أكد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، أن قضية الاختراق الفكري لبعض أبناء المجتمعات الخليجية من أبرز المخاطر التي تواجهه «واجهتنا وتواجهنا على الدوام اختراق قاد وللأسف الشديد إلى بروز ظاهرة غريبة على أبناء أوطاننا وهي ظاهرة الضلال والخروج عن صف المسلمين؛ ما أدى في نهاية الأمر إلى ممارسة البعض لأعمال الإرهاب، الإرهاب الذي سعى القائمون به والداعمون له إلى تقويض أمن مجتمعاتنا وأمن دولنا واستقرارها.. إن الفئة الضالة أخذت بكل أسف من الإسلام غطاء لأعمال لا تقرها العقيدة.. فئة خارجة عن صف المسلمين الملتزمين بعقيدتهم الصحيحة.. هم أناس أغواهم الشيطان فاستهدفوا الأمن والاستقرار.. واستحلوا دماء الخلق بدون حق.. وما كان لهم أن يفعلوا ما فعلوا لو كانت العقيدة الإسلامية الحقة منهجهم.. هؤلاء الغاوون سعوا في الأرض فسادا حتى وصلت شرورهم إلى المملكة أرض الحرمين الشريفين التي تتخذ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجا في كل مناحي الحياة.. فعليهم من الله ما يستحقون، وكلنا ندرك أهمية قوة التعاون وتوحد المواقف لمواجهة كل ما يمكن أن يعكر صفو أمن واستقرار دولنا بحزم وعزم وحسم». وأوضح في كلمته التي ألقاها في اجتماع وزراء الداخلية بدول مجلس التعاون الخليجي ال29 في الكويت، أمس، أن الأمن الخليجي شهد في الأعوام الأخيرة تحديات مختلفة في دلالاتها متعددة في مصدرها، وقد يصعب مواجهة مخاطرها بجهد منفرد أو بجهد مشترك محدود القدرة والتأثير، وهي تحديات أوجدت واقعا استوجب فهمه فهما جيدا والتعامل معه بحكمة واقتدار «إن في مقدمة هذه التحديات هو كيف نحافظ على ما تحقق لدولنا من أمن واستقرار وتطور وازدهار يضرب به المثل مقارنة بما هو حاصل هنا وهناك من أوضاع متردية لبعض الدول التي فقدت أبسط مقومات الأمن والاستقرار». وأكد النائب الثاني وقوف المملكة وتضامنها مع البحرين ودعمها بالإمكانيات والخبرات في مجال مكافحة الإرهاب، مشيدا بكفاءة الأجهزة الأمنية البحرينية في كشف وتفكيك المخطط الإرهابي الذي استهدف أمن واستقرار الشعب البحريني. وبين أن الدول الخليجية تشكل امتدادا متكاملا دينيا وسياسيا وفكريا واقتصاديا لتكون هذه العوامل المشتركة من أهم الركائز الأساسية في كل انطلاقة واعدة نحو مستقبل مشرق وغد أفضل لها، تنعم في ظله بنعمة الأمن والاستقرار مما يستوجب منا أن نعمل على استمرار تطوير قدراتنا الأمنية وتعزيز جهودنا التنسيقية وخططنا الاستراتيجية التكاملية، وأن نعمل كذلك على دراسة التحديات المحيطة بأمننا الخليجي دراسة موضوعية متأنية والتعامل معها بطريقة احترافية يصاحبها دقة في التنفيذ وأمانة في المتابعة والتقويم وصولا إلى تحقيق توجيهات قادتنا وتطلعات شعوبنا تجاه المحافظة على إنجازاتنا التنموية ومكتسباتنا الحضارية وجاهزيتنا الأمنية في كل الظروف والأحوال «نحمدالله أن ذلك هو ما نعمل عليه جميعا، وأن ما يمس أمن دولة من دولنا هو في حقيقته يمسنا جميعا». وكان الاجتماع الذي عقد في قصر بيان بدأ بكلمة لوزير الداخلية الكويتي رئيس الاجتماع الفريق ركن الشيخ جابر الخالد الصباح، رحب فيها بوزراء الداخلية والوفود المشاركة في الاجتماع، مشيرا إلى أن الاجتماع يحفل بالعديد من المواضيع المهمة لدول المجلس وخصوصا في الجانب الأمني للخروج بقرارات وتوصيات تحقق الأمن والرخاء وتعزز الجانب الأمني بين جميع دول المجلس، داعيا دول المنطقة وشعوبها إلى مزيد من التعاون والتكاتف لمواجهة المخططات الإرهابية والجرائم المنظمة وتهريب المخدرات. من جهة أخرى، شكر وزير الداخلية البحريني الفريق ركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، دول المجلس على وقوفها مع البحرين ورفضها واستنكارها للمخطط الإرهابي الذي استهدف وحدتها. إلى ذلك، بين الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية، أن الاجتماع سيناقش العديد من المواضيع المهمة التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين دول المجلس، مشيدا بيقظة الأجهزة الأمنية في المملكة في ضبط مروجي ومهربي المخدرات، وكذلك يقظة الأجهزة الأمنية في الإمارات في ضبط الطرد البريدي الذي يحتوي على مواد متفجرة. كما هنأ المملكة والكويت ببدء تنقل مواطني البلدين بالبطاقة الشخصية. وتناول وزراء الداخلية بدول المجلس طعام الغداء الذي أقامه وزير الداخلية الكويتي تكريما لهم ولمرافقيهم. حضر الاجتماع وحفل الغداء الوفد الرسمي المرافق للنائب الثاني الذي يضم كلا من وكيل وزارة الداخلية الدكتور أحمد السالم، والمشرف العام على مكتب النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الفريق أول عبدالرحمن الربيعان، ومستشار النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدكتور ساعد الحارثي، والمدير العام لمكتب وزير الداخلية للدراسات والبحوث اللواء سعود الداود، والمدير العام لحرس الحدود اللواء ركن زميم السواط، والمدير العام للشؤون القانونية والتعاون الدولي المكلف الدكتور عبدالله الأنصاري، والمدير العام لمكافحة المخدرات اللواء عثمان المحرج، والعميد سعيد القحطاني من إدارة التعاون الدولي في المباحث العامة. كما حضر الاجتماع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الكويت الدكتور عبدالعزيز بن إبراهيم الفايز.