أدت الرياح الشديدة والأمطار الغزيرة خلال المنخفض الجوي العميق المستمر منذ مساء الأحد الماضي، على الأردن، إلى ابتكار أنواع من السخرية من الواقع، سواء السيول في الشوارع أو آثارها، على حملات الترشح للانتخابات البرلمانية المقررة بعد أسبوعين. وأظهرت عشرات الصور التي تبادلها الأردنيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو عبر خدمات الرسائل المصورة ومقاطع الفيديو، منسوباً عالياً من السخرية من الآثار التي أحدثها المنخفض الجوي العميق الذي أطلق عليه البعض اسم "إعصار فتحية"، في إشارة ساخرة إلى أن أسماء الأعاصير التي تجتاح دولاً حول العالم تحمل أسماء مؤنثة. وأطلق الأردنيون أسماء جديدة على السيول التي اجتاحت الأنفاق والميادين المختلفة، فسموا بعضها بحيرات وأخرى أنهاراً، فيما فضلوا تركيب صور عبر الفوتوشوب تظهر مواطنين يتنقلون عبر قارب للنقل العام في منطقة دوار صويلح، أو تشير إلى ظهور تماسيح ودلافين في الأنهار في شوارع عدة من العاصمة عمّان. ووصلت السخرية إلى حد تبادل رسائل ساخرة، منها ما تحدث عن ارتفاع أسعار الشقق في عمّان بعد أن باتت كل عمّان "واجهة بحرية"، أو تلك التي تحدثت عن أن سكان عمّان باتوا ينافسون سكان فينيسيا الإيطالية من خلال اعتمادهم على القوارب في التنقل في شوارعهم التي باتت أنهاراً. وكانت الصورة الأكثر قسوة لمصير اللافتات وصور المرشحين تلك التي أظهرت حاويات قمامة وقلابات وجرافات تابعة لأمانة عمّان تجمع الآلاف منها في مكان تابع لها تمهيداً لإتلافها. التعليقات على هذه الصورة وغيرها من صور التلف للحملات الانتخابية لم تكن ساخرة بقدر ما كانت سياسية بامتياز، وذهب البعض خاصة المعارضين والمقاطعين للانتخابات لاعتبار أن تلف الدعاية الانتخابية رسالة إلى تلف مخرجات العملية الانتخابية المقبلة، في إشارة إلى رفض المقاطعين للانتخابات الاعتراف بشرعية مجلس النواب الذي ستفرزه الانتخابات المقررة في 23 يناير 2013.