كشفت مصادر موثوقة ل "سبق" عن الأسباب الحقيقية وراء قرار مجلس إدارة مؤسسة "عكاظ", وقف إصدار مجلة "رؤى", وتسريح جميع العاملين فيها, وعزت المصادر القرار إلى الخسارة المادية الكبيرة للمجلة, وتحولها إلى عبء مادي كبير على المؤسسة, بسبب فشل سياسة التسويق الإعلاني لها, رغم الارتفاع النسبي في معدلات التوزيع. وقال رئيس تحرير "رؤى" الدكتور عبد العزيز قاسم في حديث ل "سبق": إن مجلس إدارة "عكاظ" قرر فعلاً وقف المجلة, وعزا ذلك إلى الخسائر المادية, مضيفاً أن جميع العاملين المثبتين في المجلة استلموا حقوقهم, وقد اجتمع بهم الأستاذ أحمد البطاح المسؤول الإداري ووعد باستيعابهم في المؤسسة، أما المتعاونون فقد انتهت صلتهم ب "عكاظ ", فجميعهم وهم قرابة العشرة يعملون في أماكن أخرى. ونفى "قاسم" أن يكون توزيع المجلة هبط في عهد رئاسته للتحرير, التي قاربت العامين وقال: بالعكس التوزيع ارتفع بمعدل أربعة أضعاف عن وقت ما استلمتها, وقد قفزت بالمجلة من المرتبة ال 11 في التوزيع بين المجلات النسائية في المملكة إلى المرتبة الرابعة، بحسب مراكز أبحاث متخصصة. وعزا "قاسم" الخسارة بسبب قسم التسويق الذي لم يواكب ارتفاع التوزيع، وكان السوق الإعلاني للمجلات في تراجع شديد. وقال قاسم: إنه أبلغ رسمياً بقرار وقف المجلة يوم الخميس الماضي, والعاملون أبلغوا يوم أمس السبت. وأضاف انه لم يندم على خوض تجربة رئاسة تحرير مجلة نسائية أثير حولها جدل كثير, خاصة في الأوساط المحافظة, وقال: "كانت تجربة مثيرة ومهنية, وأفادتني كثيراً جداً، وحققت كل أهدافي المهنية والقيمية", واعترف بأنه قابل صعوبات كثيرة ولكنها لم تؤثر على مهنيته. وأضاف: "شرفت بإسناد رئاسة تحرير المجلة من قبل رئيس مجلس الإدارة الدكتور ساعد العرابي الحارثي, وأنا أشكره على ثقته فيّ, وقد بذلت قصارى جهدي بأقل الإمكانات التي لم تتوافر لي بشكل كبير مثلما توافرت لمن قبلي من رؤساء التحرير". وعن تحفظ التيار المحافظ الذي يحسب "قاسم" عليه، من قبوله رئاسة تحرير "رؤى" ونشرها صور النساء, قال: فعلاً، نالتني سهام النقد الشديد من قبل كثير من الشرعيين، ولكنهم لم يعلموا بأنني استشرت أكثر من 20 طالب علم شرعي من خلص الأصدقاء، وكذلك إعلاميين محافظين, وأيّد معظمهم قبولي المنصب, رغم إعلامهم بأنني لا يمكن أن أزيل صور النساء وصفحات الجمال, بل جلّ ما أفعله أنني سأخفف منهما وأتجه بالمجلة لمناقشة قضايا المرأة السعودية الحقيقية، وأكرمني معظمهم بقولهم: إن الشريعة أتت بتخفيف المفاسد، وطالما دخلت بهذه النية فأنت مأجور حتى لو لم تستطع إزالة الفساد كاملاً منها، وثمة فرق بين أن ترأس مجلة قائمة لتخفيف فسادها وإصلاحها وبين أن تنشئ مجلة جديدة، ففي هذا الحالة لا يجوز ذلك، وذهب أستاذنا محمد صلاح الدين، شفاه الله، إلى أنني سآثم إن لم أترأس تحريرها لأنها ستذهب لآخر يزيد الفساد. وقاللقاسم: إن عقود العاملين قد أنهيت، ووُعدنا من قبل المدير العام أن يتم استيعاب الموظفين الرسميين، وقد أعطي الجميع حقوقهم المادية بما فيها فترة الشهر المنصوص عليها في العقد, وكذلك جميع المكافآت للمعينين والمتعاونين، ووجه شكره الكبير لمعالي الدكتور ساعد العرابي الحارثي والدكتور وليد قطان على المعاملة الراقية والدعم اللامتناهي منهما، وهو يتفهم هذا القرار. وعن وجهته المستقبلية قال "قاسم": رفضت ثلاثة عروض كبيرة أثناء تسنمي رئاسة "رؤى" ورفضتها لأنني وعدت معالي الدكتور ساعد والدكتور وليد بألا أتخلى عن المجلة، وقد واجهت ظروفاً أسرية صعبة جداً، ولكني التزمت بوعدي لهما، والآن وبرغم أن مؤسسة "عكاظ" متمسكة بي، وأنا أبادلها ذلك الحب والولاء لما قامت به من تعامل راق وكريم معي, ولكن ربما تكون وجهتي القادمة فضائية بعد نجاح تجربة "البيان التالي" في قناة دليل, مؤكداً أن "سبق" ستكون أول من يعلم بخطوته القادمة.