أعربت الصحف المصرية الصادرة اليوم عن قناعتها بأن اغتيال عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي اللبناني صالح العريضي جاء في هذا التوقيت بهدف ضرب جهود المصالحة التي تبذل لرأب الصدع بين الكتل السياسية المتصارعة في لبنان. وقالت أن جميع الطوائف السياسية في لبنان تدرك جيدا مغزى هذه العملية القذرة التي جاءت في وقت يشهد فيه لبنان فترة هدوء لاسيما بعد وثيقة المصالحة التي وقعت مساء الاثنين في طرابلس وأنهت اشتباكات بين منطقة علوية وأخري سنية وأحيت الآمال بأن يتم تعميم هذا النموذج من المصالحات الداخلية علي مناطق أخري شهدت أحداثا أمنية متقطعة أبرزها بيروت وبلدات في شرق لبنان. ومضت الصحف تقول أن الجميع يدرك أيضا أن سيطرة حزب الله ابرز أطراف قوي 8 آذار على بيروت في مايو الماضي هي التي دفعت بالزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلي مصالحة خصمه التقليدي الوزير طلال ارسلان لتجنيب منطقته مواجهات بين أبناء الطائفة. واعتبرت أن جريمة الاغتيال محاولة لشق هذا التحالف من جديد ودفع الطائفة الدرزية خاصة وباقي الطوائف اللبنانية بوجه عام إلي مستنقع التناحر الطائفي من جديد حتى لا يتفرغ اللبنانيون لإعادة بناء بلدهم وتركيز جهودهم علي عمليات الاعمار والتنمية حتى يأخذ لبنان موقعه الذي يليق به علي خريطة المنطقة كمنارة للثقافة ونموذج للتعايش السلمي بين مختلف الطوائف مهما كان تنوعها. وفي الشأن الفلسطيني قالت الصحف أن الرئيس الفلسطيني المثابر علي التفاوض مع إسرائيل والأمل في تحقيق الوعود الأمريكية يدرك أنه يسعي لمعجزة في عصر استحالت فيه المعجزات إذا تصور أن في استطاعة الرئيس الأمريكي بوش ورئيس الوزراء الإسرائيلي وأولمرت أن يقدما له الآن حلا عادلا وهما اللذان تفرغا خلال السنوات المنقضية لكسب الوقت ونسج المؤامرات لإضعاف الجبهة الفلسطينية وغرس بذور الانقسام فيها وتأليب طرف فلسطيني علي آخر والتلويح بمكافأة من يأتي برأس فصائل المقاومة التي لم تنخدع بالوعود وتلقي السلاح. ورأت الصحف أن الانقسام الفلسطيني أدى إلي إضعاف كل الأطراف الفلسطينية بما فيها السلطة نفسها التي يجب أن تكرس جهودها لاستعادة وحدة الشعب الفلسطيني وفصائله عن طريق الحوار الجاد المستند لثوابت القضية الفلسطينية. // انتهى // 1040 ت م