شدد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ صالح بن حميد على ضرورة الحفاظ على هيبة الدولة وهيبة الحكم وهيبة الأنظمة، مستنكراً تفكّر من أسماهم "الغافلين" في المفقود وعدم شكرهم الموجود. وقال في خطبة الجمعة اليوم: "إخوتي في الله نحن في هذه البلاد المباركة أسبغ الله علينا نعمه، من صحة في الأبدان وأمن في الأوطان وغذاء وكساء ودواء وصحة وتعليم"، مشيرا إلى أن كثيرين يبذلون الغالي والنفيس رغبةً في سكنى هذه البلاد والعيش فيها ابتغاء ظل أمنها وعيشها الكريم. وأضاف أن شكران الدولة وأمن الأمة لا يكون إلا بالحفاظ على الهيبة للدين والدنيا والأنفس والأموال والصحة والتعليم وكل المرافق والخدمات، متابعا: "يجب استشعار حفظ الدولة ووحدة الأمة في أي تحرك أو نظر أو تفكير أو مطالبة". ودعا بن حميد كل غيور على وحدة الأمة ومصالحها واستقرارها إلى أن يمسك عن كثير من ألوان الجدل واللغو الذي تموج به الساحة, مبيناً أن الكثير من مواطن الخلاف ينشأ من الجدال فيرى المنتقد أنه ما دام على الحق فهذا يخوله أن يقول ما يشاء ويفعل ما يشاء ومتى شاء وكيف شاء. وطالب طلبة العلم وأهل الفضل والصلاح وأصحاب الرأي والنظر بأن يكونوا قدوة لطلابهم وأتباعهم، بالحرص على وحدة الأمة وهيبة الدولة وأن يكونوا قدوة في التنازل عن بعض حقوقهم الشخصية من أجل هذا الهدف السامي العظيم. وأكد إمام الحرم أن حق الناس في التعبير والمطالبة بالحقوق وإزالة المنكرات والمفاسد ورفع الظلم وإيصال الحقوق لأهلها كل ذلك مكفول من غير منة بضوابطه وبالطرق المشروعة والنظامية وبما يحفظ البلد وأمنه وأهله وهيبته ووحدته. واختتم بالقول: "ليس هناك من هو فوق الخطأ أو النقد أو المحاسبة أو المساءلة مع إصدار الأحكام العادلة مما يقتضيه نظر الشرع الشريف المطهر"، مؤكدا أن العدل هو سبيل الأمن وقاعدته وبوابته.