66 % من نفايات السعوديين في رمضان.. أغذية

لفت اختصاصي تغذية في الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء إلى أن نسبة كبيرة من الأسر السعودية تنفق نصف دخلها الشهري على الأطعمة، في حين أن ثلثي قمامة المنزل مواد غذائية قدرت في مجموعها السنوي ما قيمته ستة مليارات ريال من الطعام الزائد يرمى في مكب النفايات، محذرا في الوقت ذاته من التداعيات الاجتماعية والنفسية الخطيرة التي تخلفها السمنة على السعوديين، مشددا على أهمية تعزيز بعض المبادئ الخاصة بالتسوق الصحي للأسرة والترشيد في الإنفاق على الأطعمة خصوصا في الفترة الحالية التي تسبق شهر رمضان المبارك والتي تقع على عاتق الأم بالدرجة الأولى، إلى جانب التركيز على أهمية الطبخ الصحي الذي يسهم إلى حد كبير في انحسار ظاهرة السمنة بين الأطفال تحديدا والتي تفشت بشكل ملحوظ في السنوات الخمس الأخيرة نتيجة تراكم عدة مسببات تأتي العادات الغذائية على رأسها.
انتشار السكري
وقدر باسم فوتا رئيس قسم التغذية في (أرامكو السعودية) وفي الجمعية السعودية للسكر والغدد الصماء نسبة تزايد أعداد مرضى السكري في السعودية سنويا بواحد في المئة، فيما يزيد أعداد المصابين بالسمنة سنويا بنسبة تصل إلى 2 في المئة، لافتا إلى أن معدل انتشار السكري في السعودية بازدياد مطرد في السنوات الأخيرة وصلت إلى 28 في المئة بعد أن كانت 10 في المئة قبل عدة سنوات، تحديدا السكري المرتبط بالسمنة وهو النوع الثاني من أنواعه.
سلوكيات خاطئة
وأبان الدكتور باسم فوتا لشمس” على هامش المهرجان التثقيفي الصحي لمرضى السكري في شهر رمضان (صم رمضان بصحة وأمان) والذي نظمته الجمعية مساء أمس الأول في مركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية (سايتك) بالخبر أن سلوكيات الحياة الخاطئة والعادات الغذائية غير الصحيحة التي ينتهجها السعوديون شكلت ما نسبته 70 في المئة من أسباب ارتفاع نسبة الإصابة بالسكري والسمنة في السعودية، علاوة على قلة ممارسة الرياضة والتدخين، إلى جانب تناول السكريات والحلويات بكثرة وارتفاع نسبة الدهون في المأكولات.
صيام بلا استشارة
وعن أبرز المشاكل التي تواجه مرضى السكري خلال شهر رمضان قال: “معظم المشاكل على خلفية السنوات السابقة هي عدم استشارة مريض السكري لطبيبه قبل الصيام أو حتى الاستعانة بإخصائي تغذية، وهو الأمر المهم الذي يتهاون فيه كثير من المرضى؛ لأن مريض السكري يحتاج إلى تعديل بالأدوية إلى جانب الجرعات والأوقات، علاوة على تعديل الوجبات الغذائية ما يسهم في حدوث انخفاضات في فترات ما بعد الظهر، إلى جانب تناول بعض الأشخاص الطعام بشكل مستمر من بعد الإفطار إلى وقت السحور ما يؤدي إلى حدوث ارتفاعات لمستوى السكر خلال الليل وانخفاضات خلال النهار”.
مشيرا إلى أن صوم رمضان فرصة استثمارية لاكتساب عادات غذائية صحية، إلى جانب فرصة لمرضى السكري لعمل كنترول على نسبة السكر في الدم.
محاربة الانتشار
وأفاد فوتا بأن محاربة انتشار السكري تحتاج إلى تضافر كافة الجهود وهو الأمر الذي تقوم عليه الجمعية بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الصحة ومؤسسات المجتمع المدني ذات الصلة بالصحة العامة من خلال تنظيم هذه النوعية من المهرجانات التثقيفية والتي تتنوع بها طرائق التوعية وإيصال الرسالة عن طريق الترفيه والرسم وورش العمل، إلى جانب تنظيم المسرحيات واللقاءات الطبية، إضافة إلى تخصيص هاتف مجاني استشاري للمرضى تصل إليه مئات المكالمات يوميا خلال شهر رمضان تحديدا.
واشتمل المهرجان على عدة فعاليات تضمنت محاضرات توعوية ومعرضا غذائيا وللتسوق الصحي، إلى جانب تخصيص أركان لقياس مستوى السكر وضغط الدم ومؤشر كتلة الجسم للرجال وللنساء، إضافة إلى مسرحية واستعراض قصة نجاح أحد المرضى وتغلبهم على الصعوبات التي تواجه مريض السكري.
محظورات المريض
وعن محظورات الأكل في رمضان لمريض السكري، تجيب الدكتورة عفاف الصغير استشارية أمراض غدد صماء وسكري بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بأنه يجب على مريض السكري “عدم تناوله أطباق حلويات رمضان (شراب الفاكهة والعسل والمربيات والكيك والبسكويت)، لأنها تسبب ارتفاعا شديدا في مستوى سكر الدم، والإقلال من تناول الأغذية المحمرة بالزيت، كالسمبوسة والمطبق وغيرها لارتفاع محتواها من السعرات الحرارية، والأفضل اتباع المريض الحمية الغذائية الموصوفة له التي تسهم فيها الكربوهيدرات ب 50 - 55 في المئة، والدهون 30 - 35 في المئة، والبروتينات 10 - 15 في المئة، من السعرات الحرارية الكلية لجسمه، وضرورة تقيده بالكميات والمواعيد المحددة، وعدد وجبات طعامه خلال الفترة الممتدة بين الإفطار والسحور”.. مشيرة إلى ضرورة استعمال المريض جداول مبادلات الأغذية في اختيار مكونات أطباق طعامه المفضلة خلال شهر رمضان، واستعمال المريض الزيوت النباتية بدلا من الدهون الحيوانية في طعامه، حسب المقرر منها في الحمية الغذائية المحددة له، وعدم الإفراط في إضافة الملح إلى طعامه، وعدم تناول الأغذية المملحة لارتفاع فرص إصابته بأمراض القلب والدورة الدموية والسعرات الحرارية. أما معدل السكر الطبيعي خلال يوم رمضان فتؤكد أنه هو نفسه خلال الأيام الأخرى بين 90 و 120 ملجم / 100 ملليتر.