بدت الحياة شبه متوقفة في البحرين، أمس، حيث أغلقت المدارس والجامعات والشركات والمصانع إثر دعوة الإضراب العام التي أطلقها المتظاهرون ضد الحكومة، فيما يسود توتر أمني غداة مواجهات قوية بينهم وبين السلطات في دوار اللؤلؤة بوسط العاصمة المنامة وبالقرب من مرفأ البحرين المالي، حيث يعتصم الآلاف منذ أسابيع للمطالبة بإصلاحات، ما أسفر عن سقوط عشرات الجرحى. وأغلقت جامعة البحرين، أمس، أبوابها غداة مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة عشرات الطلاب بجروح. واتهم ناشطون «بلطجية» بمهاجمة طلاب معتصمين معارضين للحكومة بالعصي والقضبان الحديدية. إلى ذلك بدأت بعض الدول في عمل إجراءات احترازية لحماية مواطنيها في البحرين فقد حذرت وزارة الخارجية البريطانية مواطنيها من السفر إلى البحرين لأي سبب نتيجة للاحتجاجات الجارية المناهضة للحكومة البحرينية. كما نصحت رعاياها الموجودين في البحرين بالبقاء في منازلهم حتى إشعار آخر. وطلبت منهم الحفاظ على مستوى عال من الوعي الأمني، خاصة في الأماكن العامة وعلى الطرق السريعة الرئيسية، وتجنب الحشود الكبيرة والمظاهرات. وفي إطار جهود التهدئة ناشدت إدارة الشؤون الإسلامية في وزارة العدل والشؤون الإسلامية في البحرين، أمس، جميع البحرينيين الوقوف معا لمواجهة الأخطار والتحديات، داعية رجال الدين لدفع الشارع إلى طاولة الحوار لحقن الدماء وحفظ الأمن. ودعت الإدارة في بيان نشرته وكالة أنباء البحرين أهل البحرين للمطالبة بكل ما نريد بلا إفراط أو تفريط، وأن تكون الكلمة واحدة لتجتمع القلوب ولا تتشتت الجهود وتضيع المكاسب. من جانب آخر أكد ولي العهد البحريني سلمان بن حمد آل خليفة الاستعداد لطرح مسألة توسيع صلاحيات مجلس النواب، مجددا الدعوة إلى البدء في الحوار الوطني. كما دعت كتلة المستقلين في مجلس النواب، العاهل البحريني إلى «اتخاذ الإجراءات اللازمة بفرض الأحكام العرفية وتدخل قوة دفاع البحرين من أجل حفظ أمن واستقرار الوطن، وحماية الممتلكات العامة والخاصة».