ولاء وتلاحم    وزير الحرس الوطني يرأس الاجتماع الثاني لمجلس أمراء الأفواج للعام 1445ه    مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يناقش عدداً من الموضوعات الاقتصادية    المملكة والنمسا توقّعان مذكرة تفاهم بهدف التعاون في المجال الاقتصادي    معرض الرياض الدولي للسفر يختتم غداً    بطاقات نسك    إرتباط الفقر بمعدل الجريمة    «نفاذ» يحقق التكامل مع المنصات الحكومية    أمريكي يعثر على جسم فضائي في منزله    «أوريو».. دب برّي يسرق الحلويات    إسبانيا وإيرلندا تعترفان رسمياً بدولة فلسطين    القارة الأفريقية تحتفل بالذكرى ال 61 ليوم إفريقيا    «الخارجية»: المملكة تدين مواصلة قوات الاحتلال ارتكاب مجازر جماعية    أخضر الصم يشارك في النسخة الثانية من البطولة العالمية لكرة القدم للصالات    تواجد كبير ل" روشن" في يورو2024    في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.. أولمبياكوس يتسلح بعامل الأرض أمام فيورنتينا    في أقوى نسخة من دوري المحترفين.. هلال لا يهزم اكتسح الأرقام.. ورونالدو يحطم رقم حمدالله    الموسى ينتزع فضية آسيا للبلياردو    في الشباك    وزارة البيئة والمياه والزراعة.. إلى أين؟    خادم الحرمين يشكر شعب المملكة على مشاعرهم ودعواتهم    أسرة الحكمي تتلقى التعازي في محمد    50,000 ريال غرامة التأخر عن الإبلاغ عن مغادرة المستقدمين    ضبط 4.7 ملايين قرص إمفيتامين مخبأة في شحنة قوالب خرسانية    الحسيني وحصاد السنين في الصحافة والتربية    هيئة التراث تُسجّل 202 مواقع أثرية جديدة بالسجل الوطني للآثار    تعزيز جهود التوعية الصحية للحجاج في المدينة المنورة    النساء أكثر عرضة للاكتئاب الذهاني    الأهلي يلاقي الهلال .. والنصر يواجه التعاون في نصف نهائي السوبر السعودي    تظاهرة فنية في معرض «تعابير» التشكيلي..    عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية في منطقة نجران    وزير الإعلام: ناقشنا 19 بنداً وعلى رأسها القضية الفلسطينية    مناقشات أوروبية لفرض عقوبات على إسرائيل    وزير الصحة: المملكة تؤكد ضرورة تحقيق صحة ورفاهة شعوب العالم    3 دول جديدة تعترف بدولة فلسطين    مجزرة جديدة.. 20 قتيلا بقصف لقوات الاحتلال على مخيمات رفح    "دور وسائل الإعلام في الحد من الجريمة"    افتتاح قاعة تدريبية لتدريب وتأهيل مصابي تصلب المتعدد    «نايف الراجحي الاستثمارية» و«مسكان» تطلقان شركة «ارال» لتطوير مشاريع عقارية عملاقة مستدامة تحقق بيئة معيشية متكاملة    سمو محافظ الخرج يكرم متدربي الكلية التقنية بالمحافظة الحاصلين على الميدالية البرونزية بالمعرض السعودي للإختراع والابتكار التقني    القتل لإرهابي بايع تنظيماً واستهدف رجل أمن    أمير تبوك يستقبل رئيس وأعضاء لجنة جائزة سموه للتفوق العلمي والتميز    7 اتفاقيات لتحسين جودة مشاريع الطرق في جميع المناطق    "كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة" تستعد لمرحلة «جامعة الدفاع الوطني»    القيادة تهنئ رئيس أذربيجان بذكرى استقلال بلاده    سلمان بن سلطان: رعاية الحرمين أعظم اهتمامات الدولة    مغادرة أولى رحلات المستفيدين من مبادرة "طريق مكة" من جمهورية كوت ديفوار    رياح سطحية مثيرة للأتربة والغبار على أجزاء من وسط وشرق المملكة    أمير الرياض يؤدي صلاة الميت على سعود بن عبدالعزيز    ملك ماليزيا: السعودية متميزة وفريدة في خدمة ضيوف الرحمن    قدوم 532,958 حاجاً عبر المنافذ الدولية    إخلاص وتميز    كيف تصف سلوك الآخرين بشكل صحيح؟    عبر دورات تدريبية ضمن مبادرة رافد الحرمين.. تأهيل العاملين في خدمة ضيوف الرحمن    القيادة تعزي حاكم عام بابوا غينيا الجديدة في ضحايا الانزلاق الترابي بإنغا    ولادة 3 وعول في منطقة مشروع قمم السودة    ورحلت أمي الغالية    سكري الحمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حلة القصمان (4)
نشر في عاجل يوم 22 - 07 - 2013

كانت المشاريع تقوم ببطء شديد ولكن يوجد حرص على التطوير رغم قلة الميزانية فيما يبدو ؟ ولولا فضل الله ثم حرص الأمير الشاب آنذاك سلمان بن عبدالعزيز (تولى الأمير سلمان إمارة الرياض وهو في التاسعة عشر من عمره عام 1374 تقريباً ؟ ) فلولا الله ثم إصراره وحرصه وجهوده الحثيثة لتطوير الرياض لما تطورت الرياض حتى رأيناها بهذا الوجه الجميل مقارنة مع تلك الأيام الخوالي قبل اربعين سنة,,, فكان سمو الأمير سلمان شاباً بين العشرين والثلاثين وقتها وبجهود مضنية ومخلصة كان يتابع بنفسه المشاريع (نزع الملكيات وتطوير سوق حلة القصمان والبطحاء وتعديل الشوارع وفتح شارع الجديد (الإمام فيصل بن تركي لاحقاً ) وأذكر أننا رأيناه (وقال لنا بعض الكبار ان هذا هو الأمير سلمان ) ونحن اطفال مع بعض الخويا وقليل من المرافقين يتفقدون حلة القصمان ( وبالتحديد مكان القلعة القديمة التي تم نزع ملكيتها وهدمها بعد ذلك , وكان يسكن فيها الرميح والمزروعي والدحمان والبرقان وعوائل اخرى سأذكرهم بالتفصيل لاحقاً ) وكنا نجري خلف سيارة الحكومة الحمراء اللون يدفعنا الفضول فلاحقنا سيارتهم وهي سيارة (مصندقة ) تشبه الصالون – احمر اللون ومكتوب عليها كتابات رسمية تدل على ان السيارة حكومية وحولها جنود وهي تتجول في شارع يفصل بين البطحاء وحلة القصمان (غرب مقبرة حلة القصمان ) وهذا الشارع ربط الحلة بسوق البطحاء وكان الأمير سلمان يتابع المشاريع بنفسه في تلك الزيارة التي لا انساها لسوق حلة القصمان وهو متلثم ((داق اللطمة )) لكي لا يعرفه احد او يزعجه الفضوليون , ومع ذلك سألنا بفضول الأطفال عنه فاخبرنا احد الرجال ان هذا هو الأمير فقمنا بملاحقة السيارة طمعاً بالسلام عليه او على ألاقل رؤيته حتى تم طردنا من الخويا المحيطين بالسيارة , وهذا شاهد قوي على دقة المتابعة والحرص الشديد وتواجده في قلب الميدان منذ الثمانينات والتسعينات الهجرية ,وقد افتتح سمو الأمير سلمان ثلاث مشاريع كبيرة لتطوير حلة القصمان وربطها بالبطحاء في نهاية الثمانينيات الهجرية و بداية 1391 هجرية ,وهذا فقط ما يحضرني في ذاكرتي الصغيرة كطفل آنذاك,( والميزانية لم تصل عشرة ملايين آنذاك ) وأما الآن فبالمئات بل بالآلاف نرى الشواهد على جديته (حفظه الله ) وحرصه على رعاية الرياض وتنميتها منذ ان كانت مجموعة من البيوت الطينية (ويكفي ان نعلم انه في عام 1328 هجرية بلغت كلفة مشاريع منطقة الرياض ثلاثين مليار تقريباً !!!ومن مواقف الأمير سلمان المشّرفة مع سكان الرياض سواء من اهلها او المناطق الأخرى هذا الموقف الذي كان والدي يردده دائماً اشادة بالأمير سلمان : كان اساتذة البناء بالطين (الأستودية ) وكانو شبه مقاولين كبار آنذاك قد تعطلت مصالحهم وتقلصت فرص البناء بالطين فشكو إليه ذلك فتفضل بحل مشكلتهم واعطى الكثير منهم بدائل عملية او وظيفية حسب إختيارهم وتوجهاتهم ورغباتهم , فمجموعة منهم اتحدو لتكوين شركة عقارية ومقاولات ومجموعة طلبو منه تخصيص اراضي لهم لممارسة بيع وشراء مواد البناء (وكان منهم والدي حيث تم تخصيص ارض له ومجموعته في الطرادية او حلة العبيد كما كانت تسمى , وكانت تلك فاتحة خير لهم لم ينسوها له وكانو يدعون له كلما تذكروها , وليس المجال هنا للتفصيل وقد يكون له مجال آخر ,,, ,
وأذكر من تلك المشاريع التي غيرت وجه الرياض انه كانت هناك منطقة تسمى القلعة , جنوب حلة القصمان الأولى والساسية التي تقع جنوب جامع حلة القصمان وبالتحديد جنوب غرب المقبرة وقد تم تفجيرها بالديناميت عام 1389 هجرية ليقوم مكانها مشروع تجاري , ومواقف سيارات متعددة الأدوار فيما بعد, وكنا ونحن اطفال ننطلق لمشاهدة طريقة التفجير التي تتم بطريقة عشوائية وغير آمنة, ونقف غير بعيد من تلك التفجيرات مندهشين من قوتها وشدة التفجير , وكنا لا نبتعد كثيراً عن مكان التفجير مما تسبب في إلحاق الأذي ببعض الأطفال ومنهم بعض جيراننا من جراء الحجارة المتطايرة والتي تتساقط على رؤسنا , او تنطلق بطريقة أفقية لتصيب من حولها, والأخطر من ذلك أننا نتسابق لتجميع أسلاك الكهرباء التاي استخدمت بالتفجير لكي نبيعها على تجار النحاس , وقد يكون جزء من تلك الديناميت لم ينفجر بعد فيندفع الأطفال فينفجر اثناء دخولهم منطقة التفجير ... , وبمناسبة ذكر النحاس وبيع النحاس : كان الباعة المتجولين من اليمن فقط وبعض السعوديين وهم قلة ويتجولون بين البيوت ويصرخون بصوت عالي : من عنده نحاس (من عنده صفر ) ؟ او من عنده زري (وهو شريط لامع يتم تزيين ملابس النساء بها ثناء الخياطة ) وهناك من يتجول بعربة يجرها الحمار وعليها برميل من براميل النفط موضوع بطريقة افقية فوق العربة التي يجرها الحمار ويبيع فيه القاز (الكيروسين ) الذي يستخدم كثيراً في الطبخ (للدوافير وهي جمع دافور وهو موقد يعمل على القاز :الكيروسين) وكذلك يستخدم الكيروسين للإضاءة لأن الكهرباء تنطفيء كثيراً,وهناك من يبيع القماش ويتجول بين البيوت وحتى بعض النساء تتجول بين البيوت في اوساط النساء لتبيع اشياء تحتاجها المرأة من طب شعبي وبهارات وأعشاب وملابس ... الخ, وهناك من يتجول ليشتري أي معدن فلا تسمع حين الهدؤ والقيلولة إلا بعض المزعجين من المتجولين صائحاً بأعلى صوته :من عنده صفر (وهو النحاس ) , او : من عنده زري ,,....
كان العاملين من ابناء الدول العربية الأخرى (مصر والشام ) يأتون فقط للتعليم او للتطبيب , وكان هناك مشروع اسمه " العماير لتسكين هؤلاء المعلمين وكان في بداية شارع الخزان من الجهة الغربية منطلقاً من البطحاء متجهاً لمستشفى الشميسي (الإمام فيصل بن تركي حالياً ), وكان هناك مشروع عماير آخر شمال شرق الرياض في بداية شارع الستين قريب من جبل ابو مخروق ( طريق صلاح الدين حالياً )وكل المنطقة التي حوله صحراء قاحلة وبيداء موحشة ينتهي فيها الرياض , ولا يسكن في تلك العماير سوى الأجانب ,
, وكان هناك منطقة شمال المقبرة في بداية السوق الصغير تضللها الأشجار الكثيفة وبجوار منزل اليوسف ( يسمونهم اليوسف الوشذا للتفريق بين ثلاث عوائل بإسم اليوسف كلهم من القصيم ( اليوسف من الشماسية , و من بريدة يسمون الوشذا , واليوسف من بريده ايضاً يسمونهم اليوسف العدل ) ؟؟ المهم انه كان امام بيت اليوسف شجرة كبيرة قام اليوسف واهل الخير بصف مجموعة من الأزيار ( جمع زير ) أمام بيته في ساحة سوق "حلة القصمان " و الزير هو إناء فخاري قائم اعلاه مفتوح واسفله مغلق يوضع به الماء فيجعله بارداً وصافياً وله طعم مميز , وكان هناك بعض القرب ( جمع قربة ) وهي آنية مصنوعة من جلود الأغنام والماعز بعد دباغتها وتجهيزها وإغلاق فتحاتها فلا يتسرب منها الماء وتملأ بالماء فيصبح بارداً وله طهم آخر مميز, وكانت القرب معلقة بجوار الأزيار في تلك الساحة وكل من دخل السوق يشرب منها , ويقوم عليها بعض المحتسبين وأهل الخير إما على شكل وقف او صدقة جارية او بصفة مؤقتة (في الصيف القائض ) بحيث يشترونها ويتابعون ملأها بالماء وتنظيفها وترميمها , وقد يعرف كل زير او قربة بإسم صاحبها او اوقفها وكنا صغاراً نمر بقربها وقد نشرب او نعبث بها فيلاحقنا بعض المحتسبين ويطردوننا لكي لا نفسد الماء على المارة., والسوق كان يبدأ من قرب جامع حلة القصمان ولكنه إمتد وتوّسع لكون اهالي حلة القصمان من أهل التجارة فيتوسعون ويفتتحون المحلات وكانت الأمور بسيطة آنذاك لا يحتاج تصريح بلدية ولا رخصة دفاع مدني ولا رسوم , فقط يفتح جزء من بيته ويجعله بقالة او محل لبيع الخضار او الملابس , وهكذا إمتد السوق حتى غطى اسوار المقبرة في أواخر التسعينات الهجرية , وكان بداية الإمتداد دكاكين الخضرة على سور المقبرة وحول الجامع , ومنها دكان الشيخ محمد القناص للفواكه والخضار , وكنا صغاراً نرى سليمان المحمد القناص ( وكيل امارة الرياض حالياً ) وهو شاباً يكبرنا بعدة سنوات ونراه يخرج من المدرسة ليذهب لدكان والده يساعد والده بالدكان ويحل مكانه وقت القيلولة لكي يذهب الوالد للراحة والقيلولة في البيت ثم يعود عصراً ويذهب سليمان للعب الكرة ومشاركة الشباب العابهم وعبثهم وتسكعهم , وكنا نهابه لقوة شخصيته وكانت له شخصية صامته معبرة جداً , وكان قيادياً بين أقرانه وله الشخصية القيادية ( ومن اقرانه شقيقي الاكبر سليمان وعبدالله العثيم ... ) وله هيبة وقيمة إعتبارية منذ ذالك الوقت , , ولا غرو فهو قد إكتسب شخصيته من والده يرحمه الله.
وكان هناك بقالة للعم عبدالقادر الحضرمي في ركن بيت عائلة الحبيش الكبير الواقع جنوب شرق مقبرة حلة القصمان وينافسه بقالة حسن اليماني الشمالي في الجهة المقابلة وبقالة بربيخ اليماني , وقد اشتهر من سكان جنوب المقبرة وسط حلة القصمان الأولى :عبدالعزيز الفهاد واخوه عبدالكريم باللطافة وحسن الخلق والفزعة والعيارة ( افضل ناس في الفزعة وتفقد أحوال الآخرين ولا يزالون حتى الآن سباقين للتواصل والمناسبات ولا ينافسهم في التواصل وحب الخير والوفاء للجيرة والجيران بأفراحهم وأحزانهم سوى عيال العثيم ,, وعبدالعزيز الفهاد محبوب جداً وله مكانة خاصة في قلوب جميع ابناء حلة القصمان ولا يزال) الله يجزاهم خير : هذا كان جنوب المقبرة , اما شمالها فالحصنان والحلوة وكنا بوسطهم ,, ومن العوائل التي فات ذكرها في الحلقات الماضية : في الشمال وشمال شرق القادسية الإبتدائية فهناك بيوت النصيان والبطاح والبطحي والخزعل والغيلان, وشمال منها وشمال القادسية الابتدائية (شرق جامع عمر الظاهر) واما من الجهة الشمالية الشرقية للمسجد: اليحي والقاسم والغفيلي والدبيان والعماري والعضاض والمسعر والسليم والجراح والشدوخي والصقري والدليلان والجمحان (مشهور بالتطهير والختان للأطفال ) والرزقان والشعيبي والمحمود والهويريني والجبعان والداوود والجلهمي والصقري والقرزعي وكذلك التويجري (شمال المسجد بعد الشارع الجديد) والعدال والطواله والقبس والفهد والدريبي والوايلي والشعيبي والمحيميد والمزيرعي والركف والخميس والزامل والدخيل والذياب والسكاكر والجمعة .( وكل مجموعة منغلقة نوعاً ما على شارعها او ما حولها ولهم ولاء خاص بالمضاربات والفزعات و(حط القمرق)
.وكنا صغاراً نتردد على تلك البقالات وحولها ما يشبه خزان ماء او بئر يروي الناس منه , وهو مكان تجمع لأبناء الحارة , والمباريات والألعاب ( والمضاربات أحياناً ) حيث كان مكان لتجمع الأولاد من كل الحارات وليس حلة القصمان فقط ,,, وكان الأولاد يلعبون بالورق والعكوس وكانت تنتشر بكثرة انذاك وهي صور ممثلي الكاوبوي الأمريكيين ونطلق عليها اسماء انجليزية مثل بونانزا وهوص وستيف , وروي روجرز و آدم .... الخ وكنا نتبارى بتلك الصور كلما تطابقت الصورتين تكسب وقد يحدث بسببها مضاربة وإعتداءات حيث ان بعضهم لا يتحمل الخسارة ويغضب عند الهزيمة , وكنا نزور بعض الحارات الأخرى المجاورة راجلين ونتمشى وفي بعض الحارات بالسياكل (الدراجات الهوائية ) او راجلين وقد يمسكون بنا ويضربوننا لأنها حارتهم ولا يريدوننا ان نمر بحارتهم , واحياناً يطلبون ان تدفع الجمرك إذا مررت بحارتهم ويقولون ( حط القمرق : وتعني ضع الجمرك) ,, وهو ما يوجد بجيبك اما قرش او قرشين او اكثر واحيناً يعتدون عليك ويأخذون كل شيء , وكان هناك محل للأعلاف بوسك حلة القصمان لأن الكثير من الناس يربي الأغنام والأبقار ويستفاد منها ومن البانها الكثير والكثير لأبناء الحي , وكان بعض ابناء الحي يعملون كسائقين اثناء العطلات او بعد الدراسة ويكدون تكاسي او وانيتات ,
وكانت العاب الأولاد خطيرة نوعاً ما ومنها الدنانة (وهي بقايا عجلة الدراجة الهوائية :الجزء المعدني التي يلتف حوله الكفر,(جنط سيكل ) ونأتي بعصا ونقوم بربط علبة على شكل قوس على العصا بحرف ( يو بالانجليزي) لكي يحتوي العجلة بطرفيه ويدفعها ونقوم بدفع العجلة لمسافات طويلة ونقطع بها الشوارع ونحن نجري خلفها , واللعبة الاخرى الخطيرة هي عربة الرمان بللي (رولمان بللي ) بحيث نقوم بشراء حلقات (الرولمان بللي) من بعض الأولاد الساكنين حول الصناعية الذين يجلبونها من الصناعية و من قمائم المخارط ثم نربطها بعصا او خشبة ثم نضع عليها لوح خشبي يشبه السطحة والرولمان بللي اسفلها ونجلس عليها ثم ندفعها ونحن ركوب على ظهرها من اعلى الحي الى نهايته من الأسفل وكثيراً ماتنقلب او تصطدم بالجدران مما يسبب جروح واصابات خطيرة وكدمات , وكان من الشهير وقتها ان الشاب اذا جرح او دعس على زجاجة مكسورة وسال الدم فإنه يتبول على الجرح ؟؟؟ او نضع الرماد ؟؟ وبعد ثلاثين سنة قرأت في كتاب سميث للأمراض المعدية وإالتهابات الميكروبات ان البول يستخدم في الفريقيا والدول الأسيوية البدائية قديماً كمعقم وقد ثبت لديه إنه لم يكن به التهاب ميكروبي او فيروسي فإنه معقم لأنه يخرج من الجسم مباشرة معقماً مالم يكن لدى الشخص التهاب بولي ميكروبي فهو معقم.وكذلك الرماد معقم لأنه إحترق حتى قتل كل الميكروبات فمن اخبر الناس وقتها ان البول محلول تعقيم ؟
,,وكانت البنات والنساء كما في جميع انحاء في مدينة الرياض آنذاك لهن وضع خاص من حيث الحشمة والدلع والدلال ولا يتعرض لهن احد إلا وينال العقاب القاسي , ولديهن أدب وعفة لم اشهد له مثيل , وكانت الفتيات لهن العاب خاصة واجواء خاصة واهازيج خاصة ( حبا حبا حوني ::: بالسوق لا قوني ::: معهم ولد عمي ::: يبي يخطب أختي ::: يا خطبة قشرة ::: تلعب مع العشرة ::: ))) ولا يدخل الأولاد في تلك الألعاب بل يتم طردهم,, يعيرن من يتدخل في العابهن بأقسى العبارات ومنها ما يشبه ألأنشودة :
( الولد مع البنات ::::: بطته شوكة ومات :::::: قالت امه ليه ليه :::: قال ابوه صلوا عليه :: وفي حال الغضب تصبح العبارة الأخيرة اشد قسوة ,والعابهن هادئة وجميلة مثل (الدبق) وهي استخدام الأزارير التي تستخدم في الثياب كأحجار يتم دفعها بالاصبع لكي تتحرك بإتجاه الهدف الذي يبعد عشرين سم وهو حفرة من اوصل ازراره لها اولا فاز , ومثلها كذلك لعبة (الطّبة ) وهي ما يسمى (المصقال) وهي كرات زجاجية صغيرة بحجم حبة الحمّص يتم لف الاصبع الوسط (الوسطى ) على تلك الكرة ثم يتم دفعها بالابهام نحو الحفرة او نحو مصثال أخر فتضربه وتوجهه نحو الحفرة
,, وكانت الفتيات لهن اسماء تصغير او تدليع ففاطمة تصبح فطيمة ,وهيلة : الهلي , وحصة تصبح حصّوص او حصّيص أو حصيصة , ورقية تصبح رقيوة أو رقاوي .. وفقط منيرة هي التي يتم تكبيرها فتصبح مناير ؟؟؟ لا ادري لماذا ؟؟ وكانت البنات الكبار يجدن فينا نحن الأطفال فسحة وفرصة لنيل الاخبار و(كب العفش وتسريب الأخبار) فتمسك بعض البنات الكبار بالطفل وتسأله الأسئلة الخاصة : من جاءكم امس من القصيم ؟ وش جابو لكم ؟ جابو لكم بقل او كليجا ؟ عطونا منها؟ وش يبون ضيوفكم ؟ هل خطبو فلانة لفلان ؟ عمتك فلانة وش اشترت للعرس ؟ وش تبي تلبس اختك فلانه ؟ ... ومن باب "خذ علوم القوم من سفهائها " كانت العلوم والأخبار يتم تسريبها من قبلنا نحن الأطفال بكل فخر وإخلاص وحرص على الدقة وزيادة المعلومات لنيل رضى الكبار . ولم يكن هناك اي تسيّب اخلاقي او تهتك او قلة ادب في نساء الرياض عموماً , بل كانت المرأة رمز للعفة والنقاء والبراءة والحشمة والحياء الشديد ,, وفي احد الأيام خرجت من البيت وعمري 8 سنوات او تسع وقد تبلل شعري ولم انتبه إلا حينما صاحت بي احد بنات الجيران من نافذة بيتهم : ((مادام انك هبّطت شعرك .. ليش ما كديته ؟؟ )) وتقصد انني حيث انن بللت شعري بالماء وجعلت شعري يهبط بدلاً من النفور والتطاير فلماذا لم امرر عليه المشط لتنسيقه ؟؟ وهذا نوع من الإهتمام والحرص على ابناء الجيران وكأنني احد اخوتها, وهناك ابيات شعر تقال أذكرها وقد تغنى بها احد الفنانين الشعبيين /
في حلة القصمان=شفت الغضي ريان
ساير مع الغزلان= والليل ياطايل
الكحل ف , عيونه=والثقل في جفونه
والموت من دونه=والليل ياطايل
الخدّ وضاحي=والخال فضاحي
والرمش ذباحي=والليل ياطايل
الحسن له كله=ماضيّعه دله
ابْداً ولا مله=والليل ياطايل
الى اخر تلك الأبيات ....التي نسيتها من ذلك الفنان الشعبي ... (( يالله ... من قدكن ؟؟ وتدللن يافتيات حلة القصمان : كان الشعراء يتغنون بكن ))
وكان الكبار من الأولاد (بالإضافة لكرة القدم أحياناً ) يلعبون كرة الطائرة بين الحواري بين المنازل الطينية بحيث يتم ربط حبل بين الجدارين ويستخدمونه كشبكة طائرة , وكان يسكن في حارتنا نجم المنخب السعودي ونادي اليمامة او نادي الهلال لا أذكر ايهما ؟ واسمه صالح السعيد ( لا ادري كم عمره الآن ولكنه كان يكبرنا بعشر سنين او اكثر وقتها ؟وكان أخي الأكبر سليمان من نجوم كرة الطائرة آنذاك وكنا نساهم بالتشجيع ورد الكرة حينما تذهب بعيداً وكان هناك تنافس شديد باللعبة وحلة القصمان يسكنها بعض لاعبي الأندية والنجوم ومن النجوم وقتها ابناء الرسي وهم نجوم بكرة الطائرة ,لهم فريق خاص وكان يقام ما يشبه الدوري بين الحارات (حلة القصمان و الصالحية وثليم والدركتر وغميته )غالباً ما تنتهي المباراة بالمهاوشات والمضاربات والمآسي وخصوصاً إذا كان الفريق الخصم قد جاء من الأحياء البعيدة (وكان اكثرهم شراسة وعدوانية أهالي الصالحية أو ثليم, واكثرهم طيبة وهدؤ اهالي حلة القصمان و الدركتر وغميته( ليس تعصباً وإنحيازاً لحلة القصمان ولكنه هكذا كان يبدو لي كطفل ؟ لأنني ارى ذلك وقتها ونخاف من المباريات التي اطرافها الصالحية او ثليم ونعد لها العدة وخطط الهروب ) وكانت هناك مباريات بكرة القدم ايضاً بين الأحياء كان ابطالها نجوم الأندية مثل العبيد لاعب الهلال والقناص والعريض والخالد لاعبي الكراتية ووبعض اللاعبين , وكان فهد العباد يقود اقوى الفرق , وكان الفريق المخيف وقتها فريق طاهر العدني وأخوه حسن , وكثيراً ما تنشا المضاربات بعد كل مباراة او في منتصفها فنتعرض للضرب والركل والجروح وكان هذا يعتبر وقتها من باب الرجولة والخشونة .ولا انسى حسن النوبي واخوه وكذلك , واذكر فريق التقدم ومن ابطاله الكابتن أحمد السلامة واخي الأكبر سليمان وعلي الخزّيم وفهد المقرن واخوه صالح المقرن , وللفريق صولات وجولات في ملعبهم بالغرابي وكانت المباريات لا تتوقف سواء بعد العصر في الأيام العادية أو بعد صلاة الفجر في رمضان ( وقد كان رمضان وقتها في أواخر 1389 هجرية في الشتاء , وكنا نتابع الكبار وهم يلعبون كرة القدم بجوار مقبرة حلة القصمان , وكانت مهمتنا كأطفال ان نحضر لهم الكرة ان سقطت داخل المقبرة عبر القفز على الأسوار والسير بين الأشواك لنحضر الكرة بعد عدة دقائق يتخللها السير على الأشواك , ثم نعود للتدفئة بجوار النار التي نوقدها للتدفئة , ولا تنتهي المباراة إلا حينما يحين وقت الدراسة فيصرخ احد المعلمين من مدرسة القادسية الإبتدائية المجاورة للملعب , ليطلب من الجميع دخول المدرسة لبدء الدراسة ,
كانت المنافسات بالمدارس في كرة الطائرة بين المتوسطة الثالثة (من الصالحية ) ومتوسطة حطين ) قرب حلة العبيد (الأحرار لاحقاً ) وبين متوسطة طويق ( شارع الدركتر وحي ثليم ),وفي الإبتدائيات بين التذكارية والقادسية والخالدية , وتعتبر تلك المبارات مصيرية ومثيرة بحيث تتوقف الدراسة حينما تكون المباراة في احد تلك المدارس ويذهب الطلاب للتشجيع ومؤازرة الفريق , حتى اننا نترك الدراسة في مدرسة القادسية الإبتدائية لنرافق فريق كرة الطائرة او نلعب مع فريق التذكارية ,
كان والدي يرحمه الله وقبيل إنتهاء عهد البناء بالطين قد تحول من البناء ليبع أخشاب البناء في مبسط خصصته البلدية لباعة الأخشاب ومواد البناء جنوب الرياض في منطقة كانت تسمى " حلة العبيد "(سميت لاحقاً حلة الأحرار رسمياً ثم أخيراً سميت العود ,, وتقع جنوب الطرادية , والتي قال فيها بشير حمد شنان اغنيتة المشهورة التي يصف فيها سخص عزيز عليه : (((وسط الطرادية ,,, في حارة حية ,,,, أهلها زقرتية ,,,, نمام ما يبغون ))) ويقصد ذلك الشاعر انها حي معروف لأهل الطرب والفن وإشتهرت شعبياً بوجود الفساق كما كان يطلق عليهم آنذاك وهم اهل الطرب والتتن (الدخان ) , وكانت ولا تزال حتى الآن تباع في الطرادية وحلة العبيد (( ثم سميت حلة الأحرار لاحقاً والآن تسمى رسميا العود)) ,الدخان والشيشة والجراك و اجهزة الأغاني من أسطوانات وأشرطة كاسيت لاحقاً وأدوات الطرب مثل العود والكمنجة والطبول ,ولا تسمع حينما تمر من امامهم سوى الأغاني والطرب وهناك محلات إصلاح الأجهزة الموسيقية , واما الروادو وحراج الروادو فكان في ىخر مربع من مربعات حلة القصمان القديمة جداً جنوبي البطحاء قبل ان تصل إلى محلات اللحوم والجزارة (الجزارين او سوق القصابين )), وهو شارع واحد صغير وضيق ومزدهم واهم اعمدته احد ابناءالصلال (اضن اسمه ابراهيم الصلال ؟؟ ) وهو دلال ومهندس راديو وذو شخصية قوية وعنيفة تصلح لنوعية مرتادي ذلك السوق ,, وأما سوق الطرادية للأجهزة الموسيقية فهو مختلف تماماً وكان الخوف يعترينا حينما نمر من تلك السوق ونخاف إلى درجة اننا نتعّلق بثياب والدي من الخوف ,واشكال مرتادي ذلك السوق مخيفة فمنهم ذو الشعر الطويل ومنهم ذو الثياب الغريبة ؟؟ ويشربون التتن ( الدخان) على الملأ, وهي ظاهرة لا يمكن المجاهرة بها في تلك الحقبة الزمنية وتعتبر من الموبقات , وترى بعضهم يلبس النعال بطريقة غريبة بحيث يلبس نصف الحذاء فقط وبقية الحذاء فارغ ؟ وقد وضع الشماغ او الغترة على كتفيه وليس على رأسه وتتدلى جوانب الغترة او الشماغ على جانبيه,والشعر كثيف وغير مرتب وتشتهر تلك الهيئة بأنها شخصية العرابجة آنذاك وتحدث مضاربات كثيرة هناك وإعتداءات جسدية على المارة وخصوصاً من يتجرأ على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (ويسمون هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ذلك الوقت النواب ومفردهم نائب ) .
وكنا نذهب لحل الواجبات المدرسية بإشراف والدي وهو في مبسطه في حلة العبيد(العود) , حيث كان حريصاً رحمه الله ان لا نتسكع كثيراً بالشارع مثل بقية الأطفال بل كان يأخذنا معه للمبسط في اغلب الأوقات ومعنا كتبنا المدرسية فنقوم بحل الواجبات بجواره وهو يبيع ويشتري بالأخشاب ومواد البناء البسيطة آنذاك , وبعد إنهاء الواجبات نلعب قليلاً بين الأخشاب لعبة الغميمة او العاب اخرى حتى يخيم الظلام فيغلق محله بواسطة حبل فقط يربطه بين الاخشاب ثم ننطلق مشياً على الأقدام لنصلي المغرب في مسجد في بداية شارع الوزير (غرب البنك الأهلي حالياً ) وبعد الصلاة يشتري لنا بعض الأيس كريم ثم نمر من امام محلات المحامص والبقالات التي فتحها ابناء الشام إبان إنتقالهم اللافت للنظر في بداية السبعينات الميلادية ( ولهذا قصة اخرى سأتطرق لها لاحقاً ) وكانت تلك المحلات تعج بالمخللات والأجبان والقهوة المحّمصة ورائحتها تجذب المارة ولكننا لا نعرفها جيداً , فلم نعرف وقتها سوى جبن الكرافت الذي يعتبر من اغلى المواد الغذائية وقتها , ونمر من أمام بعض المطاعم التي تبيع شاورما اللحم ( ولم يكن هناك شاورما دجاج إلا بعد عشر او عشرين سنة من ذلك , لأن الدجاج لم يدخل قائمة الطعام في نجد إلا في نهاية 1395 هجرية , ) فتجذبنا رائحة الشاورما ولكننا لا نشتريها إما لأنها غالية الثمن ؟ أولأنها تعتبر طعام الأجانب وقتها ويعاب علينا وقتها الأكل بالمطاعم ؟؟ لا أدري لماذا ؟؟ ولكن بعد عدة سنوات إنكسر هذا العيب وصرنا نتناولها بصفة متقطعة كلما حانت الفرصة وتوفرت المادة ,,,,
, وفي بعض الأحيان (مرة في الشهر او مرتين) يصادف ان يكون مزاج والدي يرحمه الله صافياً أو أنه قد باع صفقة جيدة بالأخشاب فيترك المبسط مبكراً ونركب الباص ( خط البلدة المتجه نحو المطار (مطار الرياض القديم ) والذي يمر بشارع الوزارات ( طريق الملك عبدالعزيز حالياً – وهو إمتداد شارع البطحاء نحو الشمال ) وكانت مباني بعض الوزارت قد إنتهت وبدأ الموظفين بالإنتقال إليها ومعظمهم من جدة ومكة ,وليس بجوارها سوى صحراء قاحلة , واذكر انه يوجد مباني حديثة وعمائر متباعدة , قال لي والدي انها للموظفين والمعلمين ,وتقع جميع الوزارات على يسار المتجه للمطار ولم يكن على الجهة اليمنى سوى مستشفى طلال ( وهو مستشفى الملك عبددالعزيز الجامعي حالياً ) ومن بعده فندق اليمامه ومن بعد فندق اليمامه تبدأ الصحراء والأراضي الفارغة لمسافة خمسة كيلو مترات تقريباً حتى نصل للمطار , وبجوار شبك المطار بالتحديد بجوار بوابة قاعدة الرياض الجوية حالياً من الجهة الجنوبية من المطار حيث توجد بوابة المطار ونهاية مسار خط البلدة توجد كافتيريا بسيطة تبيع الكولا والشاي والكيك على يسار البوابة والبائع شيخ يمني قد نشر الكراسي والطاولات القديمة المصنوعة من القش والخوص ليجلس عليها الزبائن ويصرخون بطلباتهم وهو يسمع ثم يحضر الطلب ويقدمه بنفسه: أربع اسود : يعني شاي اسود اللون وحجم الأبريق اربع بيالات ) واحد حجر : يعني رأس من الشيشة ) وكان ناقلاً للأخبار ومغنياً ومتحدثاً بارعاً بحيث انه يتدخل في كل شيء ويتناقش مع الزبائن في كل صغيرة وكبيرة , وفي جهة أخرى من ذلك المقهى مكان للشيشة . يحاول والدي ان لا نراها ويأخذنا للجهة البعيدة عنها,,فنجلس في الكافتيريا ويطلب لنا الوالد يرحمه الله مشروب غازي ( زجاج كولا )مع قطعة من الكيك ونمضي ساعة او ساعتين إنتظاراً لرؤية احد الطائرات وهي تهبط او تقلع فيندفع الجميع نحو الشبك لمشاهدتها والإستمتاع بمنظر هبوطها أو إقلاعها ,وقد نحضى بذلك اثناء تلك الجلسة الإستراخائية او قد لانحضى بها حسب حركة الطيران ( فقد يمضي ساعتين ولم تهبط او تقلع أي طائرة )وكنا نصلي العشاء آنذاك في نفس المسجد الموجود حالياً بجوار بوابة قاعدة الرياض الجوية ,في اجواء باردة ورطبة يملأها الغبار المتطاير من عوادم الطائرات وكان ذلك عام 1389 هجرية , ومن ثم ننطلق عائدين على باص خط البلدة حتى نصل قرب البيت ونسير نحو البيت لمدة تتجاوز النصف ساعة وبعد النزول من خط البلدة نسير لمنصف ساعة اخرى للبيت نمر خلالها على احد المخابز لنأخذ الخبز الطازج من مخبز الأخوين اليماني , ويديره أخوين من اليمن وكتبو عليه لوحة بخط اليد : مخبز الأخوين عبده وحمّود, وبجواره محل للفول .فنأخذ الفول والخبز ونتجه للبيت للعشاء ومن ثم النوم.
اما الأباء سواء والدي او غيره من اباء الجيران المحيطين بنا فكانو قساة في الغالب ( لمصلحتنا ولتأديبنا ) ولا نجد منهم سوى الصرامة والجدية او التأديب لأنهم ومن حرصهم على تعليمنا أمور الرجولة والإعتماد على النفس والجدية كان كل اب من اباء الجيران يعتبرنا ابنائه وله الحق في تأديبنا ويشكره والدنا على ذلك لأنه كما كان يقول والدي يرحمه الله:" ترى فلان مثل ابوك يريد لك الخير والمرجلة , ويقوم مقام ابوك ," وكنا ببراءة وبساطة وفخر نقبل تأديبهم لنا وتوجيهاتهم ولا نعتبرها إهانة او تعدي او لقافة او تسفيه .وأذكر انني تلقيت تأديب متكرر بلطف وحرص ومحبة من بعض اباء الجيران لأعمال شقاوة قمت بها اثناء طفولتي ندمت عليها لاحقاً ولا ازال اذكرها واعلم ان التأديب الذي جائني من بعض اباء الجيران كان لمصلحتي ولتأديبي وليست للعداء. (يتبع )
لقراءة الحلقات السابقة .. اضغط الرابط
http://www.burnews.com/articles.php?action=show&id=4928


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.