عنوان الخبر يقول / بعد صعوده مع ثمانية من هيئة كبار العلماء لطائرة الخطوط طبعا (السعودية( , شيخ الأزهر يلغي سفره للسعودية لعدم تخصيص مقاعد بالدرجة الأولى. هكذا وبكل بساطة (هونوا) عن السفر لأن المقاعد ليست في الدرجة الأولى بل بالدرجة العادية , ومع أن الرحلة إلى الديار المقدسة وهي كما يقولون (حج وحاجة) يعني دعوة لحضور جائزة الملك فيصل في الرياض , وأداء عمرة قبل تلبية الدعوة , وطبعا التذاكر على حساب (الدعاة) والإقامة , والتنقل , والأكل , وكل متطلبات الرحلة , إلا أن درجة المقاعد العادية (كبرت بخاطرهم) ولم يسافروا. طبعا العلماء هم ورثة الأنبياء ولاشك , ويستحقون كل تقدير واحترام وليس مجرد تذكرة طائرة , ولكن هل هؤلاء مهما علا قدرهم وشأنهم أفضل من الرسول الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم , وهل هم أفضل من صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم , وهل هم خير من التابعين , وهل هم خيرا من السلف الصالح , وهل هم خير من علماء العصر الحديث مثل أبن باز وأبن عثيمين (رحمهما الله) أسئلة كثيرة دارت في مخيلتي , منها ما سبق ومنها ما سيلحق , سألت نفسي ألهذه الدرجة تغلغل حب الدنيا وزخرفها في قلوب أولئك الشيوخ (وأعني هنا جميع من يهتم منهم بالدنيا) , أين الزهد بها , والتواضع , ألا يعلمون أنهم لو جلسوا في المقاعد العادية سيكونون أقرب لعامة الناس , وسيتركون عندهم انطباعا جميلا عندما يكونون بينهم , بعكس لو كانوا في الدرجة الأولى , وسيرون حب الناس لهم , ثم أنهم قد يفيدون الناس أثناء تلك الرحلة ويجيبون على أسئلتهم الدينية , وقد لا يستطيعون ذلك لو كانوا في الأولى فقد يجدون هناك من يتعامل معهم بفوقية , فأي المقاعد أفضل يا مشائخ!؟ ثم ألا يعلمون أن في بلدهم ملايين الفقراء ممن يتمنون الذهاب إلى الديار المقدسة ولكنهم لا يملكون المال الذي يحقق لهم تلك الأماني , يا ليتهم شاهدوا دموع من يتيسر له الحج أو العمرة من هؤلاء الفقراء , والله لو شاهدوها لما عادوا أدراجهم بعد أن ركبوا الطائرة أبدا وتركوا هذه الفرصة (البلوشي) والتي يحلم بها الملايين!؟ , ثم ألا يعلم أولئك المشائخ أنواع المطايا التي كان يمتطيها صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام , والتابعين , والسلف الصالح , وهل كانت بها درجات لمقاعدها!؟ يا سيادة المشائخ من تواضع لله رفعه , فتواضعوا بارك الله فيكم وفي علمكم ونفع بكم , ولا تنسون أنكم القدوة للكثير من الناس , ثم تذكروا أن فيكم من قد يكون ركب (الحنطور) فكيف (يعاف) مقعدا على طائرة نفاثة لمجرد أنه ليس مصنفا (درجة أولى). سلطان الميموني [email protected]