في ظل قرار منع الضرب بالمدارس .. نجد بين المعلمين من يلجأ لوسائل أخرى ظناً منه أنها تحمل الحل للحد من \" شغب \" المدارس وطلابها .. كأن تجد من يحرم الطالب من دخول الدرس ويجبره على الوقوف أمام الفصل .. أو من \" يوعز \" لمعلم التربية البدنية أن يحرم هذه الطالب أو ذاك من لعب الكرة بسبب أو آخر .. هذه التوجهات لدى \" بعض \" المعلمين تعكس ضعف إلمامهم بلوائح السلوك والانضباط .. وبعدهم عن فهم كل ما يتعلق بآلية منع العقاب .. فالمعلم يتوهم أنه يطبق قرار منع الضرب عندما لا يحمل العصا .. وهو في ظل ما تقدم من ممارسات إنما يؤكد جهله وعدم معرفته بالعقاب والإيذاء النفسي للطالب .. وحقيقة شعور الطالب ومدى معاناته عندما يجد نفسه موقوفاً أمام الفصل أو رافداً مكتب أحد الأجهزة الإدارية ليتفرج عليه بقية زملائه ومعلميه .. يحدث هذا في وقت وجهت فيه الوزارة بمنع العقاب النفسي للطلاب .. وبصورة التناقض فيها غير مفهوم بين تمسك بعض المعلمين بقرار عدم حمل العصا وتجاهله مبدأ منع العقاب والإيذاء النفسي لطلابه .. العجيب في قضية منع الطالب مثلاً من اللعب في حصة التربية البدنية .. أنك لا تجد المعلم ينتهز ميل الطلاب للعب الكرة فيما يعزز الجوانب الإيجابية لديه ويثري مواهبه .. الإذاعة المدرسية تعاني في بعض المدارس من غياب أدنى مراحل العناية .. فضلاً عن أن تكون مصدراً لاكتشاف مواهب الطلاب وتنمية جوانب مهارية وصقلها .. لطالما أننا ندرك حب الطلاب لركل الكرة وميلهم للعبها .. فلماذا لا يستغل هذا \" الميل \" بجعله حافزاً ودافعاً لتعزيز اهتمام الطلاب والكشف عن مواهبهم .. وأخص هنا مراحل التعليم المبكرة في المرحلة الابتدائية .. فبدلاً من أن يقدم طلاب الفصل إذاعتهم الصباحية \" من غير نفس \" .. لماذا لا تجعل الفسح ميداناً محفزاً بإطلاق وعد إقامة مباراة رياضية بين أفضل فصلين يقدمان إذاعة الصباح بشكل أسبوعي .. وجود حافز ينطلق من منصة ميل ورغبة الطالب سيخلق دافعاً نحو الإبداع وتقديم إذاعية صباحية تنافسية .. مما سيكشف عن ملكات الطلاب ومواهبهم بصورة لن تكلف المدرسة أو معلميها \" مادياً \" .. وأقول مادياً كون البعض من معلمين يحتج بعدم وجود موارد للإفادة منها بتقديم ما يلزم لتشجيع الطلاب وحفزهم .. وأنه أي المعلم لا يريد أن يدفع من جيبه ومع المعلم الحق كل الحق في رفض الدفع .. لكنا فيما ما تقدم نكون قد منحناه الحافز دون أن يتكلف دفع ريالاً واحداً ولا حتى خزينة المدرسة .. المأمول لنجاح هذا العامل وتحقيق المأمول منه كحافز ومشجع .. هو تنامي اهتمام المعلمين وحرصهم على التواجد في الاصفاف الصباحي .. وأن لا يبخل المعلم على طلابه وأن يكون سخياً في إكرامهم بكلمات التشجيع والتحفير لزيادة إقبالهم وحرصهم بتقديم المزيد من الإجادة والتمكن .. عبدالله بن ناصر الخزيم [email protected]
