ** أشار كاتبنا إلى أن وزارتي المياه والزراعة ينبغي أن يبديا رأيهما عن الأمطار التي تهطل في أماكن مختلفة من البلاد، وخاصة التي تصب من أعالي:" جبال السروات"؛ ما هي نسبتها وغزارتها وما ينبغي القيام به لاستثمارها دون أن نظل متفرجين أو نسمع عن هدير سيولها المتدفقة بغزارة نحو البحر وكأن الحاجة إليها غير ملحة إلى حد أن الاهتمام بها لا يشغلنا لأنا – مثلاً – لسنا في حاجة إليها أو أنا لسنا قادرين على تجميعها في سدوود ونستثمرها وتفيدنا في أرضنا ومصانعنا وخدماتنا التي تتطلب المياه! وصدق الله القائل: وجعلنا من الماء كل شئ حي". ** روع الاهتمام بمياه السيول قضية ينبغي أن تكون في مقدمة القضايا التي تشغلنا إلى حد القلق فينبغي أن نبادر اليوم قبل الغد لإقامة سدود ضخام تحوى كل قطرة من السيول التي تذهب سدى في البحر! وكما قال كاتبنا: نحن من أفقر دول العالم في المياه". ** قرأت حديث الأستاذ عبدالله الرشيد الذي نشرته صحيفة الرياض بتاريخ 15 شوال 1434ه، والذي تناوله الأستاذ يوسف الكويليت في افتتاحية أحد أعداد الصحيفة نفسها ! وقد رجعت إلى نص ذلك الحديث الذي استهله المتحدث بقوله: علمنا التاريخ أن الحضارات تقوم على ضفاف الأنهار، وفي غياب المصدر المائي الذي يعتمد عليه لم يتمكن الإنسان من بناء حضارة"! ** وتحدث الأستاذ الرشيد بأن التقنية الحديثة مكنت من تحلية ماء البحر ونقله آلاف الكيلو مترات إلى التجمعات السكانية! وقال: محطات التحلية "حل مؤقت" وتخضعنا لابتزاز الآخرين نحو تقنية لا ننتجها ولا نستطيع صيانتها! وقال: نحن في المملكة نشرب "8000000" ثمانية ملايين لتر يومياً، أي "92/2 مليار متر مكعب سنوياً"60% "منها يأتي من محطات التحلية؛ أي"75/1" ملايين متر مكعب نضخها عبر أنابيب يبلغ طولها "4500" كيلو متر" ** وتساءل الأستاذ الرشيد: لماذا يعتبر الخليج العربي لا يصلح مطلقاً كمصدر للماء، وينبغي عدم استخدامه؛ وهي: (1) الخليج العربي عبارة عن بحيرة شبه مغلقة ضحلة؛ لا يزيد معدل عمقها على "60" مترا؛ ويستغرق استهلاك الماء فيها أكثر من "5" سنوات لبعدها عن البحار المفتوحة ولانعدام التيارات البحرية القوية. (2) سوف نزرع شواطئه بعشرات المفاعلات النووية لأغراض التحلية وتوليد الطاقة الإقليمية والفنية؛ فهو نقطة التقاء مصالح الأعداء؛ فالولايات المتحدة قد تتخذ منه ورقة ضغط على الصين العطشى للطاقة؛ عند ما تستغني عن بترول الخليج قريبا"! ** وجنح المتحدث الأستاذ محمد الرشيد إلى القول: لو أمعنا النظر في خريطة الثروة المائية المتجددة للمملكة، لذهلنا وعضضنا أصابع الندم على ثروة نهدرها في حين نخضع أنفسنا لابتزاز الآخرين؛ ولتقنية لا ننتجها ولا نستطيع صيانتها ولا نضمن توفرها، تلك الثروة هي كمية الأمطار التي تتساقط على المملكة". ** إن كمية الأمطار التي تهطل على البلاد وعلى أقل تقدير ب"145″مليار م/3 سنويا" وقال: ونحن نشرب سنويا "9/2" مليار م/3، كمية منها من التحلية كما أشرت آنفاً، أي أنا نحو "7/1″مليار م /3 سنوياً! ألا نستطيع الحصول على"7/1" مليار م/3 من تلك الكمية الضخمة من الأمطار"12″م/3؟ بالتأكيد لن نستطيع "حصد" ما يكفينا لنشرب ونزرع ؛ ونحرر أنفسنا من الابتزاز! وإن ضخ النيل سنوياً"99″مليار م /3 ؛ وإن أمطار المملكة سنوياً = "125"مليار م/3 ". ** وقال الأستاذ الرشيد: لو قارنا ما هو متاح لسكان المملكة الذين يقل عددهم عن" 30 " مليون نسمة من مياه الأمطار كما هو متاح لسكان حوض النيل البالغ عددهم "450" مليون نسمة لأخذ الدهشة : كيف نحتاج لتحليه ماء البحر" ؟ ** وصل الكاتب إلى القول : وبعملية حسابية بسيطة، نجد أن ما هو متاح لساكن المملكة من مياه الأمطار هو" 4166″ م/3 سنوياً، ومن المؤكد أن المقارنة غير عادلة؛ فالنيل جاهز لإمداد من يرغب بالماء دون عناء، أما في حالتنا فلا بد من عمل مضن واستثمار ضخم لا يزال الحل في متناول اليد". ** وقال كاتبنا الأستاذ محمد الرشيد: لو أمعنا النظر في خارطة الثروة المائية المتجددة للمملكة؛ فإن العمل يأتي عبر دور المقاولين الذين أكسبهم تشييد البنية التحتية الضخمة في بلادنا خبرات تؤهلهم للتعامل مع أضخم المشروعات؛ فكل ما تحتاجه في الغالب حفر قنوات وأنفاق وإقامة موانع فوق سطح الأرض وتوجيه الماء ليتدفق باتجاه مناطق يمكن إدارته منها". ويمضي حديث هذا الرجل الواسع الإطلاع على قضايا الأمطار الضائعة وقضية السدود التي ينبغي أن تنشأ في مواقع محددة للإستفاده من أمواه الأمطار التي تصب في البحر وهو ليس في حاجة إليها لأنها عذبة وتحمل معها الطين الذي تخترقه على وجه الأرض. ! وقال الكاتب:" لا أحب أن أسطح الأمور، لكن لا أحب أن يهزمنا الخوف، نتيجة لثقافة رفض كل ما هو جديد؛ فكراً كان أم ممارسة، ولا أحب أن يمنعنا ذلك الخوف من التفكير في أمر إن تحقق، فسوف يغير وجه بلادنا وينهي كوننا عالة على الآخرين في أساسياتنا : الماء والغذاء، بل سوف يزيد من خير بلادنا الذي يصل للآخرين إن شاءالله"! ** ويمضي كاتبنا يدفع إلى التوجه إلى مشروع هو خير لوطن عزيز لكن هذا المشروع الكبير الذي يروي أرضنا، لا أقول إنه مغامرة ولكنه ذا جدوى ما أحوجنا إليها لأنا عطاش وماء السيول يتدفق يغرق ويقتل ويذوب في البحر، ونحن ندعو الله أن ينزل علينا الغيث؛ لكن السماء الذي نرفع أكفنا إليها أن يسقينا الله الغيث ولا يجعلنا من القانطين، غير أن هذا الذي يدعو أن يروينا وأرضنا إذا أرسل من السماء لا يفيدنا لأنا لم نعن بالإفادة منه.! وقال الكاتب لو عطلت الأفكار التي تخرج عن المعتاد، لما حفرت "قناة السويس" وقناة بنما" والنفق الأوربي، ولما غزا الفضاء، وكلها منجزات أصعب وأكثر تعقيدا مما نحن يصدده! ** ويخاطب المسؤولين أن يهزموا ثقافة الخوف من كل ما يخرج عن المعتاد" وقال في آخر حديثه؛ إن الدولة إلى اقل مسؤول في مؤسسات المياه، عليهم أن يهزموا التردد والخوف من كل ما يخرج عن المعتاد! فالأرقام والنسب الواردة قد لا يتفق عليها الجميع؛ فالمصادر كثيرة ومتفاوتة في تقديراتها! وقال أخيراً: فلن نكون في وضع مالي أفضل مما نحن فيه الآن! وليس سرا أن العصر الذهبي للبترول أصبح ظهورنا". ** ولعلي أقول إن خزائن الدولة تفيض فيها الدخول من مصادر شتى في وزارة الداخلية والعمل والزكاة والدخل ودخول أخرى عالية! كل هذه المصادر الباذخة ينبغي أن توظف للارتقاء بالوطن الذي نقرأ ليل نهار عن "تعثر" مشروعاته التي كان ينبغي أن تنجز في أوقات محددة؛ والفائض من الميزانية أكثر من مائتى مليار، لكن المشروعات الضرورية المعطلة في الوزارات تنشر الصحف المحلية بأنها معلقة؛ منها: الصرف الصحي والكهرباء والغاز المركزي، وإنشاء بعض المطارات في مقدمتها منطقة" القنفذة"! والحديث كثير في الصحافة عن المشروعات ، وتبدو وكأنها" وهمية" لغياب الرقابة الجادة ونيام بعض المؤسسات، ولا جهة أو جهات جادة وصارمة ذات صلاحيات متابعة تحاسب ثم تخاطب أولي الأمر بالتسيب ومحاسبة كل كيان مقصر، ذلك أن تحمل المسؤولية "عائم" والكلام والوعود كثيرة ! إنه قول بلا عمل ! والحق يقول: يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون، وخاتم الرسل صلى الله عليه وسلم يقول: لا قول إلا بعمل" إذاً فالقول وحده غير مجد!.