يشكك الكاتب الصحفي طلال بن حسن آل الشيخ في إحساس الوزراء بمعاناة الناس من حولهم، مطالباً إياهم بفتح قنوات الاتصال مع الجمهور ومناقشة قضاياهم الحقيقية واليومية، بلغة يعرفها الشعب، متسائلاً: هل يذهب الوزير إلى محال الخضراوات والفواكه، أم أنها تأتيه إلى منزله العامر؟ ويرسم الكاتب الصحفي عايض الحربي في صحيفة "الرياض" صورة للقائد المثالي لفريق الهلال، سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد، مؤكداً أن إعلان استقالته وتحمل مسؤولية الخسارة بمفرده، ليست الحل لمشكلة فريق خذل لاعبوه جمهورهم، وأصبح الهلال في حاجة إلى استمرار قيادته، ليقدم نموذجاً جديداً لكيفية تجاوز الخسارة.
كاتب سعودي: هل يذهب الوزير إلى محال الخضراوات والفواكه أم أنها تأتيه إلى منزله؟ يشكك الكاتب الصحفي طلال بن حسن آل الشيخ في إحساس الوزراء بمعاناة الناس من حولهم، مطالباً إياهم بفتح قنوات الاتصال مع الجمهور ومناقشة قضاياهم الحقيقية واليومية، بلغة يعرفها الشعب، متسائلاً: هل يذهب الوزير إلى محال الخضراوات والفواكه، أم أنها تأتيه إلى منزله العامر؟ ففي مقاله "إلى معالي الوزير!" يقول الكاتب: "عزيزي معالي الوزير... هل تشتري الطماطم من السوق؟ وهل تعلم كم بلغ سعر الكيلو، أو حبة الطماطم؟! هل تذهب إلى محال الخضراوات والفواكه، أم أنها تأتيك «معززة مكرمة» أو «صاغرة» إلى منزلك العامر؟ هل تراجع المستشفيات الحكومية مثلنا لو أصابك، لا سمح الله، أي عارض صحي، أم أن المستشفيات الخاصة تفتح لك أبوابها على مصراعيها؟ ألا توجد لديك قريبة تعاني منذ سنوات، تحت رحمة حركة النقل، آملة لم شملها بأسرتها، والتخلص من «وعثاء السفر وكآبة المنظر»؟ هل تخاف على أبنائك مثلنا من المستقبل «المجهول»، أم أنك أمنت مستقبلهم من على كرسيك «الوثير»؟ أتساءل: هل تنقطع الكهرباء أو المياه عن منزلكم العامر وتضطرون إلى إشعال الشموع والشعور برومانسية اللحظة... أو إحضار «وايتات» المياه؟ ألا تضطر إلى حجز تذاكر طيران إلى وجهة من وجهات بلادنا «الشاسعة»؟"، ويستمر الكاتب في التساؤل ليعكس مدى حيرة الشارع السعودي في ظل غياب الوزراء ويقول: "هل أنت مقتنع بمستوى تأثيث وزارتك «الهش»، وتلك الكراسي التي يجلس عليها «الموظفون» الأعزاء، فبعض الإدارات التابعة لك لا تصلح لأن تكون مقراً لأي «شيء» قبل أن تكون مقراً لإدارة حكومية"، ثم يعلق الكاتب مطالباً بأي مناقشة تعكس اهتماما بأمور الناس ويقول: "الإخوة الوزراء... لن نسأل عن «التضخم» وأسعار النفط في الأسواق العالمية، وربط الريال بالدولار أو اليورو، لأننا لا نفقه كل هذه المواضيع ذات العناوين الكبيرة على «أدمغتنا الصغيرة»... لكننا سنتساءل عما حصل بخصوص التحقيق في رفع أسعار المشروبات الغازية من «البيبسي» ومشتقاته، فهذا الموضوع يؤرقنا إخواني الوزراء... فهل ناقشتموه من أجلنا؟!"، أما الأكثر حزناً وألماً من المقال فهو تعليق القارئ نجيب العتيبي على المقال حين قال: "هل كتبت مقالاً في حياتك ووجدت أنه يؤثر في وزارة أو مؤسسة؟ هل تم تعديل أي خطأ أو قضية أثارتها مقالاتكم؟ لا فائدة".
عايض الحربي: لا ترحل يا سمو الأمير ويرسم الكاتب الصحفي عايض الحربي في صحيفة "الرياض" صورة للقائد المثالي لفريق الهلال، سمو الأمير عبد الرحمن بن مساعد، مؤكداً أن إعلان استقالته وتحمل مسؤولية الخسارة بمفرده، ليست الحل لمشكلة فريق خذل لاعبوه جمهورهم، وأصبح الهلال في حاجة إلى استمرار قيادته، ليقدم نموذجاً جديداً لكيفية تجاوز الخسارة. ففي مقاله "الاستقالة ليست الحل" يقول الكاتب: "هل يعتقد الأمير عبد الرحمن بن مساعد وهو يعلن بنبرة حزينة استقالته، أنه وجد الحل الأمثل لخسارة الهلال؟ أو أنه وجد الطريقة المثلى لمواساة الهلاليين؟ عندما يقول رئيس الهلال المثالي جداً إنه يتحمل بمفرده الخروج الهلالي المر، فنحن نقول: ليس الأمر ما تقول يا رئيس الهلال، فالخسارة والفوز لا يمكن أن يتسبب بهما أو يتحملهما شخص بمفرده، فكرة القدم تقوم على منظومة متكاملة بدءاً من الإدارة ومروراً بالجهاز الفني وانتهاء باللاعبين"، ويؤكد الكاتب أن "الاعتذار يجب أن يقدمه اللاعبون الذين خذلوا جمهورهم وخذلوا رئيس النادي، ولم يقدموا ما يشفع لهم، فاللاعبون ظهروا وكأنهم أشباح"، ويضيف الكاتب: "رسم عبد الرحمن بن مساعد صورة زاهية للعمل النموذجي الذي يمكن أن يوصل أي ناد إلى الاحترافية، عندما نقول هذا فهذا يعني أن رئيس الهلال أسس مفهوماً جديداً للعمل ورسم الأدوار ولكن أن يتحمل الخسارة بمفرده فهذا يتنافى البتة مع مفهوم الاحترافية التي طبقها الأمير عبد الرحمن في سنتين وجعل الجميع يقتفي أثره في تطبيقها في الأندية الأخرى، موسمان فقط جعلنا عبد الرحمن بن مساعد نتكلم عن كرة القدم وشؤونها باحترافية.. يغادر -ونتمنى ألا يفعل- رئيس الهلال الساحة والجميع يشهد له بالكفاءة والتعامل الأمثل، لم يتهجم على حكم أو ينتقص من شأنه الخاص أو العام، تعامل مع الأندية ومنسوبيها بمثالية يندر وجودها في الوسط الرياضي"، وينهي الكاتب بمطالبة سمو الأمير بعدم الرحيل ويقول: "إذن، فليس الحل أن يرحل وإنما الشجاعة تكمن في بقائه ليقدم درساً جديداً في التعامل مع الأزمات، ويقدم نموذجاً جديداً لكيفية تجاوز الخسارة وإعادة الأمور إلى نصابها".