- الرأي - إبراهيم القصادي - جازان : تعد منطقة جازانجنوب المملكة العربية السعودية من أكثر المناطق التي توجد فيها أشجار الأراك المنتجة للسواك، والتي تعد مصدرًا ممولًا لجميع الأسواق المحلية من عود السواك. وتتميز شجرة الأراك المعمرة التي تُسمى علمياً باسم "سالفادورا بيرسيكا" أو شجرة الأسنان بأنها دائمة الخضرة، وتنتمي إلى الفصيلة الآراكية، وهي طيبة الرائحة، ولا يزيد ارتفاعها على أربعة أمتار، وأوراقها خضراء بيضاويّة الشكل تخلو من الشّوك، بينما أزهارها صفراء مخضرّة، وأغصانها غضّة تتدلّى للأسفل، وجذورها تكون عميقة وممتدة لمسافات كبيرة تحت الأرض. ويستخرج السّواك من جذور شجر الأراك التي يبلغ عمرها عامين أو ثلاثة، وهي عبارة عن ألياف كثيفة وناعمة، تشبه الفرشاة وتستخدم عن طريق قطع رأس المسواك، وإزالة القشرة الخارجيّة للجزء المراد استخدامه منه باستخدام المقصّ أو السّكّين وترطيبه قليلاً لاستخدامه في السواك. وتشهد أسعار المساويك ازديادًا ملحوظً،ا وإقبالًا متزايدًا من تجار هذه السلعة، فقد تصل ربطة السواك من ١٠٠ريال في الأوقات العادية من العام إلى ٣٠٠ ريال للنوعيات الممتازة من سواك الأراك التي تستخرج من بعض المحافظات التي عرفت بجوده السواك فيها. ولا يتوقف عطاء شجرة الأراك على تقديم عود السواك فحسب، بل إنها تعد مصدرًا أساسيًا لرعي الماشية في المنطقة، خاصة الإبل التي تعرف ب"الأركية" و" "العادية"، وتعتمد الإبل الأراكية على الأراك بشكل أساسي في رعيها، فيما يعتبر الأراك غذاءً ثانويًا للإبل العادية التي تفضل شجر السلم والسمر. وتتمتع مكونات وأغصان شجرة الأراك بالعديد من الخصائص الفعالة التي أجمع عليها الكثير من الإخصائيين في طب الأسنان، فهي تحتوي على مركبات طبيعية تقضي على الجراثيم والبكتيريا الموجودة في الفم وتُحافظ على صحة الأسنان وتمنع تسوسها. كما تُسهم الأغصان المأخوذة من شجرة الأراك في إعطاء الفم أنفاسًا منعشة، وتُساعد في شد أنسجة اللثة المرتخية، وعلاج التقرحات الفموية وتقرحات اللثة، كما تتميز ألياف أغصان الأراك بانها ألياف ناعمة ولينة وعطرة الرائحة ولا تُسبب أية خدوش أو أذى للثة مثلما تفعل ألياف فرشاة الأسنان الصناعية. ويسود اعتقاد في منطقة جازان أن شجرة الأراك التي تؤخذ منها أعواد السواك ستنقرض إذا استمر جز جذورها بهذا الكم وخاصة من مخالفي نظام الإقامة، إذ ارتفع عدد العاملين في هذا المجال خلال الأعوام الأخيرة بشكل كبير، كون هذا العمل لا يحتاج إلى رأسمال بحسب مسؤولين زراعيين وبائعين. ‹ › ×