توقفت ملياً امام تعليق الكاتبة (غادة السمان) في زاوية "لحظة حرية" المنشور في مجلة الحوادث اللبنانية بالعدد : (2754) عدد الجمعة: 23 - 29 شعبان 1430ه الموافق 14 - 20 أغسطس (آب) 2009م على الصفحة: (78) بعنوان: "صلاة في المريخ"! أهذا حُبّ ام حب تملك؟ على ما نقله الكاتب الفرنسي (جيل لورا) الذي فاز بجائزة (الغونكور) وكتب في سيرة الكاتب الامريكي (سكوت فيتزجيرالد) وحرمه الذي يفضل ان تموت زوجته (زيلدا) على ان تكون لسواه! إذْ قال: فلتمت (زيلوا) قبل ان تكون لسواي حتى بعد الطلاق والفراق! ومصدر توقفي التساؤل التعجبي الذي علقت الكاتبة على مقولة الكاتب الامريكي نحو زوجته: اهذا حب ام حب تملك؟! واستكثارها - بل أسف - في ان يصف حبه لزوجته بالتملك كأن العلاقة الغرامية التي نشأت بينهما مجرد علاقة وقتية عابرة محددة بزمن انفصال لهما عن بعضهما البعض وليست علاقة متجذرة في اعماق نفسه لاسيما وان المرأة يمكن ان تنسى او تتناسى بسرعة، ولكن الرجل هيهات ان يسقط من تعلق بها فترة من الزمن كانت تملأ حياته كلها، وقضت معه حلوها ومرها. والرجل، الزوج، حينما يتزوج تصبح شريكة حياته جزءاً لا يتجزأ من زوجها فلا يفرقهم - عادة - سوى الموت لتعلق بعضهما ببعض خاصة ان الحُبّ المتبادل بيهما يزداد يوماً بعد يوم، والحب المقصود هنا الحب المؤكد من المعاشرة الزوجية يولد حباً قاتلاً لا يستطيع الزوج فراق زوجته التي قضى حياته الطويلة معها لذلك لا يريدها ان تذهب لغيره سواءً بعد الطلاق أو الفراق أو الموت لان مشاعره واحساسه - لا تزال - حية تشتعل بالغيرة على محبوبته الغالية التي يرتبط بذكريات لا يمكن نسيانها - بسهولة ويسر - مهما ظل حياً لانه تنتابه حيناً بعد حين، لا يمكن محوها بمجرد الطلاق والفراق، وانما تبقى راسخة في الذاكرة في اغلب الاحوال حتى الممات. فلماذا تستكثر الكاتبة على الزوج هذا التملك فالتملك المادي يختلف عن التملك الانساني، فتملك الزوج هنا تملك عاطفي وليس يبقى خالداً دائما في الذاكرة يصعب نسيانه أو محوه بجرة قلم. فهل تعيد الماتبة النظر فيما ذهبت اليه ان المرأة (الزوجة) بمجرد فراقها أو طلاقها لا تصبح جزءاً من كيان الرجل (الزوج) الذي شاركها في حلو الحياة ومرها ولذلك أصبحت تعرف بشريكة الحياة.