كان الملك عبدالعزيز آل سعود مؤسس المملكة ورائد النهضة والاصلاح عبقريا فذا وملهما وموفقا في حسن اختيار الرجال الذين يتميزون بحسن الادارة ويقدرون المسؤولية، وينهضون بما يناط بهم من مهام جسام وما يمليه عليهم الواجب من التفاني في خدمة الدين والوطن بكل ولاء واخلاص. وقد ذكر المؤرخ الاستاذ خيرالدين الزركلي في كتابه (الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز) انه لم يبلغ انسان من رجال عبدالعزيز ما بلغه عنده عبدالله بن سليمان الحمدان من الحظوة والثقة لما كان يتصف به من الذكاء والنشاط وحسن التدبير والتفكير. وقد اختاره الملك عبدالعزيز وزيرا للمالية، وخدم الملك عبدالعزيز قرابة 35 عاما ثم استقال بعد وفاة الملك عبدالعزيز رحمه الله. الخ. وقد ورث من تعاقبوا على الحكم من ابناء الملك عبدالعزيز العديد من خصائص حكمته وحسن اختياره للرجال العاملين المخلصين. ومن نخبة رجال الدولة الذين عملوا عدة عقود مضت تحت القيادة الرشيدة من ابناء الملك عبدالعزيز الميامين معالي الاستاذ محمد بن عبدالله النويصر رئيس الديوان الملكي السابق الذي فقده الوطن منذ ايام بعد حياة حافلة بالجهد والعطاء والولاء والاخلاص، وتواصلت خدمته وجهوده المخلصة خلال اربعة عهود من مراحل النهضة الحديثة، وهي عهود الملك فيصل والملك خالد والملك فهد والملك عبدالله ابناء عبدالعزيز آل سعود. وقد اشاد بيان الديوان الملكي بالفقيد بالقول: انه رحمه الله من رجالات الدولة الذين خدموا دينهم ومليكهم وبلادهم لاكثر من ستين عاماً بكل تفانٍ واخلاص، وتقلد عدة مناصب كان اخرها رئيسا للديوان الملكي. الخ.. وللفقيد مكانته على المستوى الرسمي ولدى العديد من شرائح المجتمع لما كان يوليه من عناية واهتمام والتزام بتوجيهات القيادة الحكيمة برعاية مصالح المواطنين ومساعدة المحتاجين منهم. وحين اذكر بالخير انسانية ووطنية معالي الفقيد محمد النويصر فذلك من منطلق كونه من خيرة رجال الدولة الذين تفانوا في خدمة الدين والوطن، ومشاعري ليست تعبيرا عن موقف معين ولا مصلحة شخصية سعيت لها، ولكني اثق انه رحمه الله لم يكن يتخلى عن اي مواطن يقصده، وانا احترم اي مسؤول تبرهن اعماله على مدى شعوره بمسؤوليته في خدمة الصالح العام ورعاية شؤون المواطنين. رحم الله معالي الفقيد الاستاذ محمد النويصر واثابه على ما بذله من جهود مخلصة في خدمة الدين والوطن واعمال الخير والبر والاحسان.
