أيهما مستبد وأيهما مستفز ؟

سؤال دائماً ما يطرح نفسه بداخلي وهو من تشبث برأيه حتى وهو يعلم انه على خطأ هل هو شخص مستبد ام مستفز؟ .. فبعد عدة خلطات اجريتها في رأسي وجدت ان الفرق بينهم كبير رغم انهم كلاهما سلوك إنساني .. فالمستبد إنسان آتاه الله قوة في شيء معين سواء كان جسداً او منصباً او حدة لسان فاستغل هذه القوة بطريقة غير مناسبة مع من هم دونه او مع اشخاص يملك سلطة عليهم رغم علمه في بعض الأحيان ان ما يقوم به خطأ وأن رأي الباقين هو الصواب الا ان تركيبته النفسية التي صقلتها عوامل بيئية مساعدة لا تسمح له بالاعتراف بخطأه انما يستبد برأية ويجبر من حوله تنفيذ قراراته الخاطئة، حتى بعد جنى ثمار الخطأ لا يعترف بذلك فيقوم بتصحيح الخطأ بخطأ آخر، ويحمل في كثير من الأحيان من حوله ثمار خطأ القرار او الفعل الذي استبد به .. في رأيي ان هذا الشخص إنسان غير سوي يحتاج الى تقويم سلوكي شخصي واجتماعي وتصحيح مفاهيم ربما تكون تخزنت لديه في وقت من حياته بشكل غير صحيح.
اما المستفز فهو سلوك موجود في داخل كل انسان منا الا ان البعض يستخدمه في مكان غير مناسب ليجبر به شخصاً او مجموعة من الأشخاص لتنفيذ رغباته التي ربما تكون صواباً او خطأ بحسب مقتضى الحال، فيلجأ المستفز الى تحفيز من حوله بطاقات وأدوات مختلفة ليطلق هذه الطاقة نحو أمر معين سواء كان هذا التحفيز ايجابياً او سلبياً، فمثلاً الأم عندما تستفز ابنها وتقول له (اذا لم تتفوق في دراستك هذا العام فلن اشتري لك جهاز الاكس بوكس الذي طلبته مني) في هذه الحاله نجد ان الأم ترغب طفلها في النجاح بطريقة الاستفزاز الإيجابي، اما الاستفزاز السلبي فهو ان تقارن هذه الأم هذا الطفل بأخيه المتفوق عنه في الدراسة فتقول له (انظر الى اخيك هو افضل منك وشاطر في الدراسة) هنا نجد الأم انها جهلت شيئاً طبيعياً وهو ان لكل انسان قدرات واسلوب تفكير مختلفاً عن الآخر وبمقارنتها هذه قد بثت في ابنها شعوراً بأنه الطفل الغبي او الطفل الذي لا يصلح لشيء مما يدفعه في بعض الأحيان الى الغيرة من اخيه وقد يصل الموضوع لحد الكراهية في بعض الأحيان.
فهنا نجد ان الاستفزاز سلاح ذو حدين " سلبي وايجابي" إما الاستبداد في رأيي فهو ذو حد واحد "دائماً سلبي" .
فأنت من مستبد ام مستفز ؟
حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وتقفوا بين يدي ملك الملوك .