- الرأي - بدرية عيسى - جازان : في قلب الجنوب السعودي، وعلى ضفاف البحر الأحمر، تقف جازان شامخةً بتاريخٍ ضاربٍ في الجذور، تختزل في تضاريسها الوعرة وسهولها الخصبة حكايا المجد والصراع والتحوّل. لم تكن جازان يومًا مجرد بقعة جغرافية على خارطة الوطن، بل كانت وما زالت مسرحًا لأحداثٍ تاريخية صنعت ملامحها وأثرت في نسيجها الاجتماعي والثقافي. ومن بين صفحات الزمن، تبرز وقائع مفصلية شهدتها هذه المنطقة، لتروي لنا قصة شعبٍ صامد، وهويةٍ لم تنكسر، وأرضٍ حافظت على خصوصيتها رغم تعاقب الأزمنة. – موقعة المحجاة موقعة المحجاة معركة وقعت بين أشراف صبيا والحامية العثمانية في المخلاف السليماني, بقيادة الأمير عبدالوهاب بن المهدي القطبي . انتهت المعركة بإجلاء العثمانيين من المخلاف، ورجوع حكم المنطقة إلى الأشراف آل القطبي وآل الخواجي، وذلك عام ٩٥٥ ه الموافق ١٥٤٨م. فبعد الهزيمة التي تعرضت لها القوات العثمانية في وقعة حنتر، سارع فرحات السكران بالاستنجاد بالقائد العام للقوات العثمانية في بلاد جنوبي الجزيرة العربية فرهاد باشا، وطلب منه المدد٬ قبل أن يستفحل خطر الأشراف٬ ويخرج المخلاف السليماني على العثمانيين٬ وحتى لا يكون سابقة لتمردات أخرى في المناطق الخاضعة لهم٬ أو ينعكس بصورة سلبية على موقفهم الحربي في بلاد اليمن. سارع فرهاد باشا بمجرد أن وصلته الاستنجادات إلى تدارك الموقف٬ وقد فضل في بادئ الأمر استخدام الطرق السليمة، فأرسل إلى أشراف صبيا يدعوهم إلى العودة إلى الطاعة مرة أخرى، لكنهم رفضوا الاستجابة اعتقادًا منهم أنهم في موقف القوة والعثمانيين في موقف الضعف مغترين بانتصارهم السابق في وقعة حنتر، فأرسل فرهاد باشا حملة عسكرية مددًا لوالي جازان فرحات السكران. ونتيجة لقوة هذه الحملة العسكرية سارع الأشراف آل الخواجي بالاستنجاد بالأمير عبد الوهاب القطبي وولوه القيادة عليهم، والتقوا بالقوات العثمانية في المحجاة. تمكن الأشراف ومن والاهم من هزيمتها وقتل قائدها فرحات السكران٬ وأخرجوا القوات العثمانية من المخلاف السليماني٬ ليعود الحكم فيه إلى الأسر المحلية مرة أخرى ممثلاً في الأشراف آل القطبي وآل الخواجي٬ منذ أن استولى عليه الشريف محمد أبو نمي في سنة ٩٤٣ ه الموافق ١٥٣٦م. ▪︎ تاريخ المخلاف السليماني . محمد العقيلي.