يشير التخصص التكاملي إلى التفاعل المنظم بين عدة تخصصات ومجالات علمية ونفسية وصحية وتأهيلية لتقديم الخدمات، وتُعد التربية الخاصة من أهم التخصصات التربوية التي تسعى إلى تحقيق العدالة التعليمية والمجتمعية، من خلال تلبية احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة "الخاصة". إن مجال التربية الخاصة من التخصصات التكاملية التي تتداخل في العلوم والمعارف المختلفة، وترتبط مع العديد من المجالات كالتخصصات :التربوية والنفسية والاجتماعية والطبية والتقنية، لتحقيق الأهداف المرجوة منها مع ذوي الإعاقة. وعلى سبيل المثال لا يمكن لمعلم التربية الخاصة أن يعمل بمفرده دون تكامله مع التخصصات الأخرى كعلاقته وتعاونه مع أخصائي النطق واللغة والعلاج الطبيعي، والعلاج الوظيفي، والأخصائي الاجتماعي، والنفسي، وحتى الأطباء، أيضاً شراكته المستمرة مع أولياء الأمور، من أجل بناء خطة تعليمية فردية تراعي كل جوانب النمو، فعمله يتشكل في ظل الفريق متعدد التخصصات حتى يُعد خطة تربوية ناجحة له. وقد يصعب في بعض الأحيان فصل التربية الخاصة عن العلوم والتخصصات الأخرى، كصعوبة الفصل بين العقل والعاطفة، وبين المنطق والشعور فكلاهما يتكاملان لبناء الانسان، كذلك التربية الخاصة لا يمكن أن تُمارس بمعزل تام عن التخصصات المختلفة، فكما يشكل العقل والعاطفة معاً جوهر الانسان ، تشكل التربية الخاصة مع التخصصات الأخرى نسيجاً واحداً في سبيل بناء إنساني شامل وعادل. إن هذا الاندماج بين التخصصات يحقق العديد من الفوائد، إذا ما طبق بالشكل الصحيح ومنها : تحقيق الشمولية، دعم وتكافؤ الفرص، تعزيز التعاون ، استثمار الفوائد الموجودة في كل تخصص، والتي ستساهم في اتخاذ أفضل القرارات وبالتالي التحسين من جودة الحياة. ومن المجالات التي تتكامل فيها التربية الخاصة مع المجالات الأخرى، في مرحلة الاكتشاف والتعرف المبكر، التشخيص، التدخل المبكر، المراحل التعليمية، الخدمات التأهيلية.والوظيفية... ومن خلال تعزيز هذا النهج التكاملي، يمكن بناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافًا، يتيح لكل فرد فرصة التعلم والنمو والمشاركة بفاعلية. إن ارتباط التربية الخاصة بالتخصصات الأخرى ليس مجرد ترف معرفي، بل هو ضرورة عملية فكل تخصص يضيف قيمة فريدة، تجعل من التربية الخاصة جسراً للعدالة، وفرصة لتحقيق الشمول التعليمي الحقيقي الذي تنادي به السياسات والرؤى العالمية وذلك لضمان تلبية الاحتياجات المتنوعة والمعقدة للأشخاص ذوي الإعاقة. فتكامل الجهود تحقق الحياة الشاملة النوعية التي تراعي الفروق الفردية وتدعم التنمية الشاملة له. وأختم مقالتي بعبارة لإدوارد ويلسون أن "أعظم الاكتشافات لا تأتي من تخصص واحد، بل من تقاطع التخصصات، حيث يلتقي العلم بالفن، والطب بالتكنولوجيا، والعقل بالعاطفة." وفي هذا الصدد يقول كارل ساجان أن " الحدود بين التخصصات هي خطوط وهمية، رسمناها نحن، لكن الواقع يتجاوزها." د. أروى علي عبد الله أخضر متخصصة في تعليم وتأهيل الأشخاص ذوي الاعاقة