احتفلت قبيلة بني زيد من رجال ألمع بحضور ما يقارب 1500 شخص من أفراد القبيلة، يوم أمس، في مدينة أبها بعودة محمد بن سعد على الحياني، ابن القبيلة شقيق شيخهم الأكبر، بعد غياب 57 عاماً قضاها في المنطقة الشرقية. وعبر ضيف القبيلة العائد عن سعادته بالحضور والالتقاء بعد طول غياب بإخوانه وأقاربه، وكافة أفراد قبيلته. وقال محمد البالغ من العمر 75عاماً ل "سبق": إنه كان يزاول في الدمام أعمالاً حرة، ووصف وضعه بالميسور والطيب. وأكد أن هذا اليوم من أسعد أيام حياته، وأنه يشعر بالفخر والاعتزاز بهذا الاستقبال وهذه الحفاوة وهذا التقدير والاحترام من إخوانه، ومن كافة أفراد قبيلته. وقال: إن 57 عاماً من عمره تعد أيام شوق وحنين وعذاب، لأنه بعيد عن إخوانه وأقاربه وجماعته، واليوم ولد من جديد. وقال يحيى بن سعد الحياني شيخ شمل قبيلة بني زيد الأخ الشقيق للغائب: إن أخي الأكبر محمد غاب عنا قبل ما يقارب 57 عاماً، بحثاً عن لقمة العيش في ظل الفقر الذي كانت عليه قبائل تهامة عسير، وانقطعت أخباره عنا تماماً. وأضاف: كنا طوال الفترة الماضية نبحث عنه هنا وهناك حتى وجدناه بالمنطقة الشرقية بصحة وعافية. وذكر الحياني أن والدهم توفي قبل أن يغيب شقيقه، أما والدته فتوفيت قبل عشر سنوات، وكانت تسأل كل صباح: هل هناك أخبار عن محمد. وقال: "ليت القدر أمهلها حتى تفرح معنا اليوم هذا الفرح البهيج بهذه العودة الحميدة ولم شملنا. بعد الفراق عشنا في أنواع العذاب، ولكن الحمد الله أن سعينا لم يخب، وبحثنا عن شقيقنا حتى وجدناه في المنطقة الشرقية بصحة وعافية وأمور دينه طيبة ولا نزكيه على الله". وتابع: "فرحتنا اليوم لا توصف، فنحن ولدنا من جديد وابتسمت لنا الحياة في لم شملنا، والحمد الله على كل حال". وعبر سعيد خلوفة الغامدي عن سعادته بأن جمع الله الإخوان ولم شملهم بعد غياب، وقال: "أنا تعرفت على محمد قبل 20 عاماً في المنطقة الشرقية، وتشاركنا في بعض الأمور التجارية، وبكل أمانة، كان الأخ محمد من أصحاب المبادئ وذو قيم وفطرة سليمة ودين، فهو مثال للإنسان الصالح التقي". وقال: "أنا سعيد اليوم سعادة كبيرة بأن يلتقي الأشقاء وهم أحياء، ولعل هذا اللقاء والحب والمودة التى أشاهدها بين الإخوان اليوم، تعوض سنين الغياب وسنوات الشوق والحنين، فغياب أخ عن أخيه لفترة طويلة مثل هذه، تحرق القلب وتدمي العين. ولكن فرحة اللقاء تجبر الخاطر وتواسي النفس". وعبر الأخوان الشقيقان علي وعبد الله ابنا سعد، عن سعادتهما بحضور شقيقهما الأكبر وعودته إليهم بعد طول غياب ولم شملهم بأخيهم الأكبر. وقالا: إن الاحتفالية هي تعبير بسيط لفرحتهم بعودة أخيهم إلى ذويه، وإلى إخوانه بعد طول غياب.