منطقة مكة والعالم الأول

منذ أن أعلن أمير الإدارة والإبداع خالد الفيصل الخطة الاستراتيجية لتطوير منطقة مكة المكرمة بكافة محافظاتها والحديث عن هذه المنطقة وعن تلك الخطة الطموحة جداً لم ينقطع فالبعض يشيد ويحمل الثقة الكبيرة في تحقيق معطيات تلك الخطة الطموحة جدا وهؤلاء البعض ينطلقون في ثقتهم من خلال ادراكهم التام لحجم التطلعات التي يحملها أمير الإدارة والإبداع وحجم الدعم الهائل الذي تلقاه ممتداً من لدن خادم الحرمين الشريفين رعاه الله بالاضافة الى إدراكهم لحجم الجهد الذي بذله في إعداد تلك الخطة من خلال التشخيص الدقيق لواقع المنطقة وحجم الدراسات المستفيضة التي اعطيت لكل قضية من قضاياها.
أما المتشائمون فقد انطلقوا في تشاؤمهم من خلال خبراتهم السابقة في علاج قضايا المنطقة والتي لم يتحقق لها النجاح وحجم الفساد الإداري والمالي الذي مورس وأدى إلى عمليات الفشل المتتالية في إنجاز مشاريع التطوير فيها.
ولعلي هنا أميل إلى طرف المتفائلين بمستقبل واعد لأفضل وأهم وأقدس منطقة بوطننا الحبيب لمبررات أسردها ويأتي في مقدمتها أن الأمير خالد عندما كلف بإمارة المنطقة كانت مشبعة حتى التخمة بقضايا الفساد الإداري والمالي المستدام كقضية الصرف الصحي وقضية السيول بما تحمله من مشاريع فاشلة ومخططات فاسدة وبنية تحتية مفقودة لهذا الغرض ثم تأتي قضية العشوائيات المستعصية جداً ثم كانت قضايا البنية التحتية الأخرى كالجسور والانفاق والطرق السريعة التي كانت شبه مفقودة مما أدى الى اختناقات لا حدودلها كانت ستؤدي بالمدينة يوما ما إلى التوقف عن الحركة.
ولعل المتتبع لمعطيات ومنطلقات وآليات واجراءات الخطة الاستراتيجية وسير حركتها وفق خطة زمنية دقيقة ومتقنة بالرغم من حجم العوائق الكبيرة التي تواجهها إلا أن حسن الإدارة وحزمها يقف عند كل نقطة توقف لتكمل مسيرتها وهاهي المنطقة تبدأ في جني ثمرات تلك الخطة الكبيرة جدا فالصرف الصحي أوشك على الانتهاء علماً بأنه كان يمثل 85% من مساحة المدينة والجسور والانفاق أصبحت شبه منتهية وقضية نواتج السيول تعمل على قدم وساق والاصلاح الإداري والمالي لكافة المؤسسات بالمنطقة يعمل وفق رؤية الأمير المبدع.
وهاهي العاصمة المقدسة تزهو بمنجزاتها الإعجازية حول الحرم وكافة الطرق المؤدية إليه وهاهي محافظات المنطقة تزهو كل منها بمشاريعها الطموحة في مختلف المجالات وهاهي المنطقة المركزية الإدارية للادارات العامة بالمنطقة توشك على الانتهاء بالقرب من بوابة العاصمة المقدسة وهاهي المشاريع التنموية تسطع كل يوم وفي جانب آخر نجد أن تلك الخطة الطموحة لم تهمل الجوانب الثقافية والاجتماعية بل أعطتها جانباً كبيراً فهاهي المهرجانات الرائعة بكل محافظة من المحافظات وهاهي المقومات السياحية توشك على التفعيل في المستقبل القريب وهاهو مهرجان سوق عكاظ الثقافي التراثي يتنامى بصورة مذهلة وهاهو يعطي للمنطقة صورة براقة يرى فيه العالم أجمع حجم الحضارة والتراث والأدب لبلادنا الحبيبة وسيظل هذا المهرجان بدعم إدارته المتوثبة دائما ورعاية أمير الإدارة وتحت مظلة الرعاية الكبرى لخادم الحرمين الشريفين رعاه الله قائما يزداد زهوا وازدهارا عاما بعد آخر.
ولعلي في ظل تلك المعطيات السالفة الذكر أقول قول الواثق إن منطقة مكة المكرمة قريبا سوف تلحق بركب العالم الأول في منجزاتها وثقافتها وتراثها وسوف تكون حديث العالم بإذن الله فنسأل الله سبحانه أن يديم لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والنائب الثاني وأمير المنطقة أمير الإبداع كي يتحقق لهذا الوطن صورة ساطعة من علامات الإبداع تحت مظلتهم جميعا والله تعالى من وراء القصد.