صور مقطع فيديو بثته قناة العربية وقوع قرابة 300 حاج إيراني في مخالفة تعليمات التفويج المحددة؛ ما تسبب بحادثة التدافع في شارع 204 بمشعر منى. وبحسب التقرير الذي كشفه مسؤول في مؤسسة مطوفي حجاج إيران، ل "الشرق الأوسط"، فإن "نحو 300 حاج إيراني تحركوا من مزدلفة صباح العيد مباشرة لرمي الجمرات، وهؤلاء لم يذهبوا مباشرة إلى المخيمات المخصصة لوضع أمتعتهم وانتظار موعد التفويج، بل عكسوا الاتجاه في شارع 204، كما أنهم -بحسب تأكيد المسؤول- قرروا العودة في الاتجاه المعاكس، بعد رمي جمرة العقبة، ما تزامن مع خروج بعثات أخرى حسب جدولها الزمني المخصص لرمي الجمرات، ونتج عن ذلك اصطدام مباشر مع الكتل البشرية".
وأوضح أن "المجموعة توقفت قليلاً ولم تتحرك باتجاه آخر، ما ساعد في الضغط ودفع الحجاج للخروج من طريق لا يزيد عرضه على 20 مترا".
وأضاف المصدر أن "ما نتج لا يدخل ضمن عملية التدافع أو الازدحام، بل تحت ما يسمى بالارتداد العكسي، الذي تكون له نتائج سلبية كبيرة".
وقال التقرير إنه وفقا لنظام مؤسسات الطوافة الذي أقرته الجهات المعنية المشرفة على الحج بالتنسيق مع كافة الجهات، يجب أن تلتزم مؤسسات الطوافة بعملية نفرة الحجيج من مزدلفة إلى منى، وعند الوصول إلى منى يدخل جميع الحجاج، الذين بلغ عددهم هذا العام أكثر من 1.3 مليون حاج، إلى مقراتهم (الخيام)، بهدف إراحة الحجاج وإعطائهم فرصة لاستعادة قواهم بعد رحلة العودة من مزدلفة، وبعد ذلك تقسم هذه الكتل إلى مجاميع بشرية تنتظر وتنسق مع رؤساء مكاتب البعثات، والمشرفين المطوفين، للاستعداد للتوجه لرمي الجمرات، بحسب ما هو مخطط لكل مؤسسة طوافة التي تعلم متى تبدأ في تفويج حجاجها، وهذا ينطبق على البعثة الإيرانية المقيدة وفق نظام الحملات المعمول به لعموم الحجاج.
وكان إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب في خطبة الجمعة قد رد علي محاولات إيران تسييس الحادثة، إذ اعتبر تصريحاتها مثيرة للسخرية، وقال: "من السخرية المريرة أن يصطنع النواح على "شهداء منى" من له تاريخ إجرامي في الإلحاد في الحرم بقتل وتفجير فيه وإدخال أسلحة وترويع للحجاج وتهديد للحجيج ومحاولات لصد الناس عنه".
وأردف: "ومن عجائب متصنعي البكاء علي أرواح المسلمين ومظهري الحرص علي دمائهم أنهم هم الذين يبعثون عشرات الميليشيات في العراق وفي اليمن وسوريا لقتل مئات الألوف من المسلمين، وتهجير الملايين، ولتخزين المستودعات الضخمة للأسلحة في كثير من بلاد المسلمين".