1 – 2 تتسارع الأقلام والتحليلات الصحفية بتناول الشأن والمواقف المصرية لأن مصر في قلب الأحداث الدائرة في المنطقة ولا يمكن استبعادها او إغفال دورها وأثره على الأحداث سلبا او إيجاباً ، ويتأثر بعض من الكتاب والمحللين السياسيين بقناعاتهم الشخصية والأيدلوجية التي يتبنونها فتؤثر على كثير من موضوعية ما يطرح من تحليلات واستنتاجات ومرئيات. أن تناول الشأن المصري والضربة الجوية المصرية من زاوية واحدة تتعلق بانقاذ مصر من الانجرار في حرب طويلة الأمد انطلاقاً من مقارنة الجنرال خليفة حفتر بداعش باعتباره يرفض المشاركة والاحتكام الى الديموقراطية ، لأنه اول من رفع السلاح ، ومقارنة ليبيا بالعراق ، وإقحام انتفاضة الأنبار والمالكي لعمل مقاربة ينطلق منها الى نتيجة خطيرة كما قال الكاتب جمال خاشقجي " الف داعشي ولا مالكي". في ظل هذا التناول سوف تخرج علينا مقالات تجعل من داعش اقل الضرر ، وتنتهي الى نتائج تساعد على الضبابية والخلط المخل للموضوع حتى يصبح القارئ غير المتخصص في حيرة من أمره ، وبدلاً من تقديم رأي يساهم في الطرح ويثري الموضوع ، قد يساهم الكاتب بحسن نية او لتعاطفه مع تيارات مشابهة في السابق الى الترويج او التبرير لجماعات من أسواء ما شهدته البشرية . أن ما يحدث في المنطقة من أحداث ليس بهدف نشر الديموقراطيّة او محاربة غير المؤمنين بها كما يُزعم البعض في حالة الجنرال خليفة حفتر ، فالديموقراطية التي نادت بها أمريكا لم تكن من أجل إحلال المشاركة في الحكم ونشر الديموقراطية ، ولو كان الامر كَذَلِك لكانت العراق واحة للديموقراطية بعد دخول الجيش الأمريكي للبلاد وإنقاذها من حكم صدام ، وهو عكس ما تم ، حيث أدخلت أمريكا الطائفية وتقسيم البلاد والحكم على أساس مذهبي وطائفي في الدستور العراقي الذي رعته وباركته ، فأصبحت العراق مقسمة مفرقة نتيجة خطة موضوعة لدى أمريكا مسبقاً وليست وليدة السَّاعَة ، استفاد منها كل من إيرانوتركيا لصالحهما ، في حين ما زال بعض من المحللين يعيشون في ردة الفعل وينسون او يتناسون الفعل والفاعل والمستفيد . فقد استفادة إيران من المذهبية والطائفية في العراق لبسط نفوذها ونهب خيرات البلاد ودعم أشخاص مثل المالكي الذي لا يشكل العراق هاجساً او مكاناً في سلم أولوياته ، واليوم وبعد سنوات عديده من الاستبداد والفساد أصبحنا نسمع من الرئيس اوباما نقداً للمالكي وإدارته ، اما فائدة تركيا فهو اشغال الأكراد عن قضيتهم وفكرة الاستقلال والانفصال وإدخالهم في حرب مع داعش وغيرهم بعد ان فتحة حدودها للجماعات المتشددة.