انتخب المجلس الوطني السوري المعارض الناشط الكردي عبد الباسط سيدا زعيماً له خلال اجتماع عُقد في مدينة إسطنبول التركية في ساعة من مبكرة من فجر اليوم الأحد. وكان سيدا المرشح الوحيد لرئاسة المجلس خلال اجتماع لثلاثة وثلاثين عضواً في الأمانة العامة للمجلس. ويعيش سيدا في المنفى في السويد منذ سنوات كثيرة. وقالت مصادر المعارضة إن انتخاب سيدا قد يساعد على اجتذاب تأييد مزيد من الأكراد للانتفاضة المستمرة منذ 15 شهراً. ويبلغ عدد الأكراد مليون نسمة في سوريا التي يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة. وقال سيدا إن أهم أولوياته ستكون توسيع المجلس وإجراء محادثات مع شخصيات المعارضة الأخرى لضمّها إلى المجلس الذي يتهمه البعض بسيطرة الإسلاميين عليه. وقال ل "رويترز" إن المهمة الأساسية الآن هي إصلاح المجلس وإعادة هيكلته. وقال بسام إسحق عضو الأمانة العامة للمجلس إن سيدا انتخب لتحقيق مطالب من داخل المجلس ومن جانب المعارضة داخل سوريا، إضافة إلى القوى الدولية لجعل المجلس أكثر ديمقراطية. وأضاف أن سيدا سيعمل على عقد اجتماع لكل أعضاء المجلس بعد شهر قد يتم خلاله انتخاب أمانة عامة جديدة ورئيس جديد ما قد يجعل سيدا زعيماً مؤقتاً. وتفجّرت خلافات علنية بين الأعضاء الأكراد في المجلس الوطني السوري وباقي أعضاء المجلس بشأن قضية حقوق الأكراد وما إذا كانت سوريا ما بعد الأسد ستبنى حول هيكل اتحادي مشابه لما هو موجود في العراق. وسيخلف سيدا البالغ من العمر 56 عاماً برهان غليون، وهو شخصية ليبرالية معارضة رأس المجلس منذ إنشائه في أغسطس / آب من العام الماضي. وتعرّض غليون وهو منفي آخر يعيش في باريس لانتقاداتٍ لجعله رئاسته للمجلس تجدد بشكل مستمر، في الوقت الذي يُفترض فيه أن المجلس يمثل بديلاً ديمقراطياً للحكم الاستبدادي للرئيس بشار الأسد. وأشارت في بادئ الأمر جماعة الإخوان المسلمين وهي أكثر الأطراف تأثيراً في المجلس، إلى أنها تريد بقاء غليون رئيساً، لكنها اختارت بعد ذلك دعم سيدا بعد أن أبدى ناشطو المعارضة داخل سوريا اعتراضهم على غليون في أعقاب تجديد رئاسته للمجلس لثالث مرة الشهر الماضي. وهدّد أيضا أديب الشيشكلي العضو المؤسس للمجلس الوطني السوري بالاستقالة إذا ظل غليون رئيساً. وتتفجر مظاهرات ضد حكم الأسد بشكل منتظم في المناطق الكردية من سوريا، ولكن ليس بكثافة الاحتجاجات التي تشهدها مناطق أخرى في البلاد. وربما يعود هذا إلى حد ما إلى دعم الأسد لحزب العمال الكردستاني المسلح الذي يشتبه بأنه وراء اغتيال عديد من الشخصيات الكردية المعارضة للأسد منذ بدء الثورة في مارس 2011. وفي سياق متصل، اتهم شاؤول موفاز نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، الرئيس السوري بشار الأسد، اليوم الأحد، بارتكاب إبادة جماعية خلال قمع الانتفاضة المستمرة منذ 15 شهراً في انتقادٍ حادٍ غير معتاد من إسرائيل لسوريا. كما انتقد موفاز روسيا لتسليحها دمشق وكرّر مطالب إسرائيل بالتدخل العسكري الدولي للإطاحة بالأسد على غرار ما حدث من تدخل العام الماضي في ليبيا. وكانت إسرائيل حتى وقت قريب تتلكأ في الدعوة لسقوط الأسد توجساً من تدهور الاضطرابات في سوريا. وقال موفاز خلال مقابلة مع راديو الجيش "هناك جريمة ضد الإنسانية.. إبادة جماعية ترتكب في سوريا اليوم. وصمت قوى العالم يتناقض مع المنطق الإنساني برمته". ومضى يقول إن قوى العالم "تكتفي فقط بالإدانة المتراخية" بدلا من التدخل للإطاحة بالأسد. وأضاف موفاز "الأسوأ من ذلك هو موقف روسيا.. التي أدانت بالكاد المذابح بينما واصلت تسليح نظام الأسد الإجرامي. على أفضل تقدير هذه عدم مسؤولية وعلى أسوأ تقدير هذه مشاركة في القتل". وقال موفاز وهو جنرال سابق ومنتمٍ لتيار الوسط وانضم إلى الائتلاف المحافظ الذي يرأسه بنيامين نتنياهو الشهر الماضي: إن إسرائيل أمامها خيارات محدودة فيما يتعلق بسوريا لكن يتعين عليها الضغط من أجل اتخاذ إجراء دولي. وتابع: "علينا أن نشرك الغرب. لا بد أن نجعل صوتنا مسموعا. هذه المذابح ترتكب على مسافة ليست ببعيدة عن الحدود الإسرائيلية". وأردف قائلاً: "لا يمكننا المشاركة لأسباب مفهومة. لكني أعتقد أن الغرب بقيادة الولاياتالمتحدة من مصلحته السيطرة على الوضع بحيث لا ترتكب إبادة جماعية". وفي مقابلة أخرى مع راديو إسرائيل قال داني يعلون نائب وزير الخارجية: إن حكومة نتنياهو مستعدة لمساعدة السوريين الذين يلجؤون إلى الأردن ودول أخرى لها روابط بإسرائيل.