معظم الدول إن لم تكن جميعها تحتفل بيومها الوطني، أو ما يسميه البعض العيد الوطني، بشئ من الاتزان والتوازن، إظهارًا لما تحقق، وما أُنجز، تذكيرًا بيوم وطني بما يحمله من عبق الماضي وشذى الحاضر وأمل المستقبل، هذا باختصار ما يعنيه اليوم الوطني والاحتفال به، فيكون يومًا تليداً خالداً، نظهر فيه الفرح والسرور ببرامج وثائقية واحتفالات شعبية واستضافات لشخصيات رائدة في المجالات الثقافية والأدبية والتاريخية، تبرز ملحمة توحيد البلاد الطاهرة على يد المؤسس غفر الله له.. ومن بعده أبنائه الذين كانوا خير خلف لخير سلف .. تذكير وذكرى، بل تشييد وإشادة، وبهجة وسعادة، فبهذا نحيي هذه الذكرى الغالية، لهذا اليوم وتلك المناسبة، بإثراء وتنوع، لكل جميل ومفيد، ولا سيما أن كثيراً من وسائل الإعلام ستنقل الحدث، فتبرز الصورة، وتوضح الرؤية، للمملكة وشعبها، عاداتها وتقاليدها، تاريخها وحضارتها، تطورها وثقافتها.. ولكن بعض الشباب، والذي ينقصه الوعي الكافي، والإدراك الوافي، والعقل الواعي، لما يعنيه هذا اليوم الوطني!! عكس المعادلة، بل عتّم الصورة، وشوه النظرة وأساء للوطن أيما إساءة !! ومن تلك الصور المخزية إن صح التعبير والمحزنة إن صدق الإحساس والمبكية إن كان هناك ذرة من وطنية !! إهانة كلمة التوحيد !! لقد رأيت بأم عيني كلمة التوحيد ملقاة في الشارع تدوسها السيارات ورأيتها على ظهور الشباب يدخلون بها دورات المياه .. رأيتها في أماكن ومواضع ليست بأماكنها ولا مواضعها، ياشبابنا الواعد، ويا سواعد الوطن الأبية، أنتم الذين ستستلمون غداً الراية، رأية النهضة والبناء، رأية التنمية والولاء، فهل سننقل تلك الصورة المشوشة لأصقاع المعمورة، بأن هؤلاء الشباب هم عماد الدين، ورجال المستقبل ؟!! وهل الوطنية والولاء إطلاق شعارات وعبارات لا معنى لها؟.. هل الوطنية تخريب وتكسير وانتهاكات باسم اليوم الوطني.. هل الوطنية والانتماء لهذا الوطن المعطاء لا تكون إلا بالأغاني والأهازيج والتطبيل.. هل المواطنة الحقة من ضروراتها ومن أسسها ومن أصولها التراقص والتمايل في الشوارع والأماكن العامة من شباب كالبنات لبساً وحركات وهم رجال ولا رجال بل أشباه الرجال.. هل هذه الصورة المقززة للطباع البشرية السوية ترفع اسم الوطن عالياً أم أنها تنزل الرؤوس العالية.. عجباً ما لقومي.. ما هذه التصرفات ؟ ما هذه السلوكيات؟!! عذراً وطني فهذا العمل ليس من الوطنية في شيء... الوطنية الحقة والمواطنة الصالحة والإنتماء الصادق ماذا قدمت لهذا الوطن بالأفعال وليس الأقوال؟ بعرق الجبين وليس بهز الأرداف والمتون؟. Saas1000@hotmail الرياض