** أنا مالي، أنا "إشلي". هاتان كلمتان كأنهما "مخرازان" يتسربان في جسم الحقيقة، تلك الحقيقة المرة التي لا نود أن نعترف بها. يستمع إلى حالة ذلك الإنسان البائس الذي يمر بحالة صعبة ومريرة وهو في حاجة إلى مد العون له فتعرض عليه تلك الحالة فيأتيك الجواب: أنا مالي. أو ذلك الذي تعرض عليه مشكلة أخ أو قريب أو تقول له: تعالَ لنمد له يد العون، فهذا أخوك أو قريبك. فيأتيك رده سريعًا: أنا "إشلي" هو المسؤول عن نفسه، هو الذي أوصل حاله إلى هذا الحد المتردي. تقول له: إن ظروفه صعبة، لديه من الأبناء ما يعجز عن القيام بشؤونهم. فيقول لك: لقد قلت لك أنا "إشلي". هذه الحالات المليئة بها هذه الحياة تدل على مدى ما وصل إليه الإنسان من أنانية، فهناك من تقول له: هذا والدك أو أمك أو أختك، فكل واحد منهم لابد أن تقف بجانبه. فيرد عليك بسوء أدب: أنا "إشلي"، هو أنا الابن الوحيد؟ إن هناك غيري من الأبناء، لماذا لا تذهبون إليهم وتطلبون منهم مد يد المساعدة لهم؟ أنا "إشلي". هذا النوع من البشر عليك أن تقول لهم: أنا مالي وأنا إشلي. ينسى أن الدنيا قرض بوفاء، ويذهب بعيدًا في "غيِّة" لا يضع أمام ناظريه أن لكل شيء نهاية، وأن هناك حسابًا قد يأتي دون مقدمات هكذا فجأة، وهذا "الحساب" ليس عقابًا، فالعقاب هناك في الآخرة. وعندها لا أعرف هل يقول: أنا مالي.. أو أنا إشلي؟؟