المحرر اغلقت الجهات المسؤولة جسر الملك عبدالله على تقاطع طريق الحرمين في شرق جدة، منذ يوم الخميس الماضي، تمهيداً لهدمه، واعادة بنائه من جديد، ليكون متوافقاً مع طريق القطار من ناحية، ومحققاً للتنمية المستدامة، بحيث تصبح حركة السير عليه حرة.. غير ان الاغلاق سبب ربكة شديدة لحشد كبير من سكان جدة ممن يسكن في احياء سكنية كثيرة في شرقيه، من حيث توقف تواصلهم مع اجزاء المدينة الغربية عنه، الا من تحويلات بعيدة، الاولى شمالاً (جسر فلسطين) والثانية جنوباً (جسر الجامعة من امام مسجد بن لادن).. وقد رصدت (البلاد) حجم الكثافة في السير في هاتين النقطتين في وقت لم يبدأ فيه العام الدراسي. وطالب السكان الذين التقينا بهم المسؤولين من المشروع سرعة انجازه في وقت قياسي، وتحسين بدائل السير الحالية، وزيادة الرقابة من مرور جدة لتسهيل عبور وعودة سكان شرق الجسر. غياب الرؤية الاستراتيجية بداية تحدث معي المواطن محمد الحربي من سكان حي الرغامة، فقال: فوجئنا باغلاق جسر الملك عبدالله - تقاطع طريق الحرمين، من دون اعلان في الصحف او غيرها، وانا ساكن شرق الجسر، وعندما اريد الذهاب الى حي النسيم في اغرب الجسر او وسط جدة حول الاندلس مول، او الذهاب للبحر، يصبح علينا ان ننعطف شمالا عبر الطريق السريع، حتى جسر فلسطين، ثم نعود مرة اخرى. اما عند العودة فعلينا ان نعود من خلال حي الجامعة او من شارع فلسطين، وهذا ارهاق شديد لنا. واضاف المواطن الحربي: نحن نرحب بالتطوير والتنمية ولدينا استعداد للصبر على مشروع اقتلاع جسر الملك عبدالله واعادة بنائه من جديد، لكن ذلك يطرح سؤالاً مهماً وهو اين كانت وزارة المواصلات (النقل حالياً) الطريق السريع قبل اكثر من 40 عاما؟.. لماذا لم تنفذ جسر الملك عبدالله بطريقة صحيحة وتجعله حرّ الحركة، وأليس لديهم رؤية استراتيجية للمستقبل؟.. من هنا نتأكد ان عدد من المسؤولين عندنا لا يملك الرؤية المستقبلية، المهم ينفذ المشروع كيفما اتفق، فاذا تطورت المدينة وزاد حجمها، يتضح مدى الخلل الذي وقع فيه أولئك. اغلاق من دون عمل ويقول المواطن علي السلمي: لقد تم اغلاق جسر الملك عبدالله مع تقاطعه فوق طريق الحرمين منذ يوم الخميس 25 شوال 1435ه ولكن حتى الآن لم يتم (وضع مساحات واحدة) اقصد لم يتم عمل شيء فيه، في حين كان المفروض مباشرة العمل منذ اول دقيقة من يوم الخميس حتى يمكن انهاء المشروع بسرعة، لماذا اذا لم يكن المسؤولين عن هدم الجسر مستعدين يغلقونه، ويتركون الناس يتخطبون ويتعبون ويلفون ويدورون طالما انهم غير مستعدين من فورهم للمشروع. واضاف: لا يجوز اغلاق الجسر من دون ان يبدأ فيه العمل فوراً.. الواجب اذا انت اغلقت الطريق امام الناس ان تبدأ العمل فوراً، والا فاترك الناس يتنقلون براحتهم حتى تكون مستعداً للعمل.. لكن هذا الامر للاسف غير موجود في معظم مشاريعنا، ولذلك على المسؤولين في امارة مكة ومحافظة جدة والمرور والبلدية ان يشددوا على الشركة تنفيذ هدم الجسر واعادة بنائه بسرعة لان الطريق عبره ومن حوله مهم جداً للالوف المؤلفة من الناس، ولا يجب ان تترك الشركات تعمل على مزاجها وعلى راحتها ان هذه مسؤولية وامانة. حتى التحويلات مزدحمة ويقول المواطن محمد الغامدي: اذا بدأت المدارس سوف يكون هناك تعب شديد على الناس لان سكان حوالى عشرة احياء شرق جسر الملك عبدالله، وممن يخدخم الجسر ويمرون من فوقه، وقدر رأينا في السنوات الاخيرة كيف هي كثافة السير فوق الجسر، وكم هو عدد الذين يستخدمونه على مدار الساعة ذهاباً واياباً ولذلك اقول عندما تبدأ المدارس فسوف يجد الناس عنتاً شديداً ومضايقة نفسية، وهم يلتفون حول عدة احياء وعبر عدة كيلو مترات من اجل العودة للنقطة نفسها.. كان يجب عمل بدائل مريحة للناس بدلا مما هو معمول به حالياً. واضاف: ان القادم من الغرب قاصداً الجسر لن يتمكن من مواصلة سيره فوق الجسر لانه مغلق، وسوف يتوجه جنوباً عبر طريق الحرمين، ثم يدخل حي الجامعة، ويلتف من عند مسجد بن لادن، وهناك حالياً زحام شديد، ومع بدء المدارس سوف يزداد الزوحام اضعافاً مضاعفة، وهناك شرق مسجد بن لادن مشروع اخر للسيول وبموجبه تم اغلاق واحد من المسارات الثلاثة، فازداد الطين بلة.. ولقد مررت من هناك مرتين بالليل ووجدت زحاماً مهولاً وغياباً تاماً للمرور.. فكيف بالحال اذا بدأت المدارس؟ متاعب نفسية وقال جمال احمد وعيد عثمان وحسن سعدي: تتمنى للمشروع التوفيق فهو اضافة جيدة لمدينتنا الغالية جدة، وسيكون له انعطاس ايجابي على تطوير جدة وانسانها من حيث اقامة بنية تحتية جيدة وقابلة لتحقيق التنمية المستدامة، ونرجو ان يكون مشروعاً له بصمة استراتيجية لعشرات السنوات القادمة بعكس المشروع الذي سيتم هدمه، والذي لم يكن محققاً لهذا المطلب.لكن نود اخيراً التنويه ان كثرة المشاريع في جدة وتداخلها، وعدم وجود مخارج جيدة لحركة السير سيكون انعكاس سلبي على نفسيات الناس، من حيث الضغوطات النفسية والسكر والمتاعب، بما لا يحقق البيئة الجاذبة، أين اللوحات الارشادية؟ وقال علي محمود وسيد حامد وحسن حميد: انه بالطبع فالمعروف عالمياً ان المدن المكتظة والمكدسة بالسيارات وصعبة المسالك تتسبب في الحاق الضرر بنفسيات سكانها، بل واصابتهم بالامراض، ولذلك على المخططين ان يراعوا هذه المفاهيم، والعمل على تحقيق اعلى معايير الجودة في البيئة للمدن، لتكون حياة السكان مريحة ولديهم اريحية ولسعادة وبهجة..وقالوا: انه بالنسبة لهذا الجسر الذي سيتم استبداله فان الملاحظ عدم وجود لوحات ارشادية عليه، صحيح انه توجد لوحات متفرقة ولكنها ليست كافية، كما ان هناك مخاوف من بطء العمل فيه بحيث يمكن ان تمتد الى عدة سنوات، كعادة عدة مشاريع بالبلد..واضافوا: كيف يمكن لسيارات الاسعاف والمطافي ان تتحرك في هذه الشوارع والمفاصل المتخمة بالزحمة في جدة؟.. وكيف يمكن لشخص معه مريض بالقلب يريد اسعافه بسرعة.. او امرأة تمخض تريد مستشفى الولادة في دقائق؟.. كيف لها ان تتحرك وسط هذا المناخ الملبد بالزحام المروري، في ظل سوء التنفيذ في عدة شوارع من البلدية، وفي ظل ضعف المرور الواضح وعدم ايجاد حلول سير عملية ومرنة.