جميعنا تابع أو سمع عن نهائي سوبر لندن ، والكثير الكثير من هم أدلوا بأرائهم ،والأغلبية منهم من اكتشف سلبيات إقامة مباراة مثل هذه هناك. لكن المستحيل والمستحيل جدا أن يكون منهم من خرج "مقتنعا " بإيجابية واحدة و واحدة فقط. هناك من زعم أن في إقامة المباراة إبراز للأندية السعودية ، و تقديمها للجمهور اللندني ومن ثم للعالم ، ظنا منه أننا لا نعلم أن المباراة أقيمت في يوم عمل وفي توقيت سيئ فضلا على عدم نقلها في قنوات غير القناة الراعية.. ويأتي من يقول أن هناك جدوى اقتصادية من حضور المباراة ،مع أنه يعلم أن فاتورة المصروفات أكثر بكثير من فاتورة الإيرادات . ويأتي مدرعما ليقول أن ذلك فيه تصدير لثقافة البلد ،مع أنه يعلم أننا نعلم أن ما حصل إنما هو ترسيخ لمفهوم التقليد ،ونقل صورة مغايرة لعاداتنا الأصيلة و قواعدنا الثابتة. بل أن في الاقتراح المقدم من أحد الغيورين بأن يكون هناك _لافته" تيفو " كرسالة توضح دور الاسلام في حفظ السلام أو أما يوحي إلى ذلك من قريب أو من بعيد_ وقبوله بالرفض فيه دليل على أن " الضيف في حكم المضيف". لتأتي المطمة من أحد أولئك المطبلين ويذكر أن السبب وراء ذلك هو ارتفاع درجة "حرارة اغسطس " و "كأن الرئيس حالف عليهم ما يلعبون إلا في ذا الشهر" أو أن مصايفنا ليست بكفؤ لاستقبال هؤلاء. ولعلي أبدأ اقتراحي من حيث وقف بي طريق النقد آنفا و أتساءل لماذا لم تقم المباراة في إحدى المدن "أبها ،الطائف،الباحة ؟؟" فإقامتها ثم فيه اقصاء لكل السلبيات التي ذكرت والتي لم تذكر . بل أن هناك إيجابيات كثر سجل عندك مثلا لا حصرا _ تعزيز جانب اللحمة الوطنية و طمس جانب العنصرية المناطقية المقيتة.. _تسجيل عوائد مادية مضمونة سياحيا واقتصاديا. _تجنب الشبهات و وصد أبواب الفتن أمام سفهاء المجتمع . _كيف ستكون فرحة المشجع الذي يتمنى أن يرى نجوم ناديه المفضل والتي يقف المال أو المسافة عائقا بينه وبين ذلك. _إبراز الجانب السياحي السعودي من خلال هذا اللقاء خاصة وأن الكرة السعودية محط أنظار دول الخليج وبعض الدول العربية. _الحفاظ على قالب النظام والسيطرة على الأخلاقيات لأنك لا تملك ذلك في أي بلد كان. كم هو جميل و رائع أن تكون لقاءات السوبر القادمة "في بلدنا وبين أهلنا " ونعيش فرحة اللقاء و الألفة والمحبة بدلا من أن نظهر بصورة مشهوهة منزوعة الإطار عديمة الملامح. كم هو جميل أن نزرع الابتسامة على وجه ابن البلد بدلا من أن ننتزع منه شيمته و دينه وخلقة. كم هو جميل أن نبقى" نحن نحن " عيالنا و في بلدنا بدلا أن نشمت العدو و نبكي الوالد الغيور. كم هو جميل لو أهدينا هذا اللقاء لأبناء المرابطين في الحد الجنوبي و عيشناهم معنا فرحتنا و عشنا معاهم نفس مشاعرهم و" حسسناهم أنا معهم".. جميل جدا أننا ندرك يا سعادة الرئيس الخلوق لكن من المؤسف جدا أننا ندرك و غيرنا هو من يدير دفة العمل ..