تكريم الطلاب المتفوقين يدفعهم لمزيد من التفوق، وربما يدفع طلاباً آخرين لبذل مزيد من الجهد للحصول على تكريم مماثل. وكشف الدكتور جمال شفيق أحمد، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس المصرية، أن تكريم الطلبة والطالبات المتفوقين يمثل في جوهره مدى الاهتمام والتقدير والتشجيع والتحفيز من القيادات التربوية ، والذي يتمثل في منح الطلبة والطالبات المتفوقين في شتى المجالات المتعددة شهادات تقدير وهدايا، ما يكون له مدلول وأثر نفسي طيب على نفوس الطلبة والطالبات، وإشعارهم بقيمة ومعنى وأهمية النجاح والتقدم والتفوق. وأوضح أن هذا الموقف التربوي الإيجابي التدعيمي يثير في نفوس الطلبة والطالبات الآخرين الحماس ويقوى لديهم روح المنافسة، وبالتالي يدفع بهم إلى مزيد من بذل الجهد والمثابرة، والتطلع إلى الوصول لمكانة التفوق والتكريم والمكافأة. وأكد "شفيق" أن الأطفال والمراهقين من التلاميذ والطلاب لديهم حاجات نفسية أساسية، يسعون دائماً إلى تحقيقها، ولذلك فإنه يجب على الأسرة والمدرسة والمربين والتربويين أن يحاولوا جاهدين، وقدر الإمكان، تحقيق تلك الحاجات النفسية وإشباعها بالطرق والأساليب والوسائل المناسبة للأطفال والمراهقين حسب سنهم وقدراتهم ووعيهم وإدراكهم. ولعل من أهم تلك الحاجات النفسية الحاجة إلى الإنجاز والنجاح، والحاجة إلى المكانة واحترام الذات، والحاجة إلى تقدير الذات، والحاجة إلى التقدير الاجتماعي والحاجة إلى الانتماء. وأشار إلى أن الخبرة النفسية والتربوية والإكلينيكية في مجال التعامل مع الأطفال والمراهقين تدلنا على أن إشباع تلك الحاجات النفسية الأساسية لدى التلاميذ والطلاب تنمى من شخصياتهم وتزرع في نفوسهم الثقة بالنفس والشعور بالأمن النفسي، وتدعم لديهم كذلك الصحة النفسية والعقلية، وتؤدي بهم إلى النجاح والتقدم والتفوق والتكريم.
