(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي: فزعتك يا دكتور: انا شاب في الثالثة والثلاثين من عمري متزوج ولدي اربع اطفال ولكن كرهت زوجتي لدرجة بأنني لاأستطيع ان اعيش معها تحت سقف واحد وهي الأن لها مايقارب 6 اشهر وهي في بيت اهلها وتعود القصة الى مايقارب 9 سنوات وهي بدايت زواجنا فوالله لم اقتنع بها من اول ليلة من زواجنا على رغم جمالها الفاتن واخلاقها الطيبة مع الناس واهلي ولكن سبحان الله لم اتقبلها ابدا وصبرت ومرت السنين وانا احاول أن اتعايش معاها ولكن للاسف كل يوم تزيد ألامي وجروحي لم نستطع ان نتفاهم كانت شبه عنيدة وتفتقر الى الاسلوب والتعامل الجيد معاي يادكتور هي ابنت عمي وكان هذا السبب الاكبر لصبري عليها وقبل سنتين انهارت اعصابي ودخلت في مرحلة اكتئاب شديد حتى نقص وزني مايقارب 25 كيلو ودخلت في دوامة من البكاء وانعدام شهية الاكل والهروب من المجتمع وغير ذلك من مالا يطاق ذكره وبقيت مايقارب العام وانا على هذه الحال وراجعت اطباء نفسيين وشيوخ لرقية وانا اعرف في قرارت نفسي السبب الحقيقي ومن ثم استخدمت عقار اسمه (لوسترال) وبدأت في التحسن ولكن مازال الكره موجود والخوف من الانتكاسة ترهق تفكيري والان يادكتور اعيش في الم افكر في الطلاق تارة فأخاف على اطفالي ولكن اخشى ان اضحي بنفسي وعافيتي فلا استطيع أن انفع اطفالي ولا انفع نفسي مع العلم بأنني لم اقصر ابدا ولا اغيب عنهم بل كل يوم ازورهم وانا افضل كذا من وجودها معاي شكرا يادكتور وانتضر الرد الاستشارة أخي الكريم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فقد سرني كثيراً ما لمسته في شخصيتك الكريمة التي تميزت بكثير من العقل والروية والنظر في عواقب الأمور، وما تتحلى به من صبر وحكمة في التعامل مع الأمور والمشكلات الأسرية والزوجية، وهذا وغيره من الصفات التي تحمله دلالة على أن هذه المشكلة والأزمة التي تمر بها سوف تنفرج بإذن الله تعالى. أخي الكريم: تشير لي في رسالتك أنك منذ أول ليلة دخلت فيها على زوجتك، جاك شعور نفسي بعدم القناعة بهذه الزوجة، بالرغم مما تتميز به من جمال وأخلاق، وقد حاولت التعايش معها ما يقارب من (9) سنوات، ولكن للأسف لم تتبدل تلك القناعة، وقد نتج عن عدم قناعتك بزوجتك للأسباب التي ذكرته أن إنهارت أعصابك ودخلت في حالة اكتئاب وراجعت الأطباء النفسيين وتناولت العلاج الطبي النفسي, ولكن الأمر لا يزال وهو عدم حبك لزوجتك، وعدم قناعتك بها، وأنت الآن تعيش في ألم وتفكر في الطلاق، ولكنك تخاف على أطفالك، وتريد الحل. أخي الكريم: لن أقول لك لو أنك فعلت كذا وكذا ... لأن المشكلة صارت ... ونحن الآن نبحث عن الحلول الممكنة التي يمكن تطبيقها بأقل الخسائر. (1) ليس الطلاق هو الحل الأول ... ولكنه هو الحل الأخير ... فلا تفكر الآن في الطلاق ودعنا نفكر في الحلول الأخرى غير الطلاق، وهي كثيرة جدا. (2) أحياناً قد يكون عدم قناعة الزوج بزوجته لأسباب تقع فيها الزوجة وهي لا تدري عنها، فمثلاً قد الزوجة تمارس سلوكا معيناً هي تشعر أنه طبيعي والزوج لا يعتبره طبيعي، ولو علمت الزوجة بأن زوجها لا يحب هذا السلوك فقد تتركه وتبتعد عنه. إذن: أقول: انظر إلى الأشياء التي في زوجتك وأنت ترى أنه سبب في عدم حبك لها أو سبب في بعدك عنها، وقل: يا زوجتي ويا أم أطفالي أنت تفعلين كذا وكذا أو تقولين كذا وكذا وأنا لا أحب هذا الفعل وهذا السلوك. واعتقد أن الزوجة إذا كانت تحب زوجها فأنها ستحاول جاهدة على ترك السلوك الذي لا يحبه زوجها وممارسة السلوك الذي يحبه. إذن إبداء بهذا الأمر إن لم تكن قد بدئت به. (3) زوجتك الآن عند أهلها مدة (6) أشهر، لعل هذه الفترة كافية في تحريك العواطف القلبية نحو كل منكما للآخر، فهل شعرت برغبة أو تغير في مشاعرك نحو زوجتك. إن كان نعم فأعلم أن الأمر بإذن الله سوف ينفرج قريباً لأن هناك اشتياق وحب في قلبك لزوجتك يحتاج فقط إلى تحريك وتنشيط منك ومنها. حاول أن تحرك مشاعر الحب في قلبك تجاه زوجتك، قلها كلامات حب ولو مجاملة في البداية، قدم لها هدية ولو بسيطة. اذهب بها إلى مكان قريب لوحدكما وتبادلا الحديث واقضيا بعض الحاجات اللازمة، ولا تتكلما في المشكلات بينكما. فقط تكلما كلام عام في الأطفال وغيره، ثم عودا مرة ثانية إلى بيت أهلها. كرر هذه الطريقة أكثر من مرة فقد يكون في ذلك تقريب لبعضكما البعض. وخصوصاً أنك تقول: كل يوم أزورهم وأنا أفضل كذا من وجودها معاي. (4) الحب بين الزوجين صفة جميلة ورائعة وتؤدي إلى السعادة الزوجية، ولكن ليس الحب شرط أساسي لاستمرار الحياة الزوجية وبقائها، فهناك الكثير من البيوت والأسر عاشت وتعيش بدون حب، كيف؟ تعيش لأجل المصلحة والحاجة والنظر في مستقبل الأمور. بحيث يقوم كل طرف بواجبه نحو الطرف الآخر. ماذا تعني؟ أعني يا أخي الكريم: قد لا يكون في قلبك حب لزوجتك، وقد يكون أو لا يكون في قلبها حب لك، ولكن هل معنى هذا أن ننهي حياتنا الزوجية. لا !! فلتستمر حياتنا الزوجية، ونسعى أنا وهي أن نقوم بواجباتنا ونحقق مصالحة أطفالنا، ومصلحة أسرتنا الكريمة. (5) أحياناً نشغل أنفسنا كثيرا وكثيرا بالتفكير السلبي نحو أنفسنا ونحو زوجاتنا ونحو أسرنا ولا نشغل جزءاً من تفكيرنا بالتفكير الإيجابي نحو أنفسنا وزوجاتنا وأسرنا.... ماذا تقصد ؟؟؟ أقصد أنه بإمكانك أن تشغل نفسك باهتمامات أخرى. فكر كثيرا في أهلك (أمك أبيك ....) وفكر كثيرا في عملك ووظيفتك، وفكر كثيرا في تجارتك وتأمين مستقبلك المادي والمعيشي، وفكر كثيرا في تطوير مهاراتك وقدراتك، وقبل ذلك أشغل نفسك كثيرا بالطاعات والعبادات. لماذا؟ ... أقول لك: لأنك إذا أشغلت نفسك كثيرا في هذه الأمور التكفير الإيجابي سوف يقل في حيز تفكيرك التفكير السلبي (النظرة إلى الأمور السلبية)، ولن تنظر إلى السلبيات، وسوف تسعد كثيرا لأنك تحس أن ما حولك هو إيجابي ومفيد, ومن ذلك أن تفكر في إيجابيات زوجتك قبل سلبياتها. (6) ليس هناك خطان فقط زواج أم طلاق، هناك خط ثالث في الشرع الحكيم، قد تمارس بعض الحلول التي ذكرتها لك ولكن لم تجدي، فليس الطلاق هو الحل. يعني: إن كنت لم تشعر بقرب أكثر نحو زوجتك ولم تشعر بحبها فيمكنك الزواج بزوجة ثانية مع الإبقاء على هذه الزوجة، وزواجك بزوجة ثانية مع استمرارك مع الأولى سوف يسهم في محافظتك على تربية أولادك وقربك منهم، وفي نفس الوقت قد يدعو زوجتك الثانية إلى تعديل بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تكون تمارسها. (7) بعد هذا وهذا وهذا إلى (6) ننتقل إلى (7) والذي أقصدها أنك قمت بكل ما سبق وغيره من المحاولات لأجل أن تصلح أوضاع أسرتك الكريمة، فيمكنك أن تلجأ إلى الطلاق وهو آخر الحلول: ولكن طلق طلقة واحدة ... يمكنك بعدها مراجعة زوجتك عندما تشعر بتغير نفسيتك نحوها إلى الأفضل. ولكن لا تطلق طلاق نهائي إلا بعد هذه المحاولات وبعد عرض الأمر مرة أخرى في استشارة قادمة. أخيرا: أكثر من الدعوات خلال الصلوات وأوقات الإجابة أن يصلح الله أمرك ويؤلف بينك وبين زوجتك، وأتمنى لك استقرار زوجي، ولا تنس أن تتواصل معي بعد ما تقوم بهذه الحلول. وفقك الله ورعاك المستشار الأسري والاجتماعي د. حمد بن عبدالله القميزي 8 – 6 – 1432ه يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق