يبدو أننا نخطو خطوات متثاقلة في عالم الاحتراف الرياضي، ولا زلنا نقدم الرجل ونؤخر الأخرى في طريقنا نحو بناء ثقافة احترافية حقيقية؛ من شأنها رسم استراتيجية واضحة لكافة الأندية والرياضيين على حد سواء، بعد أن أصبح الاحتراف لدينا مجالا خصبا للشفاعة والوساطة والاجتماعات الفردية التي تتنافى مع كل الأنظمة الاحترافية والعقود الحافظة لحقوق اللاعبين ووكلائهم، خاصة بعد التغييرات القانونية في لوائح الاحتراف التي سنتها اللجنة المختصة في الاتحاد السعودي لكرة القدم أخيرا، والتعليمات الصارمة والواضحة لكافة الأندية بضرورة الالتزام والتقيد في كل ما من شأنه حفظ حقوق الأفراد. وبالأمس القريب أنهى نادي النصر مسلسل (السهلاوي) الطويل، ببداية جديدة لمسلسل (تراجيدي) آخر سيلقي حتما بظلاله على المشهد الرياضي المحلي ردحا من الزمن، ويعيدنا إلى أيام (مواعيد العرقوب) قبل تأسيس الاحتراف ودخوله الفعلي لرياضتنا، فعلى الرغم من انتهاء فصول هذه القصة التي أخذت شدا وجذبا بين الأطراف النصراوية ومسؤولي بني قادس، إلا أن كل المؤشرات والمعطيات تؤكد أن (السهلاوي) الخاسر الوحيد في هذه القضية، فالفائدة ذهبت لناديه السابق الذي أخذ كامل حقوقه (وكف يده)، وكذلك ناديه الحالي الذي سيستفيد من إمكانياته كمهاجم ثم يمارس عليه سلطته متى ما طالب السهلاوي بحقوقه كاملة وربما سيظهره أمام الجماهير النصراوية باللاعب الذي يلوي ذراع ناديه.. وسيجد نفسه وقتها وقع في مأزق يرغمه على تقديم بعض التنازلات والاستسلام لوعود قد تستمر حتى نهاية عقده الاحترافي. أنا هنا لا أشكك أبدا في عدم وفاء الإدارة النصراوية.. لكننا أمام سيناريو واضح ومرسوم.. فمبلغ الستة ملايين التي عجزت الإدارة عن دفعه الآن.. لن يكون متوفرا في 15 يونيو المقبل.. ولا ندري ربما يتحول إلى أقساط تدفع للاعب طوال سنوات عقده؟ ومن الواضح جدا أن النصراويين ركزوا على كيفية نقل خدمات السهلاوي لناديهم بأقل التكاليف.. لتذهب أحلام اللاعب في تأمين مستقبله.. تحت رحمة القادم من الأيام وهو الذي سينعكس سلبا على أدائه.. في خطوة غير احترافية أبدا تكشف جانبا من العوائق الواضحة التي تقف في وجه تطبيق الاحترام بحذافيره في رياضتنا.