كشفت دراسة أكاديمية أجرتها إحدى الباحثات عن وجود مجموعة من المعوقات التي تحد من تطبيق المحاسبية في التعليم تتمثل في انخفاض مستوى الوعي بأهمية المحاسبية في التعليم، وتعقد الإجراءات والروتين في إنجاز المعاملات، والازدواجية في النشاطات والتداخل في الواجبات، بالاضافة الى المجاملات وما يترتب عليها من ضغط اجتماعي. وأكدت الدراسة التي قدمتها الباحثة وداد المعجل تحت عنوان: (تصور مقترح لتطبيق المحاسبة التعليمية في نظام التعليم العام في المملكة)، على أهمية المحاسبة التعليمية من حيث ارتباطها بقيم الشفافية والديمقراطية ولكونها تعد وسيلة لضبط السلوك من خلال استعداد العاملين لتحمل المسؤولية تجاه نتائج أعمالهم، كما تعد وسيلة لتحسين المناخ العام للمنظمة، وتوفير بيئة إدارية تسودها الثقة بين جميع الأطراف. وتهدف الدراسة إلى تقديم تصور مقترح لتطبيق المحاسبة التعليمية في المملكة العربية السعودية وفق معطيات الواقع التربوي لتحسين مخرجات العملية التربوية وذلك بناءً على النتائج التي تم التوصل إليها، وبالافادة من خبرات الدول المتقدمة التي طبقت نظم المحاسبية التعليمية. وكانت الدراسة التي قدمتها الباحثة ونالت على إثرها درجة ماجستير الآداب في الإدارة التربوية من جامعة الملك سعود شملت جميع مديري إدارات التربية والتعليم(بنين وبنات) بالمملكة العربية السعودية والبالغ عددهم 83 مديرا، وعينة من معلمي ومديري المدارس والمشرفين التربويين بقطاعي (البنين والبنات) بالمدن الرياض، جدة، الدمام، والبالغ عددهم 656 فرداً. وفي ضوء هذه النتائج قدمت الباحثة تصوراً مقترحاً لتطبيق المحاسبة التعليمية في المملكة العربية السعودية، وأوصت بإخضاع هذا التصور للتجربة وتعميمه في حال فعاليته، والعمل على تعميق مفهوم المحاسبية التعليمية، وإعداد الكوادر المؤهلة لقيادة برامج وأنشطة نظام المحاسبية التعليمية، وتطوير لوائح الحوافز في أنظمة وزارة التربية والتعليم بتوفير حوافز لمكافأة الإنجاز الجيد، وتفعيل الإجراءات التأديبية في حق المخالفين، واعتماد معايير علمية لتطبيق المحاسبية التعليمية ضمن استراتيجيات خطة التطوير الشامل للتعليم في المملكة.