تباينت ردود فعل الحضور على محاضرة الدكتور عبدالرزاق الحمد بروفيسور الطب النفسي في مستشفى الملك خالد الجامعي عن "الانتحار" التي نظمتها الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية التابعة لجامعة الملك سعود مساء أمس في مستشفى الملك خالد للعيون. فقد اعتبر بعض الحضور أن الحمد تناول ظاهرة الانتحار في المجتمع السعودي بقدر من "السطحية واللامبالاة" في حين اعتبرها آخرون استهلالاً جيداً لمناقشة هذه الظاهرة ومعرفة أسبابها والحد منها. وقالت الهنوف بن بدر: نتمنى أن تكون فيه أساليب جدية للحد من انتشار مشكلة الانتحار، معتبرة أن الندوة حققت الفائدة المرجوة في طرح الموضوعات المهمة ومن أهمها موضوع الانتحار. واتفقت معها جواهر العتيبي إحدى المشاركات في أن المحاضرة كانت مميزة بتسليطها الضوء على ظاهرة الانتحار التي أصبحت في تزايد مستمر في المجتمع العربي بشكل عام وفي مجتمعنا السعودي بشكل خاص، وهو ما اتضح من خلال الإحصائيات التي تم عرضها خلال هذا اللقاء. وقالت جواهر العتيبي: أتمنى إيجاد الحلول الفعالة التي تسهم في الحد من انتشارها. وأعربت عن شكرها للقائمين على اللقاء وعلى جهودهم البناءة في سبيل مواجهة تلك الظواهر في مجتمعنا. في المقابل، رأت الاختصاصية النفسية الأستاذة غادة الغامدي أن الانتحار من الموضوعات التي تتطلب درجة عالية من الشفافية عند طرحها ومناقشتها، وهذا ما لم يوفق الدكتور الحمد في الوصول إليه من خلال تجاوبه مع أسئلة الحضور.
وقالت غادة الغامدي موضحة "أن غالبية الحاضرين هم من زملاء المجال، أعني بذلك الاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين، وكان تجاوبه معهم غير مرض في نظري. وأضافت: تحدث الدكتور الحمد عن الفكرة الانتحارية بشكل غير علمي، فمن المعروف أن المريض قد يلوح بالانتحار، ولكن دون الإقدام عليه. ومن ناحية أخرى فإن غالبية من ينجح في الانتحار هم ممن يخططون له في صمت وسرية، ولا يعني مجرد ذكر الشخص للانتحار محكاً أساسياً لحصوله. وقالت غادة الغامدي: نعلم جيداً نحن النفسانيين أن المريض يحمل أهدافاً ثانوية قد تكون لا شعورية يريد تحقيقها من خلال بعض الأعراض. وأنا هنا لا أقول بأن علينا عدم التجاوب مع الطرح الانتحاري، ولكن أخفق الدكتور في إيصال "ذهنية الانتحاري". وتابعت انتقادها قائلة: إن الدكتور الحمد ذكر أن الأطباء النفسيين يعادلون ما بين ال100و120 وهذا الرقم لا يكفي لتغطية 16 مليوناً. وقالت: هنا أستفهم إلى ماذا يرمي الحمد؟ هل يبرر تقصير الأطباء في حق المريض؟ أم أن هؤلاء ال16 مليوناً يرتادون بفعل العيادات النفسية؟ ورأت أن كلا الطرحين فيهما من التجني الكثير. وقالت غادة الغامدي: أرجو من الحمد وغيره من الزملاء أن يسألوا أنفسهم: هل لو اختلف مكان الطرح بجغرافيته سيكون بنفس السطحية واللامبالاة؟ وبدأت الندوة بشرح إلكتروني عن طريق عرض باور بوينت كامل بشأن موضوع الانتحار من قبل الدكتور الحمد بروفيسور الطب النفسي في مستشفى الملك خالد الجامعي. وبدأ الحمد بمقدمة عن الانتحار وتعريفه وأسبابه وطرق علاجه، إضافة إلى نسبة الانتحار في العالم عامة وخاصة بالمملكة. وفي نهاية الندوة طرح العديد من الأسئلة والاستفسارات من الحضور من الرجال أو النساء وتمت مناقشتها مع ضيف الندوة التي حظيت بحضور بعض الإعلاميين وبعض المسؤولين في الدوائر الحكومية. واعتبر رئيس الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية، الدكتور عبدالعزيز الدخيل، أن هذا اللقاء فيه إثراء حقيقي، لأننا نناقش قضايا قد تكون صغيرة حتى في حجم انتشارها، لكن القضية يناقشها مختصون في هذا المجال، ومناقشة العوامل المرتبطة بالمشكلة ومرتبطة بمسبباتها وأيضا عوامل علاج المشكلة، وهذا هو الأجدى في الندوة ويحتاج إلى أكثر من تخصص لحل معضلة معينة. وقال إن قضية الانتحار تحدث فيها الدكتور الحمد ونحن في مجتمع مسلم ومؤمن، لكن المشكلة موجودة وإن كان حجمها لا يقارن بأي دولة ثانية. وأضاف: نحن نحاول أن نستقرئ المستقبل وننقي المجتمع من تلك المشكلات. من جهته، ذكر المنسق بالجمعية للعلاقات العامة الأستاذ عبدالله بن ناشر آل سعد أن الجمعية تؤكد دورها الرائد في تناول قضايا الوطن والمجتمع الرئيسة والبحث عن الحلول الممكنة في ظل تحديات الحاضر ورؤى المستقبل.