230 منصة حفر نشطة بالسعودية تدعم استقرار قطاعي النفط والطاقة    سقوط لعبة .. الأسئلة الصعبة    مشروع إستراتيجي لتطوير طريق فيصل بن بندر    أسهم أوروبا تصعد بعد موجة جني أرباح يوم الجمعة    فريق Yangon Galacticos من ميانمار يتوج ب" لعبة PUBG Mobile" ضمن كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025    أبها تحتضن غداً أنشطة برنامج "حكايا الشباب" بمشاركة عددٍ من الأكاديميين والرياضيين    غداً.. أخضر السلة يواجه الصين في أولى مبارياته بكأس آسيا بجدة    911 يستقبل 93 ألف مكالمة في يوم واحد    12 نجمة إنجاز سلامة مرورية للشرقية    ولي العهد ورئيس وزراء الكويت يستعرضان العلاقات وأوجه التعاون    بكين تصدر أعلى مستوى تحذير مع توقع هطول أمطار غزيرة    مفردات من قلب الجنوب 8    المالية ترحب بتقرير مشاورات المادة الرابعة لصندوق النقد الدولي    وكيل إمارة جازان يرأس اجتماع الاستعدادات للاحتفال باليوم الوطني ال 95    تأسيس جمعية المعادن الثمينة والأحجار الكريمة غير الربحية بالمملكة    مؤشر الأسهم السعودية يغلق على ارتفاع    ندوة تاريخية تكشف أسرار تحصينات المدينة المنورة    الفرق السعودية تستعد لآسياد البحرين للشباب بمعسكر في كازاخستان    أمير جازان ونائبه يلتقيان مشايخ وأهالي محافظة أحد المسارحة    أمير جازان يستقبل مدير الاتصالات السعودية بالمنطقة ويطّلع على تقرير الاستدامة لعام 2024م    أمير جازان يرأس الاجتماع الدوري للجنة الدفاع المدني بالمنطقة    أمير جازان ونائبه يطّلعان على سير المشروعات التنموية بمحافظة أحد المسارحة    شرطة كامبريدج: اتهام شاب بريطاني بقتل الطالب محمد القاسم    الشؤون الإسلامية في جازان تبدأ تركيب وسائل السلامة في إدارات المساجد بالمحافظات    تحولات لبنان المنتظرة: البداية من جلسة الثلاثاء    القيادة تهنئ ممثل الملك في جزر كوك بذكرى يوم الدستور لبلاده    إسقاط 61 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    وثيقة تاريخية تكشف تواصل الملك عبدالعزيز مع رجالات الدولة    توقيع اتفاقية لدعم أبحاث الشعاب المرجانية    إحباط تهريب مخدرات في جازان وعسير    تصعيد إسرائيلي.. ورفض فلسطيني قاطع.. عدوان منظم لإعادة احتلال غزة    رئيس هيئة الترفيه يعلن طرح تذاكر مهرجان الكوميديا    مسرحية «طوق» السعودية تنطلق في «فرينج» الدولي    تأهيل وتمكين الطلاب للمنافسة في المحافل العالمية.. المنتخب السعودي يحصد 3 جوائز في أولمبياد المعلوماتية الدولي    تدشين كتاب "حراك وأثر" للكاتبة أمل بنت حمدان وسط حضور لافت في معرض المدينة المنورة للكتاب 2025    مقتل عنصر أمني وسط خروقات لوقف النار.. هجوم مسلح يعيد التوتر للسويداء    غارات جوية تثير موجة غضب في ليبيا    لا تدع أخلاق الناس السيئة تفسد أخلاقك    جبال المدينة.. أسرار الأرض    الأحوال المدنية المتنقلة تقدم خدماتها في (18) موقعاً    استعراض أنشطة التراث أمام سعود بن جلوي    اعتماد أكاديمي كامل لبرنامج نظم المعلومات في جامعة حائل    المدينة المنورة.. صحية مليونية للمرة الثانية    حرائق أوروبا تسبب خسائر وتلوثا بيئيا واسعا    جبل السمراء.. إطلالة بانورامية في حائل    أمير تبوك يطلع على تقرير أعمال فرع وزارة التجارة بالمنطقة    «هلال مكة» يفعل مسارات الجلطات القلبية والسكتات الدماغية    رؤية 2030 تكافح السمنة وتعزّز الصحة العامة    15 مهمة لمركز الإحالات الطبية تشمل الإجازات والعجز والإخلاء الطبي    تأثير الأمل في مسار الحياة    آل الصميلي يحتفلون بزواج الشاب محمد عبدالرحمن صميلي    النصر غير!    فريق قوة عطاء التطوعي يشارك في مبادرة "اليوم العالمي للرضاعة الطبيعية"    من حدود الحزم.. أمير جازان يجسد التلاحم بالإنجاز    مجمع إرادة بالدمام ينفذ مبادرة سقيا كرام    أمير منطقة جازان ونائبه يزوران عضو مجلس الشورى المدخلي    فرع الشؤون الإسلامية بجازان ممثلاً بإدارة المساجد في الريث يتابع أعمال الصيانة والتشغيل في الجوامع والمساجد    المولودون صيفًا أكثر اكتئابًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقيقة التوكل على الله (1/ 2)
نشر في تواصل يوم 18 - 10 - 2012

التوكّل هو: انطراح القلب بين يدي الله؛ قال ابن القيم -رحمه الله-: التوكّل نِصْف الدين، والنصف الآخر الإنابة؛ كما قال -سبحانه وتعالى-: ﴿ عَلَيْهِ تَوَكَّلْت وَإِلَيْهِ أنِيب ﴾ [هود: 88].

وقال بعض السَّلَف: "مَن سرَّه أن يكون أقوى الناس، فليتوكل على الله، ومَن توكل على الله واعتمد عليه وأحسن الصلة بالله، حفظه الله ورعاه، فإن لم يكنْ في الدنيا، كان في الآخرة، والآخرة خيرٌ وأبقى".

حقّاً، التوكّل عبادة من العبادات القلبية المحْضة العظيمة، فهو عبادة بالقلب، والقلب فيها منقطع عن الأسباب، أما الجوارح، فتأخذ بالأسباب، وهنا ينقطع أمل الإنسان العادي إذا انقطعت الأسباب، ويزيد أمل المؤمن مع انقطاعها.

ومنهم من يفسِّره بالرضا، فيقول: هو الرِّضا بالمقدور، وهو يعني إظهار العجْز لله، والاعتماد عليه مع الأخْذ بالأسباب في الأرض.

والمتوكِّل على الله حقّاً يعلم أنَّ الله كافل رزقه وجميع شؤون حياته، فيركن له وحده -سبحانه وتعالى- ولا يتوكل على سِواه، ويثق أنه لا معطي ولا مانع، ولا ضار ولا نافع، ولا قابِض ولا باسط، ولا رافع ولا خافض، ولا معز ولا مذل إلا هو- تبارك وتعالى.

وعلى الرغم من ذلك، فكثير من الناس يعتقد أن روحه، وحياته، ورِزْقه خاصة -في يد عبدٍ ضعيف مثله، في استطاعته أن يعطيه أو يمنع عنه؛ بل لا يتوانَى عن جميع الموبقات والمحرَّمات من ربا، ورِشوة، وخلافه، معتقداً بذلك أنه أكثر ذكاء ودهاء من غيره من البشر.

وهؤلاءِ يعدهم الإمام عبدالله بن المبارك غير متوكلين: "من أَكَل فلْساً من حرام، فليس بمتوكّل".

وجميع أمور المسلم إذا لم يتوكّل فيها على الله، وخاصة قضية الرِّزق، فهي قضيَّة خطيرة إذا لم يتوكل فيها الإنسان على الله حق التوكل، فقد ضاعَتْ دنياه وأخراه؛ ففي الدّنيا يمحق الله البَرَكة، وفي الآخرة العذاب الشديد.

نجد الناس تتكالَب على الدنيا، وكلٌّ ينظر إلى ما في يد أخيه، الكل يجري ويلهث كالوحوش، وإن كانت الوحوش تهدأ بعد الشبع، وتأنف من الاقتراب من الفريسة، فأين نحن من التوكّل الحق؟!

وعن عمر -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((لو أنكم تَتَوَكَّلون على الله حق توكله، لَرَزَقَكم كما يرزق الطير، تغدو خماصاً، وتروح بطاناً))؛ رواه التِّرمذي.

لكن كثيراً من الناس يخلط الأمور، ويقع في بئر الإفْراط والتفريط، فالتواكل خطير إذا أهمل الإنسان الأخْذ بالأسباب مع التوكّل على الله.

وقد عني القرآن الكريم بالتوكّل لبيان آثاره؛ فقد أمر -سبحانه وتعالى- رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالتوكّل في تسْع آيات في كتابه الكريم، منها:

﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَموت وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ ﴾ [الفرقان: 58].

﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً ﴾ [الأحزاب: 3].

﴿ رَبّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هوَ فَاتَّخِذْه وَكِيلاً ﴾[المزمل: 9].

وذلك من أوائل ما نَزل من القرآن الكريم؛ حتى يستعين -صلى الله عليه وسلم- بالتوكّل على الله في حمل الرسالة الثقيلة التي ألْقاها الله عليه.

الأمر بالتوكّل للمؤمنين عامة:
قال تعالى: ﴿ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلوا إِنْ كنْتمْ مؤْمِنِينَ ﴾ [المائدة: 23]، فالتوكّل هنا شرط لثبوت الإيمان.
وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمؤْمِنونَ الَّذِينَ إِذَا ذكِرَ اللَّه وَجِلَتْ قلوبهمْ وَإِذَا تلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاته زَادَتْهمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلونَ ﴾ [الأنفال: 2]، فقد جعل الله -عز وجل- التوكّل من الصفات الأساسية للمؤمنين.

التوكّل خلق الرسل جميعاً:
فقد جاء على لسان الرسل جميعاً في قوله تعالى: ﴿ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سبلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آَذَيْتمونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمتَوَكِّلونَ ﴾[إبراهيم: 12].

قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم والذين معه: ﴿ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير ﴾ [الممتحنة: 4].

الوكيل من أسماء الله -عز وجل-:
الوكيل هو الذي يتولَّى بإحسانه شؤون عباده كلها، فلا يضيعها؛ لكن يأخذ بأيديهم فيما فيه مصلحتهم، فأحياناً تحدث مشاكل في الحياة؛ كنقْص في الرِّزق، وفشل في الدراسة، وأولاد بعيدين عن الله، وأشخاص تعاني في حياتها الزوجية، أثناء ذلك تحتاج للوكيل وتلجأ إليه.

والله عندما يسدّ طريقاً عن الإنسان، يفتح طرقاً عديدة، إذا أظلمت الدّنيا أمامك في لحظةٍ، فاعلمْ أن الوكيل سيفتح لك طرقاً أخرى تسعدك، فما منعك إلا ليعطيك، وما ابتلاك إلا ليعافيك.

مكانة التوكّل في السّنَّة:
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن قال – يعني: إذا خرج من بيته -: بسم الله، توكَّلْت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، يقال له: هديت ووقيت وكفيت، فيقول الشيطان لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي؟!))؛ رواه أبو داود والتِّرْمذي.

وفي الصَّحيح: أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: ((اللهم لك أسلمْت، وبك آمنْت، وعليك توكلْت، وإليك أنبْت، وبك خاصمْت، اللهم إنِّي أعوذ بعزتك لا إله إلا أنت أن تضلني، أنت الحي الذي لا يموت، والإنس والجن يموتون))؛ رواه مسلم.

وفي الصحيحين: في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب من هذه الأمة، وصفوا بأنهم: ((هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، ولا يكتوون، وعلى ربهم يتوكَّلون))؛ رواه البخاري ومسلم.

حال السلف في التوكّل:
حثَّ السلف على التوكل؛ فالإمام سعيد بن جبير كان يدعو فيقول: "اللهم أسألك صدق التوكل عليك، وحسن الظَّن بك"، وكان يقول: "التوكّل على الله جماع الإيمان"؛ "نزهة الفضلاء".

منزلة المتوكلين:
قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهوَ حَسْبه ﴾ [الطلاق: 3]؛ فهو -عز وجل- كافي المتوكل وحسبه.

وأخْبَرَ تعالى أنه يحب المتوكلين؛ فقال تعالى: ﴿ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يحِبّ الْمتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]، وهل توجد درجة أعلى من درجة من يحبه الله؟! فمن كان الله حسبَه وكافيه ومحبَّه وراعيه، فقد فاز الفوز العظيم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.