هنالك دوائر حكومية أحلامها أكبر من طموحاتها. هذا الشيء اكتشفته عند سفري للرياض من أجل مراجعة إحدى المعاملات، وعند سؤالي الموظف عن طريقة وآلية للرد، قال: كل ما عليك هو الاتصال على الهاتف وسنرد عليك “على طول”! عدت إلى مدينتي وانتظرت عدة أيام ثم اتصلت على الهاتف، وكررت اتصالاتي ولا حياة لمن تنادي، حتى اصبح لسان حالي: “ تكفون ردوا .. تكفون ردوا”، ولكن ما من مجيب.. انتظرت يوما.. يومين.. ثلاثة ولكن انتظاري لم يؤتِ نتيجة. اضطررت الى السفر والمعاناة مجددا للرياض وصرفت على التذاكر، والسكن مبلغا وقدره، من أجل هذه المعاملة التي ما إن ذهبت وسألت عنها حتى اخبرني الموظف ببرود - بأنها “طلعت للصادر”. الله! ما أغلى هذه الكلمة (طلعت للصادر) أخذت مني كل هذه المسافة من الهم. ليته أجابني على الهاتف وأبلغني بها بدلا من العناء الذي تكبدته.