كتبه: عبدالله شاهر يتساءل السائل عند مروره بالمحافظات الصغيرة في هذه الأوقات من السنة عن وجود البشر وأهل المكان ؟ وكيف لهم أن يجهروها كما هو حالها هذه الأيام ؟ ولماذا هجرتهم عن إعمار مواطنهم الأصلية ، والتي ترعرع فيها الآباء والأجداد وحفظوا حدودها ، و تعاقب على إحياءها جيلاً تلو الآخر ، إلا أن في الآونة الأخيرة قل ما تجد من يقيم في هذه المحافظات ، فتجدها خاوية على عروشها بلا صاحب ولا أنيس ، منازل مغلقة ، وطرقات تعج ب الحيوانات الضالة ، أشبه ما تكو ن بمدن ال أشباح ، يعيشها الجن و مردة الشياطين ، ويتبادر إلى ذهنك عن سبب هجرتهم لتجد الجواب من الجميع ( راحوا مع عيالهم ) ليكملوا دراستهم الجامعية لمرحلة البكالوريوس ، بينما تجد فرع لجامعة أو كلية ولكن بدرجة الدبلوم أقل رغبة من أحلام ورغبات الطلاب والطالبات ، لاسيما وأن تحصيلهم العلمي مرتفع جداً بعد قضاء أعواماً للدراسة بالج د والمثابرة . و لقرار إغلاق دراسة مرحل ة البكالوريو س في هذه المحافظات تبعات سلبية جعلت في ه ذه الهجرة أعباء مالية مرتفعة على الأهالي ، ويفرض نقص بشري واضح لوجودهم في المحافظات الصغيرة ، و البحث عن مناطق تنمو ية أخرى ، مما تشكل سلبيات كثيرة ترتفع فيها الإزدحامات المرورية في المدن الأخرى ، وتنخفض فيها جودة الحياة . إن فضل العلم والتعليم ركيزة أسياسية لدى المجتمعات المتقدمة ، لتنير دروبهم وترسم مستقبلهم . تطلع لنور العلم واطلب مشمرا فمن لم يكن بالعلم في الناس مبصراً ( أبو مسلم البهلاني ) ولايخفى علينا بأن تسريب هذه الطاقات البشرية من المحافظات يؤدي إلى تعط ي ل تنميتها ونهضتها وإقتصادها ، وإنخفاض الحركة التجارية فيها ، فكما قيل بالمثل الدارج بين العامة ( الجنة بدون ناس ما تنداس ) ، فتجد القادم للمحافظات الصغيرة لعمل كان أو مصلحة أخرى لا يريد إستمرار العيش فيها لعدم توفر التنمية وادنى مقومات ا لحياة البسيطة التي يتطلبها ، وقياساً على ذلك ، فإن الهجرة خلال السنوات الأخيرة جعلت لأرباب السوابق و م جهولي الهوية من السطو على المنازل لقمة سائغة للنهب والسرقات ، و التي لا يمك ن حمايتها والحفاظ عليها إلا بتواجد ماليكها وأصحابها . وفي إطار هذه الهجرة تجاه مصالحهم ومستقبل أبناءهم ، جعلت هناك فراغ في التعداد السكاني وتعطيل للتنمية ، بال رغم من توفر الخدمات الأخرى ك التعليم العام والخدمات الصحية وغيرها الكثير من الأمور التي تساعد إلى ضرورة وجود تخ صصات جامعية ترتقي بأبناء البلد ، وتساعد على إ ستقرارهم في مدنهم وموطنهم . لتصبح الحاجة الملحة ل إعادة النظر في فتح مراحل البكالوريوس لفروع الجامعات لضمان بقاء ال شباب والشابات للمساهمة في تنميتها ونمو ها والنهوض بها إلى مستوى يواكب تطور العالم وتقدم المدن الأخرى. كتبه : عبدالله شاهر