سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالعزيز بن عياف: ملتقى "خير أمة" نموذج للشراكة الفاعلة بين الهيئة والقطاعات الحكومية وكيل وزارة الداخلية: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ركن من أركان الدولة
برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، ينطلق بعد غد الثلاثاء، بمركز معارض الرياض الدولي، فعاليات الملتقى السنوي الثالث "خير أمة" (1432ه) الذي ينظمه فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض وترعاه الكترونيا "سبق"، ويستمر حتى 27 من محرم تحت شعار "الشراكة في تعزيز القيم"، فيما تتضمن فعالياته لقاءات مفتوحة ومحاضرات ودورات تدريبية، فضلاً عن الأنشطة النسائية. وبهذه المناسبة، هنأ الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف، أمين منطقة الرياض، الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ممثلة في فرع منطقة الرياض، بمناسبة انعقاد الملتقى، متوقعاً أن يأتي امتداداً لنجاح الملتقيات السابقة وما حققته من فوائد جليلة. وقال العياف: إن مدينة الرياض تمثل نموذجاً حياً للشراكة الفعالة والتعاون البناء بين كل الأجهزة والجهات الحكومية والقطاع الخاص لتحقيق الرؤى الإستراتيجية والتطلعات المستقبلية للمدينة، وذلك بفضل الله أولاً، ثم التوجيهات السديدة والرؤى الثاقبة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. ونوه أمين منطقة الرياض برؤى الأمير سلمان وتوجيهاته لتحقيق الشراكة بين الهيئة وكل الجهات والقطاعات الحكومية المعنية للقيام بالمهام والواجبات المنوطة بها، مشيراً إلى حرص أمانة منطقة الرياض على تمثل هذه الشراكة في المناشط والفعاليات والمشاريع كافة، سواء ما يتعلق بالمرافق البلدية من حدائق ومتنزهات وساحات، أو ما يتعلق بالاحتفالات والمناسبات التي تقيمها الأمانة، والتي شهدت تعاوناً حقيقياً وشراكة فاعلة لتعزيز المحافظة على قيم المجتمع المرعية والآداب العامة. من جانبه، وصف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب، إقامة الملتقى بأنه يؤكد النهج المبارك الذي تنتهجه هذه البلاد بتوجيه ودعم مبارك من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني. وقال ما من شك فإن مثل هذه الفعاليات الخيرة تؤكد مبدأ الشراكة في تعزيز القيم الطيبة السامية بين أبناء الوطن ومؤسساته وقطاعاته المختلفة برعاية ودعم حكومتنا الرشيدة، مبيناً أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب هي القطاع المباشر المعني بالشباب وتسهم في تأكيد تلك القيم النبيلة والمعاني السامية للدين الإسلامي الذي جاء رحمة للبلاد والعباد. وقال: "سعياً من الرئاسة العامة لرعاية الشباب في إشاعة شعائر الدين العظيمة؛ فإنها لا تألو جهداً في المشاركة في كل الفعاليات والنشاطات ذات الأهداف السامية والنبيلة، وما مشاركة الرئاسة كل عام في معرض وسائل الدعوة إلى الله "كن داعياً" وتعاونها مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تحقيق الأهداف المباركة لشعيرة الحسبة؛ إلا نماذج لحرص واهتمام الرئاسة وتفعيل أدوارها في التوعية والتوجيه والإرشاد". من ناحية أخرى، ثمن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز، نائب الرئيس العام لرعاية الشباب، الجهود الخيّرة التي تبذلها الهيئة بقيادة رئيسها العام الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين وكل معاونيه من رجال الحسبة، داعياً الله العلي القدير أن يكلل جهودهم بالتوفيق والسداد؛ حفاظاً على قيم هذه البلاد الطاهرة، وتأصيلاً لجمالية الأخلاق والقيم القرآنية في المجتمع السعودي. وأكد الأمير نواف أن منهج القرآن الكريم هو دستور هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، وهو ما سار عليه أبناؤه من بعده، مبيناً أنه منهج فريد تستمد منه البشرية طريق الهدى في هذه الحياة، حيث وضع القرآن المنهج الدائم لحياة إنسانية متجددة، وحمل الكثير من التعاليم الدالة على القيم الأخلاقية والمثل العليا في المجتمعات الإنسانية، مشيراً إلى أن هذه القيم باتت مهددة نتيجة الصراع بين التطور الإنساني الذي بات لاهثاً وراء ركب التقدم التقني وبين القيم والأخلاق القرآنية التي تسهم في ترابط المجتمع وتكافله. وقال الأمير نواف: إن الدولة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، تحرص على ترسيخ هذه القيم والمثل في كل ما تقوم به، مبيناً أن هذا الأمر يبرز من واقع نظرة سريعة على الأهداف العامة لخطة التنمية الثامنة للدولة، إذ تحدد الهدف الأول في هذه الخطة في ضرورة المحافظة على التعاليم والقيم الإسلامية، وتعزيز الوحدة الوطنية، والأمن الوطني، والاستقرار الاجتماعي، وترسيخ هوية المملكة. وبدوره، أشاد الدكتور أحمد بن محمد السالم، وكيل وزارة الداخلية، بجهود فرع الهيئة بمنطقة الرياض في الارتقاء بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال: "لقد أدرك مؤسس هذه البلاد – رحمه الله - وأبناؤه أهمية شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعملوا وأمروا بالعمل بها، وجعلوها جزءاً من النظام الأساسي للحكم في البلاد، فقد نصت المادة الثالثة والعشرون، الباب الخامس منه على الآتي: "تحمي الدولة عقيدة الإسلام وتطبق شريعته، وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتقوم بواجب الدعوة إلى الله، فأصبح الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر جزءاً لا يتجزأ من كيان هذه الدولة، أفردت له جهازاً مستقلاً يتمتع بالصلاحيات اللازمة، وحظي بدعم كامل مكنه من أداء هذه الرسالة العظيمة". وأشار السالم إلى الدعم المالي والإداري والمعنوي الذي حظيت به الهيئة من ولاة الأمر حيث جرى إنشاء كرسي الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحسبة وتطبيقاتها المعاصرة بجامعة الملك سعود بالرياض، وكذلك كرسي الأمير سلطان بن عبدالعزيز لأبحاث الشباب وقضايا الحسبة بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، إضافة إلى كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية. وأكد السالم أن المحافظة على الإنسان في الإسلام قضية مهمة للغاية؛ لأن الإنسان في الإسلام ليس جسداً أو أمراً مادياً فقط، بل جسد وروح، والدين يقتضي المحافظة عليهما معاً؛ ولذلك برز دور الهيئة في التعاون مع الأجهزة الأمنية في كشف كثير من الحوادث الجنائية التي ترتكب أو الحيلولة دون ارتكابها. ونوه السالم بالتعاون والتكامل بين الهيئة ووزارة الداخلية في ظل توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، نائب وزير الداخلية، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية؛ الذين لا يألون جهداً في تسهيل ممارسة الهيئة لمهامها وتذليل الصعوبات التي قد تواجهها في المجالات كافة. وأكد الشيخ بندر بن محمد المطيري، رئيس هيئة مدينة الرياض، أن الحاجة تشتد في واقعنا المحلي والإقليمي والدولي إلى قيمنا الإسلامية التي تحمل من الصفات ما يؤهلها لإنقاذ العالم، مبيناً أنها ربانية المصدر والمنهج والغاية والهدف، كما أنها تقع في مربع الوسطية بلا غلو ولا تفريط، إضافة إلى واقعيتها حيث يمكن تطبيقها، فلا تكليف فيها بما لا يطاق، ولا تغرق في المثالية التي تقعد بالناس عن الامتثال؛ ولذا فهي قابلة للتحقق في المجتمع بمختلف الوسائل والطرق، وتتكيف مع مختلف الأحوال والأزمان والأمصار دون أن يؤثر ذلك في جوهرها. وأضاف الشيخ المطيري: "لأنها واقعية ووسطية وربانية كان لا بد للقيم الإسلامية أن تكون عالمية تخاطب الإنسانية جمعاء، وليست للمسلمين فقط، وإنما هي منفتحة على سائر الأمم والشعوب، ينهلون منها فتقوّم سلوكياتهم، وتعدل من اتجاهاتهم، فتكون هذه العالمية مدخلاً إلى الإسلام عند كثير من الأمم والشعوب والأفراد". وأردف: "قيم الإسلام شاملة، فهي لم تدع جانباً من جوانب الحياة الإنسانية بجميع مجالاتها روحية كانت أو جسمية، دينية أو دنيوية، فردية أو جماعية، إلا رسمت له الطريق الأمثل للسلوك الرفيع، فللفكر قيم، وللاعتقاد قيم، وللنفس قيم، وللسلوك الظاهر قيم . كما أن قيم الإسلام إيجابية فاعلة لا يقتصر أثرها على المنفعة الفردية، فلا يكفي كون الإنسان صالحاً في نفسه، بل يكون صالحاً ومصلحاً، يتفاعل مع المجتمع وينشر الخير، ويعلم الجاهل، ويرشد الضال، قال تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). الجدير بالذكر أن برامج الملتقى تبدأ بمحاضرة للدكتور إبراهيم الدويش بعنوان "دعوة بلا حدود" مساء الثلاثاء، كما تبدأ فعاليات يوم الأربعاء بدورة تدريبية عن "إستراتيجيات حل المشكلات" للمدرب صديق العمرو بعد صلاة العصر، يعقبها لقاء مفتوح مع فضيلة الدكتور عبدالله بن محمد الشثري، مدير عام فرع الهيئة بمنطقة الرياض، بعد صلاة المغرب، فيما يلقي الشيخ صالح بن عواد المغامسي بعد صلاة العشاء محاضرة بعنوان "تعزيز القيم في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم". ويوم الخميس يلقي الشيخ سلمان بن فهد العودة محاضرة بعنوان "الأمن قيمة الحياة" عقب صلاة العشاء، تسبقها دورة تدريبية بعنوان "الاتصال الفعال" للمدرب عبدالسلام الناجي. وفي يوم الجمعة يشهد رواد الملتقى دورة تدريبية بعنوان "ديناميكيات الإنجاز البشري" يلقيها المدرب علوي عطرجي، بعدها محاضرة لفضيلة الشيخ سعد الشثري بعنوان "تعزيز المواطنة". وينظم الشيخ عبدالكريم المحرج في يوم السبت دورة تدريبية عقب صلاة العصر. أما الفعاليات النسائية فتتضمن أربع محاضرات تبدأ بمحاضرة الداعية أسماء بنت راشد الرويشد عن"الصدق" مساء الأربعاء، فيما تلقي الدكتورة رقية بنت محمد المحارب محاضرة عن "المسؤولية" مساء الخميس. كما يشهد مساء الجمعة محاضرة للدكتورة نوال بنت عبدالعزيز العيد عن "العفو"، بينما تلقي منال بنت فهد الشلهوب محاضرة عن "الحياء" مساء السبت. ويختتم الملتقى فعالياته يوم الأحد بحفل على شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض.