اختتام الملتقى الدولي حول تحالف الحضارات

اختتمت امس بمدينة شفشاون شمال المغرب اعمال الملتقى الدولي الثاني للتربية والثقافة حول تحالف الحضارات الذي نظم بالتعاون بين المنظمة الاسلامية للتربية و العلوم و الثقافية الايسسكو و جمعية الدعوة الاسلامية العالمية بليبيا وجمعية الدعوة الاسلامية بشفشاون على مدى ثلاثة ايام بمشاركة عدد من المفكرين والاكاديميين والباحثين من المملكة العربية السعودية و المغرب والجزائر و ايران واسبانيا والولايات المتحدة ومن دولة الفاتكان.
وفي الوثيقة الختامية للمؤتمر اكد المشاركون أن الثقافات والاديان مدعوة اليوم أكثر من أي وقت مضى للحوار الدائم وتعزيز التعايش عبر سلسلة من الاسهامات المتبادلة المبنية على القيم والمبادئ الكونية المشتركة والمتمثلة في قيم الحب والاخاء والتسامح والاحترام المتبادل والتضامن والعدل.
وشدد المشاركون في" بيان شفشاون حول تحالف الحضارات" على أهمية العناية بجودة التربية باعتبارها " شرطا ضروريا لنجاح المساعي الهادفة إلى إقامة حوار حقيقي وفاعل ومتفاعل بين الثقافات والحضارات والشعوب في منطقة البحر الابيض المتوسط " و شددوا على ضرورة تعزيز التربية على روح المواطنة من خلال توعية الطلاب والتلاميذ في المؤسسات التعليمية بحقوقهم والالتزام بالقيم المشتركة والعدل والانصاف والتسامح واحترام الاخر.ونبه المؤتمرون إلى خطورة الصور النمطية المسيئة للشعوب والاديان الموجودة في "كثير من المقررات والكتب المدرسية في دول البحر الابيض المتوسط" وتأثيرها السلبي على الجهود المبذولة في مجال تشجيع الحوار بين الثقافات في المدارس , معبرين عن القلق على مستقبل الحوار بين الثقافات والتحالف بين الحضارات من جراء تصاعد الحملة المعادية للإسلام ولرموزه.
وشدد المشاركون في المؤتمر على ضرورة تنسيق الجهود ل"فضح مغالطات" مروجي فكرة حتمية صراع الحضارات , والتصدي للتيارات الفكرية المتطرفة المشككة في أهمية التقارب الثقافي بين الحضارات والتعايش الانساني بين الامم , ومحاربة كل أشكال التعصب والتهويل الذي يسيئ إلى الاسلام والمسلمين , ولا يخدم الحضارة الانسانية .
وابرز المشاركون حاجة المسلمين في الغرب لبرامج عمل تساعدهم على الاندماج في محيطهم الاجتماعي , باعتبارهم مواطنين وليسوا أقليات أو جاليات , مبرزين أهمية مواصلة تفعيل الحوار بين الثقافات المتوسطية من خلال مبادرات ملموسة ومستدامة , تهدف تعزيز أسس التفاهم والاحترام بين شعوب المنطقة .
وأوضح المشاركون أن منطقة البحر الابيض المتوسط , مؤهلة أكثر من غيرها لإنجاح حوار الثقافات وتحالف الحضارات , باعتبارها ملتقى للعديد من الشعوب والثقافات والامم ذات القواسم المشتركة 0
و دعا بيان شفشاون الى مراجعة المناهج الدراسية وتطوير المضامين التعليمية ومناهج تكوين المدرسين في الدول المتوسطية , وإدراج مادة الحوار بين الثقافات والحضارات ضمن المقررات الدراسية , وإدماج التعليم متعدد الثقافات في مختلف مراحل التعليم, مع الدعوة الى إنشاء المرصد المتوسطي حول الصور النمطية ومظاهر الاجحاف والمغالطات والمفاهيم الخاطئة عن الثقافات والحضارات والاديان في المنطقة المتوسطية, وإبراز مظاهر التنوع الثقافي في المنطقة, وتوظيفه لتعزيز القواسم الثقافية المشتركة بين شعوب المنطقة.
ودعو منظمة الاسيسكو وجمعية الدعوة الاسلامية العالمية في طرابلس , بالتنسيق مع جمعية الدعوة الاسلامية بشفشاون لعقد الملتقى الدولي الثالث للتربية والثقافة في السنة القادمة بالمدينة , من أجل تفعيل دور هيئات المجتمع الاهلي بحوض البحر الابيض المتوسط في تعزيز حوار الثقافات وتحالف الحضارات .
// انتهى // 1736 ت م