✒هناك قصة مشهورة، أنقلها عن راويها بتصرف: وقف يوماً رجل بحماس يعظُ جموعاً من الناس، قائلاً لهم: إن المسامحة من أرقى أنواع التعامل الإنساني وعليه يجب أن نكون على قدر هذا الرقي، والتسامح صفة من صفات الأنبياء والعظماء، ولهذا يجب أن نسامح بعضنا بعضاً، فكيف نطلب من الله أن يسامحنا ونحن لا نسامح غيرنا من البشر. وبعد إنتهاء كلمته أخذ زوجته من بين الحضور وانصرف، وأثناء عودتهم إلى المنزل قالت له زوجته حبيبي: يوجد شيء أريد أن أخبرك به وكنت مترددة جداً أن أخبرك به، ولكن كلامك اليوم أعطاني حافزاً ودافعاً قوياً للحديث معك بشأن هذا الموضوع منذ زمن. فقال لها تحدثي يا حبيبتي ولا تهتمي: قالت الزوجة لقد أخذت ساعتك الذهبية منذ فترة وقمت ببيعها كي أشتري أشياء تنقصني، فأوقف السيارة فجأة .!! وقال لها ماذا تقولين !! قالت الزوجة: نعم، كنت أحتاج إلى نقود كثيرة، ورايتك مشغول عني في عملك واصدقائك فلم أجد أمامي شيء أفعله سوى هذا الفعل، فصفعها على وجهها وقال لها ماقمت به عمل يسمى سرقة. ثم قال لها هل طلبت مني ولم أعطكِ .!! فابتسمت رغم قوة الصفعة قائلةً: أردت أن أختبرك، هل تسامحني مثلما وعظت الجموع منذ قليل أم لا ؟! أطمئن يا زوجي العزيز فساعتك مازالت موجودة، ثم لا تطلب من غيرك أن يفعل ما أنت تفتقده في حياتك ومن خلال معاملتك. ترويقة: رحم الله عمر بن عبد العزيز إذ قال: كونوا دعاة آلى الله وأنتم صامتون قيل وكيف ذلك؟ قال .... بأخلاقكم !.. قال الشاعر: لا تنهى عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ومضة: لا تقول ما لا يفعل.. وكُن داعياً بأخلاقك وأفعالك قبل أقوالك.