أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام بمكةالمكرمة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين بتقوى الله عز وجل، وطاعته وخشيته ومراقبته في كل الأحوال. وقال في خطبة أمس (الجمعة): «أيها المسلمون، أسس نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في المدينة النبوية المنورة دولة الإسلام، وبعد توحيد الله أسسها على المؤاخاة، فكان المهاجرون غرباء الدار إخوة الأنصار ممن تبوأوا الإيمان والدار، وكان عليه الصلاة والسلام شديد الرعاية لهذه الإخوة، عظيم الغيرة عليها، سريع المعالجة لبوادر الخروج عليها، وليس أشد ضراوة على الأمة وعلى استقرار الديار من اختلاف الكلمة، وتنافر القلوب وتنازع الآراء، فوحدة الكلمة سبب كل خير، والفرقة والخلاف سبب كل شر». وأوضح أن «من كمال الدين وكياسة العقل وسلامة العقل ألا ينساق المرء مع من يريد تصديع وحدة الأمة، لما قد يرى من ظلم قد وقع أو حق قد انتقص، لأن من فقد بعض حقه في إيجاد الوحدة سيفقد كل حقه إذا وقعت الفرقة، ولن يأمن على نفسه ولا على أهله ولا على عرضه وماله». وأشار الشيخ ابن حميد إلى أن «قوة الهدم أقوى من قوة البناء وأبلغ وأسرع في الفوضى وعدم الاستقرار، إذ تذوب المعايير الضابطة وتغيب السياسات العاقلة، ويكون التناقض هو المسيطر، والاضطراب هو السائد، والضياع هو المهيمن، وغوغائية الجماهير هي الطريق السريع إلى الفوضى». وأضاف: «إخوتي في الله، ونحن في هذه البلاد المباركة في رحاب الحرمين الشريفين، الدين هو الظاهر، وشرع الله هو المحكم، أسبغ الله علينا نعمة ظاهرة وباطنة صحة في الأبدان، وأمناً في الأوطان، غذاء وكساء ودواء وصحة وتعليم، تمشي على قدميك وقد بترت أقدام، تنام عينك وقد أثار الخوف والهلع النوم عن أقوام كثيرين، أمن وافر وعافية سابغة، بلاد آمنه مستقرة يفد إليها الوافدون ويرغب فيها الراغبون، يبذلون الغالي والنفيس في سكناها والعيش فيها ابتغاء ظل أمنها الوارف وعيشها الكريم». وفي المدينةالمنورة، شدد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي على أن «عز العبد في عبوديته لله، وقوة المسلم في توكله على الله، وغناه في مداومة الدعاء برفع حاجاته إلى الله تعالى»، وأوضح في خطبة الجمعة أن سرور المسلم في بره بوالديه وصلة الأرحام والإحسان إلى الخلق، وأن طمأنينة قلبه في الإكثار من ذكر المنعم جلّ وعلا. ونبّه إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الله جعل في الأمم السابقة عظة وعبرة. وقال: «إن السعيد من اتعظ بغيره، والشقي من وعظ به غيره».