تصوير - محمد الحربي وسط حشد كبير من الأدباء والمفكرين والمثقفين وكتاب الرأي في الصحف المحلية احتفلت اثنينية الأستاذ عبدالمقصود خوجة بالمفكر والأديب التونسي المعروف الدكتور عبدالوهاب بوحديبة والذي قدم للمكتبة العربية أكثر من مائة وخمسين كتاباً وبحثاً علمياً أكاديمياً ونشرت له العديد من الدراسات في المجلات العلمية المتخصصة وأشرف على إصدار 62 عدداً من المجلة التونسية للعلوم الاجتماعية. وقد تحدث الأستاذ عبدالمقصود خوجة صاحب الاثنينية عن الأديب والعالم التونسي في بداية الأمسية وقال: تتجه اثنينيتكم الليلة إلى مغربنا العربي حيث الامتزاج الحضاري والتلاقح الثقافي المنفتح غرباً المتأصل اسلاميا المتجذر عروبة مقتفين آثار ابن خلدون وابن رشد وابن حزم لنحتفي بأكاديمي رصين ومفكر منتج وباحث مجتهد المعروف بالأب الروحي لعلم الاجتماعي التونسي قدم خصيصاً لاثنينيتكم من تونس الخضراء سعادة الأستاذ الدكتور عبدالوهاب بوحديبة فأهلا وسهلا ومرحبا به في بلده الثاني بين محبيه ومتابعي إنتاجه. إن المتتبع لمسيرة ضيفنا الكريم يلاحظ أن مؤلفاته الكثيرة احدثت تفرداً واسعاً لمناقشة قضايا كونية احسبها ذات تأثيرات واسعة على المستويين المحلي والعالمي تمثلت في صدام الحضارات والتطرف الديني والصراعات العالمية التي هي جزء من بعض المعضلات المستعصية خلال هذا القرن فالتضارب والصراع ينبعان من التاريخ نفسه ويمثلان إحدى فقراته المثيرة للجدل مهما تغيرت الاسماء وتبدلت الظروف أما التلاقي بين الحضارات فتكتنفه بعض السلبيات والكثير من الايجابيات مما يؤدي إلى حوار وتلاقح بين الحضارات والثقافات والأديان والأجيال يتطلب مزيدا من الوعي والعمل في وقت أصبحت فيه الحاجة ملحة إلى التحاور مع الآخرين وهم كثر بل والتعاون معهم لجعل الحوار بديلا للنزاعات التي لا تفضي إلا إلى المزيد من الصراعات مع الأخذ في الاعتبار ان حوار الثقافات لا معنى له اذا لم يستند إلى مقوماته الثقافية التي يجب ان يتم الاستناد عليها ما امكن لتجاوز العقبات والمشاكل وما اكثرها في عالم يسوده الغموض وتطغى عليه الاغراض المغرضة .. وبسبب الانتاج الفكري الغني والمتنوع بالعربية والفرنسية في حوار الثقافات والحضارات لضيفنا الكريم فقد نال جائزة اليونسكو سنة 2004م. رفد ضيفنا الكريم المكتبة العربية والعالمية بعدد من المؤلفات الفكرية والاكاديمية تعرض خلالها لمختلف قضايا المجتمع وغاص عبرها عميقاً في اروقة النظم الاجتماعية والانماط السلوكية البشرية مطوعا ومؤولا لها من منظور العقل المنهجي والطرح الفكري متناولا جدليات المجتمع والدين والثقافة في اطارها المعرفي وبعدها الانساني في اسلوب عقلاني رصين ومنهج علمي واضح متناولا تجليات الذات العربية التي تخرج عن ذات الحداثة وتستقل عن مفاهيمية الذات كما تحددها طلائع الفكر العربي وفلاسفة ما بعد الحداثة امثال ديلوز وادوارد سعيد مركزاً على مقومات التعايش والتلاقح الثقافي والحضاري واعادة الثقافة العربية في الحراك الكوني من منظور التعايش والتنافس الحر والانفتاح المثمر مما أهله للفوز بالجائزة الدولية للثقافة العربية - اليونسكو الشارقة 2002م.