أكد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، أن الفئة الضالة فئة أخذت بكل أسف من الإسلام غطاء لأعمال لا تقرها العقيدة، مشيراً إلى أنها فئة خارجة عن صف المسلمين الملتزمين بعقيدتهم الصحيحة، حيث إنهم أناس أغواهم الشيطان فاستهدفوا الأمن والاستقرار، واستحلوا دماء الخلق بدون حق. مبيناً أنهم ما كان لهم أن يفعلوا ما فعلوا لو كانت العقيدة الإسلامية الحقة منهجهم. جاء ذلك في كلمة سموه أمام الاجتماع التاسع والعشرين لأصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي انعقد اليوم في قصر بيان بمدينة الكويت، حيث ترأس سموه وفد المملكة المشارك في الاجتماع. وأردف سموه: "هؤلاء الغاوون سعوا في الأرض فساداً حتى وصلت شرورهم إلى المملكة أرض الحرمين الشريفين التي تتخذ من كتاب الله وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم، منهجاً في كل مناحي الحياة، فعليهم من الله ما يستحقون كما قال جل وعلا (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم)". منوهاً بإدراك الدول الخليجية لأهمية قوة التعاون وتوحد المواقف لمواجهة كل ما يمكن أن يعكر صفو أمن واستقرار دولنا بحزم وعزم وحسم. وأكد سموه أن في مقدمة التحديات التي تواجه الدول الخليجية يأتي كيفية المحافظة على ما تحقق لها بفضل الله وتوفيقه من أمن واستقرار وتطور وازدهار يضرب به المثل، مقارنة بما هو حاصل من أوضاع متردية لبعض الدول التي فقدت أبسط مقومات الأمن والاستقرار. وقال سموه: "إن املنا الخليجي قد شهد في السنوات الأخيرة تحديات مختلفة في دلالاتها متعددة في مصدرها، تحديات قد يصعب مواجهة مخاطرها بجهد منفرد، أو بجهد مشترك محدود القدرة والتأثير، وهي تحديات أوجدت واقعاً استوجب فهمه فهماً جيداً والتعامل معه بحكمة واقتدار". وأوضح سموه في كلمته أن الاختراق الفكري لبعض أبناء المجتمعات الخليجية كان من أبرز المخاطر التي واجهتها وتواجهها على الدوام، وهو "اختراق قاد وللأسف الشديد إلى بروز ظاهرة غريبة على أبناء أوطاننا، وهي ظاهرة الضلال والخروج عن صف المسلمين؛ ما أدى في نهاية الأمر إلى ممارسة البعض لأعمال الإرهاب الذي سعى القائمون به والداعمون له إلى تقويض أمن مجتمعاتنا وأمن دولنا واستقرارها". وأكد سموه أن الدول الخليجية تشكل امتداداً متكاملاً دينياً وسياسياً وفكرياً واقتصادياً لتكون هذه العوامل المشتركة من أهم الركائز الأساسية في كل انطلاقة واعدة نحو مستقبل مشرق وغد أفضل لها ولشعوبها تنعم في ظله بنعمة الأمن والاستقرار. واعتبر سموه ذلك مما يستوجب من دول مجلس التعاون العمل على استمرار تطوير قدراتها الأمنية وتعزيز جهودها التنسيقية وخططها الإستراتيجية التكاملية، وكذلك العمل على دراسة التحديات المحيطة بالأمن الخليجي دراسة موضوعية متأنية، والتعامل معها بطريقة احترافية يصاحبها دقة في التنفيذ وأمانة في المتابعة والتقويم وصولاً إلى تحقيق توجيهات قادتها وتطلعات شعوبها تجاه المحافظة على إنجازاتها التنموية ومكتسباتنا الحضارية وجاهزيتها الأمنية في كل الظروف والأحوال. وأردف سموه: "ونحمد الله أن ذلك هو ما نعمل عليه جميعاً، وأن ما يمس أمن دولة من دولنا هو في حقيقته يمسنا جميعاً". وأشاد سموه بكفاءة الأجهزة الأمنية البحرينية في كشف وتفكيك المخطط الإرهابي الذي استهدف أمن واستقرار الشعب البحريني، مؤكدًا وقوف المملكة وتضامنها مع البحرين ودعمها بما تملك من إمكانات وخبرات في مجال مكافحة هذه الآفة الخطيرة.