** في مجتمعنا يكون الصيف فيلما مثيرا .. يختلف باختلاف السحنة البشرية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية.. يتجهز الجميع للصيف بطرق مختلفة.. الغالبية يتجهون إلى (الديرة).. القلاع التاريخية الجافة.. موطن الجذور.. هجرة.. قرية.. بلدة.. أو مكان ب(معالم) ذكريات. ** تمثل الديرة مجموعة خاصة من البشر .. اسمهم : (الجماعة) .. عددهم يزيد .. انتشر الطب الحديث.. قلّ الموت.. رغم خسارة البلد .. آلاف القتلى من حوادث السيارات.. يزيد تلاحم الجماعة مع مناسبات عزاء الحوادث.. يتسبب في حدوثها ارتفاع حرارة الجهل.. والتجاهل.. هل يعود هذا إلى رخص الإنسان.. في زمن الفحش الحراري العالمي.. عندما يقتل آلاف البشر.. ب(اسم) الديمقراطية وتحرير الشعوب من زعمائها؟! ** مع الجماعة.. سنقضي الصيف هذا العام.. مقولة متداولة بين الناس، أمثال كاتبكم.. استلمت الدعوات.. لحضور مناسبات زواج أبناء وبنات الجماعة.. يحفظهم الله.. هذه أنشطة الصيف الرئيسية في الديرة. ** تلبية الدعوة واجبة للمشاركة في فعاليات (عزائم) الصيف.. موسم الزواج.. والطلاق.. والإنجاب.. موسم الخسائر.. ونتائج قبول الطلاب في الجامعات.. موسم التنقلات والحوادث.. موسم المحادثات والتنازلات.. وموسم الشخير العربي العظيم. ** سفريات عبر محطات متناثرة.. من مدينة إلى أخرى.. حتى الوصول إلى (الباحة).. أرخبيل الأهل والأجداد.. يعتلي قمة جبل نافر الصخور والتضاريس.. كان جدي يمتطيه بجانب جماعته.. بقي مرجعا نرحل صوبه مع كل صيف.. وهكذا البقية مع كل (ديرة). ** في الصيف .. تصبح النساء مشكلة الرجال.. لا يهم ارتفاع حرارة الطقس.. المشكلة في ارتفاع فواتير طلباتهن.. بكل فئاتهن العمرية.. معنيات بتنشيط حفلات أعراس الصيف ومناسباته. ** يبدأ العمل بفنون الخسائر .. وتقليعة أسمائها.. هذه تريد فستان (سلم على الغالي).. وتلك تريد فستان (أكلك منين يا بطة).. وأخرى تريد قماش (خليك بالبيت).. وهناك من تبحث عن فستان (أرنب نط).. بالإضافة إلى تقليعة (لقمة القاضي).. وحذاء (رايس). ** وهناك التسريحات .. مجال للإبداع العربي .. إعجاز على جميع الأصعدة.. خاصة السعي للحصول على تسريحة (رايس) في ميادين القتال.. البعض يفضلها نافرة من كل حتة. ** تحتاج الطلبات إلى ميزانية البيت الأبيض .. والأزرق السويسرية.. يبدأ رب الأسرة يغلي على صفيح الحاجة.. تترهل الجيوب .. بجانب فواتير تليفونات النساء. ** جميع النساء يسعين إلى تحقيق حلمهن بالتقليل من هيبة العروس وجمالها.. يدخلن في منافسة غير بريئة.. تدرك العروس ذلك.. كنتيجة، تشط للتميز والإبهار.. تتجه إلى تقليعات التسريحات والأزياء والأصباغ.. تصبح العروس جدارا يتم بناؤه وتلوينه أول الليل.. ثم يتم تحطيمه آخر الليل.. لينكشف المستور.. وهكذا الجميع. ** يذهب الرجل إلى أحضان النوم .. مع بداية مرحلة تكسير النساء للأصباغ.. لاستعادة هياكلهن الطبيعية.. ينام الرجال فورا.. ليس حبا في النوم.. ولكن هربا من تأثير واقع التزييف.. وميزانية النفاق.. يأخذون بقانون الديرة : إذا كثرت همومك نم. ** ولأن الهموم كثيرة، نعيش كرجال حالة نوم.. تبدأ من أول يوم زواج.. لا تنتهي إلا مع آخر نفس في الحياة.. ننعم بعدها بنوم سرمدي.. نوم خير وبركة.. أنجزنا الكثير من أعمال الخير لجميع أنحاء العالم.. المنتجين.. والمصنعين.. والمروجين.. والمستعمرين.. تحملنا كل النفقات.. وكذلك تجارب نجاحها وفشلها. ** وفي هذا السياق، هناك نصيحة (خنفشارية).. لجميع سكان الصيف برا وبحرا وجوا.. تجنبوا جميع احتفالات الزواج.. وعلى جميع الأصعدة.. الظاهرة والمخفية.. إذا تعذر تنفيذ النصيحة.. فهناك أمل آخر .. على الرجال إرسال نداء إلى مجلس الأمن .. ليدرج كل لوازم القهر في الأعراس، ولوازم مشاركة المدعوات.. ضمن أسلحة الدمار الشامل.. وبهذا نرتاح كرجال من خزعبلات الإذلال والقهر والعبودية.. حتى تلبية دعوة لزواج.. تشكل في بعضها خراب الكثير من البيوت.. وهل هناك عاقل يحاول (مناقرة) الأغنياء؟! ** هكذا النساء في الصيف.. حمل وعبء.. يتجاهلن شعار الرجال العظيم : مد رجلك على قد لحافك.. يجلس الرجل أمام مقود السيارة ليكتشف مكانته.. مجرد سائق وصرّاف.. يتم توجيهه إلى نقاط يجهلها. ** قيادة النساء للسيارة رحمة وخير.. خاصة في الصيف.. ولكن هل سيكون للسيارة نظارة شمسية.. ماذا سيكون لون المصابيح.. ولون المقاعد.. والاهم لون السيارة.. ربما يكون هناك ألوان ل(الكفرات).. ربما يتم زرع شعر طويل على سقف السيارة.. لوضع تسريحة صيفية خاصة لكل سيارة. ** مقارنة بما تفعله أمريكا بنا كرجال عرب.. نجدها في النهاية ارحم من فعل نسائنا بنا.. أمريكا تتمنى لنا الديمقراطية على حد زعمها.. أما نساؤنا.. فيتمنين لنا أشياء لا نحبها.. ولا تحبها أمريكا.