نصف عام (180) يوما استثنائية وضعت المملكة على خريطة السفر الدولية بقوة أكبر، ويؤكد ذلك تنوع وجهاتها وقدرتها على جذب ملايين الزوار من الشرق والغرب، حيث سجل خلال النصف الاول من عام 2025 أداء استثنائيا يعكس صعودها المتواصل على خريطة السياحة الدولية، فقد استقبلت البلاد 60.9 مليون سائح من الوافدين والمحليين، وحققوا انفاقا اجمالياً بلغ 161.4 مليار ريال، بنمو نسبته 4 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وتبرز هذه الارقام مدى تنامي جاذبية المملكة عالميا، وتطور تجارب السفر والبنى التحتية التي تدعم القطاع. وذلك وفق لتقرير حديث صادر عن وزارة السياحة السعودية، حيث تربعت مكةالمكرمة على صدارة الوجهات السياحية في النصف الاول من العام باستقبال 14.5 مليون زيارة، ويعكس هذا الرقم اهمية مكة الروحية ومكانتها كإحدى أكبر الوجهات الدينية في العالم، الى جانب التطوير الكبير لمنظومة النقل والخدمات المحيطة بالحرم، وحلت الرياض في المرتبة الثانية بعدد 9.1 مليون سائح، مستفيدة من مزيد من الفعاليات الثقافية والرياضية والترفيهية، ومن توسع المشروعات الحضرية التي اعادت صياغة هوية العاصمة كوجهة اقتصادية وسياحية متنامية. تنوع الشرقية وجاءت المنطقة الشرقية ثالثا بعدد 7.2 مليون زيارة، مستندة الى شواطئها الممتدة وتجاربها العائلية المتنوعة ومهرجاناتها البحرية، أما المدينةالمنورة فسجلت 5 ملايين زيارة، محافظة على مكانتها التاريخية والروحية وهدوئها الذي يجذب الزوار من مختلف الدول، وتصدرت مصر قائمة الدول المصدرة للسياح الى المملكة بعدد 1.5 مليون سائح. تليها باكستان ب 1.1 مليون، بينما جاءت الهند والكويت واندونيسيا بمتوسط 0.9 مليون سائح لكل منها، ويؤكد هذا التنوع توسع قاعدة الجذب السعودي وقدرتها على الوصول الى اسواق متعددة في الشرق الاوسط وجنوب اسيا والعالم الاسلامي. دوافع الزيارة استحوذت الزيارات الدينية على 64 في المئة من اجمالي اغراض السفر، وهو ما يعكس مكانة المملكة كقبلة للمسلمين، وجاءت السياحة الترفيهية في المرتبة الثانية بنسبة 21 في المئة، مدفوعة بمواسم الفعاليات وبرامج التجارب الجديدة. أما زيارة الاصدقاء والاقارب فشكلت 12 في المئة، بينما بلغت نسبة السياحة التجارية 7 في المئة، واظهرت البيانات ان 64 في المئة من السياح اختاروا الاقامة في الفنادق، مقابل 17 في المئة للشقق المفروشة، و16 في المئة لخيارات السكن الاخرى، وهذا يعكس ثقة متزايدة في جودة الخدمات الفندقية وفي التوسع المستمر لسلاسل الفنادق العالمية والمحلية. مدة الإقامة بلغ متوسط مدة إقامة السائحين الوافدين 7.2 ليلة، مقابل 6.6 ليلة للسياح المحليين، ويمكن تفسير هذا الفارق بطبيعة الرحلات الدينية التي تتطلب بقاء لوقت اطول، الى جانب اتجاه بعض السياح الدوليين الى زيارة أكثر من مدينة خلال الرحلة نفسها، وتشير الارقام الى مستقبل سياحي اكثر ازدهارا، مع استمرار تنفيذ المشاريع الضخمة مثل نيوم والبحر الاحمر وتطوير وسط جدة والواجهات البحرية، كما يعزز الربط الجوي وتوسع المطارات وزيادة الفعاليات الدولية من تنافسية المملكة على خارطة السياحة العالمية. ويمثل بروز الوجهات الشاطئية والبيئية والترفيهية الحديثة دليلا على تنوع التجربة السعودية وقدرتها على جذب شرائح مختلفة من السياح، وفي ضوء هذه التطورات، يبدو قطاع السياحة السعودي مقبلا على فترة توسع جديدة، مدعوما بتحول اقتصادي شامل واستثمارات كبيرة في الضيافة والخدمات، وتؤكد المعطيات ان المملكة تتجه بثبات نحو موقع متقدم بين اكثر الوجهات نمواً وجاذبية في العالم. تنوع في الوجهات السعودية المواقع التراثية تجذب مختلف فئات السياح