1 هذه المرة سأكتب في نقاط متفرقة على طريقة (من كل بحر قطرة ) .. وهو اسم برنامج تلفزيوني سعودي (أيام الأبيض والأسود) شاهدته لأول مرة في واحدة من مقاهي الطائف وأنا شاب غض العود , بعد نهاية دراستي للمرحلة المتوسطة , عندما كنت مسافرا مع أسراب المهاجرين في طريقي من قريتي الجنوبية (الأطاولة) بمنطقة الباحة , متوجها إلى جدة .. وكان يقدم ذلك البرنامج الممتع والبسيط المذيع الراحل (سامي عودة) والذي قال عنه الكاتب في الشرق الأوسط حسين شبكشي أنه : " كان موظفا مثقفا يعمل في إحدى شركات القطاع الخاص وقتها ". 2 لي صديق رزقه الله بابن يعاني من التوحد , وكان قبل أسبوعين قد كتب لي عبر (الواتس اب) كلاما كثيرا عن مرض التوحد توقفت أمامه طويلا بين مذهول وحزين ومتأمل .. وهنا مقتطفات – بتصرف - مما قاله في رسالته : " أنا وفارس – اسم ابنه – مع التوحد نعيش سويا أزمتنا في صمت .. التوحد اضطراب نفسي عصبي تظهر أعراضه قبل سن ثلاث سنوات .. من واقع معايشتي المريرة أقول إن التوحديين في مجتمعنا هم المعذبون في الأرض .. مجتمعنا لم يقدم لهم سوى مراكز أهلية عشوائية إلى أن بدأت نشاطات التربية الخاصة لكنها مازالت محدودة الإمكانيات .. هناك حاجة ماسة لإنشاء هيئة عليا تعني بهؤلاء الاطفال فهم جزء من نسيجنا المجتمعي .. مجتمع لا يستوعب ولا يفي بواجبه تجاه التوحديين هو مجتمع معوق. " انتهى كلامه .. ملاحظة : عدد الأطفال التوحديين بالسعودية يزيد عن 325 ألف مصاب . 3 من خلال طروحاتنا ونقاشاتنا في عدد من (القروبات) نحن الأصدقاء , تم طرح موضوع (تحديد مصروف شهري ثابت) من الزوج لزوجته , وقد أيد هذا المقترح معظم الأصدقاء حتى وصلت النسبة إلى 99% .. وهو الرقم الطريف الذي يذكرنا بما كان يجري في بعض ديار العرب من نتائج الاستفتاءات الرئاسية وحكاية الثلاث تسعات .. ولمزيد من الفائدة في هذا الجانب فقد بحثت ووجدت أن عبد الله آل يعن الله يقول:"هل تعلم بأن طريقة المصروف الثابت تربي زوجتك على تقديم الأولويات في مشترياتها ، ويشجعها على الاقتصاد وجمع المال وحسن التدبير ؟ ".. في حين يرى د.حبيب الله تركستاني أستاذ إدارة التسويق بجامعة الملك عبدالعزيز:" أن المصروف الشهري يعطي الزوجة الاستقلالية المالية أمام أبنائها فلا تشعر بالضعف" . 4 وبالفعل يظل البخل صفة ذميمة , وهنا ننقل من طريف الشعر عن البخل , ما قاله الشاعر المصري محمود غنيم , عندما دعاه أحد أصدقائه مرة إلى مأدبة في سفح الهرم ، وذبح له ديكاً هزيلاً، فلم ينج هذا الصديق من مداعبات الشاعر، فكتب قصيدة يقول فيها : يا صاح مالك والكرم = البخل طبعك من قدم شهدت ببخلك ليلة = قمراء في سفح الهرم تباً لديكك يا أخي = هضم الحديد وما انهضم ديك هزيل الجسم = تركله الجرادة بالقدم خلناه في الأطباق = رسماً بالمداد وبالقلم جلد يحيط بأعظم = لا لحم فيه ولا دسم.