زار غرفة جدة اليوم، وفد تجاري ضم 20 من أصحاب الأعمال وممثلي القطاع الخاص من جمهورية السودان, برئاسة معالي وزير الدولة للاستثمار أسامة فيصل السيد، حيث تم طرح جملة من المشاريع والفرص الاستثمارية المتاحة في إطار العلاقات التاريخية الأخوية التي تربط المملكة بجمهورية السودان الشقيقة . وركز اللقاء الذي حضره من الجانب السعودي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية السودان علي بن حسن جعفر, ونائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة زياد بن بسام البسام, على ضرورة إزالة العقبات واستشراف الفرص الواعدة في البلدين بما يرتقي لمستقبل العلاقات المشتركة. وأثنى نائب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة زياد بن بسام البسام, على علاقات المملكة مع السودان، مؤكداً أنها علاقة أخوة وعروبة ووشائج حميمة، لها تاريخها الناصع على صفحات العلاقة الثنائية بين البلدين في جميع المجالات، مبيناً أن اللقاء يسهم في رسم المستقبل القادم للاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة المتنوعة التي يوفرها اقتصاد البلدين . وقال البسام : " لا يخفى على الجميع مساحة السودان التي تعد واحدة من أكبر بلدان القارة الأفريقية من حيث المساحة, وواحدة من أهم بلدان العالم التي تتوافر فيها المياه والأراضي الزراعية الصالحة للزراعة بنسبة 34% من إجمالي مساحتها ما يجعلها (سلة غذاء) عالمية، إذ تمتلك 200 مليون فدّان صالحة للزراعة وما يعادل 45% من الأراضي الصالحة للزراعة في الوطن العربيّ"، مبينًا أن بين المملكة والسودان أكثر من 500 مشروع استثماري مشترك، ويصول حجم التبادل التجاري مؤخراً ل 8 مليار دولار. وأشار إلى أن هذه التطلعات تصب في رغبة الشعبين الشقيقين في تحقيق المنافع المشتركة في مجالات الاستثمار، وهذا ما يمكن تجسيده في عزم المملكة وتنفيذها لمحاور رؤية المملكة2030 وجذبها للمزيد من الاستثمارات، خاصة بعد أن أصبح السودان أحد اللاعبين الأساسيين بين كبار مُصدري اللحوم الطازجة والمُبردة والمُثلجة إلى الأسواق الإقليمية، بالإضافة إلى الماشية الحيّة وذلك في ظل ثروة ضخمة يمتلكها السودان بلغت 106 ملايين رأس من الماشية، منها 30 مليون من الأبقار الحية، و40 مليون من الضأن، و31 مليون من الماعز، و5 ملايين رأس من الإبل في العام2016م . من جانبه دعا سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية السودان علي بن حسن جعفر, الجانب السوداني للاستثمار في السوق السعودي خاصة, وأن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الانجازات على الصعد السياسية والاقتصادية والاستثمارية، والاستفادة من علاقة الشراكة بين البلدين وإنشاء العديد من المشروعات الواعدة، كما أن هذه المرحلة تتطلب تضافر الجهود من أجل الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين . وأكد ضرورة تعايش أصحاب الأعمال في البلدين مع هذه المرحلة في ظل وجود إرادة قوية بينهما لتطوير العلاقات المتميزة ونقلها إلى آفاق أوسع وأرحب، وذلك بالتنسيق والتعاون مع مجلس الأعمال السعودي السوداني للانتقال إلى مرحلة المنفعة المتبادلة والعمل في صالح شعبي البلدين الشقيقين، مع تذليل كل العقبات التي تعترض أصحاب الأعمال وتعزيز وتنمية علاقات التعاون الاقتصادي ومناقشة القضايا والإجراءات التي تواجه المستثمرين والمشروعات الاستثمارية المشتركة. واستعرض معالي وزير الدولة للاستثمار أسامة فيصل السيد, خلال اللقاء, تطور العلاقات بين المملكة والسودان بشكل عام وبالأخص في الجانب الاقتصادي، معرباً عن رغبة أصحاب الأعمال في بلاده للاستفادة من الفرص الاستثمارية الكبيرة والمتنوعة التي يوفرها الاقتصاد السعودي، منوهاً بدعم المملكة لمشروعات التنمية الكبيرة التي تبنتها في السودان التي يسهم فيها القطاع الخاص السعودي. وشدد على دور اتحاد عام أصحاب العمل السوداني في ايجاد مناخ للعلاقات بين العمال واصحاب العمل ورفع مستوى الاعضاء والدفاع عن حقوقهم في الخطط والبرامج الاقتصادية العامة والعمل علي تشجيع وزيادة الاستثمار في مناشطهم الاقتصادية بإنشاء مشاريع في شتي المجالات إلى جانب النهوض بالدراسات والبحوث الاقتصادية والعلمية والتطبيقية في جميع المجالات، وذلك وفق رؤيته المتمثلة في الارتقاء بالأداء الاقتصادي للدولة وتحقيق تطلعات قطاع الاعمال بمختلف قطاعاتهم وتحريك القوة الاقتصادية الكامنة للاقتصاد الجزئي للإسهام في وضع خطط واستراتيجيات التنمية من أجل خلق توازن تنموي بما يحقق التناغم التام في الأداء الاقتصادي الوطني والعالمي بما يحدد موقع السودان داخل المنظومة الدولية. وتحدث خلال اللقاء معالي وزير الزراعة والغابات في السودان الدكتور عبداللطيف أحمد محمد عجيمي, عن تحقيق الأمن الغذائي بين البلدين مع التركيز على إجراءات وأعمال تساعد على تطوير الاستثمار والتبادل التجاري بين القطاعات الخاصة في البلدين ودعم السياسات والبرامج التي تساعد على تنفيذها، وذلك في ظل ما تشهده العلاقات الاقتصادية السعودية السودانية من مزايا تفضيلية يطرحها سوقي البلدين .