فهد المنجومي- سبق- بعثة المشاعر المقدسة: قادت حرمة تناول المسكرات في الشريعة الإسلامية، ميكانيكياً بلجيكي الجنسية إلى اعتناق الإسلام، وافتتاحه جمعية إسلامية تعتني بتعليم الدين الإسلامي ينطلق نشاطها من منزله بمدينة "بروكسل"، ويشاركه في إدارتها زوجته وابنته، فيما وصل عدد أعضائها إلى أكثر من 1000 مسلم. الحاج "ماريا" أحد ضيوف خادم الحرمين الشريفين، والذين تستضيفهم رابطة العالم الإسلامي بمكة، ولم يكن يعلم أن زيارته لمصر مع زوجته "باسكال" وابنتهما من أجل السياحة سوف تغيّر مجرى حياتهم للأبد، وتنقلهم من النصرانية للإسلام، ومن وسط مشعر منى الطاهر، يؤكد أنه وجد راحته وطمأنينة قلبه في هذا الدين.
ويقول الحاج "ماريا" في حديثه ل"سبق": "ذهبت وعائلتي لزيارة مصر من أجل السياحة، وتعرفنا على أسرة مصرية هناك، ورغبت ابنتي في الاقتران بأحد أبناء تلك الأسرة، وهناك عايشنا أخلاق المسلمين، وما يدعو إليه دين الإسلام من الفضائل الجمة، فدخلت زوجتي "باسكال" في الإسلام، ثم بعد ذلك تبعتها ابنتي، وجلست متردداً، إلا أن أكثر ما شدني هو تحريم الإسلام لشرب المسكرات، فعرفت أن الإسلام دين حق يحفظ عقل الإنسان الذي يستطيع به التحكم في كل جوارحه فبيده مفتاح الحياة".
وأضاف: "أعلنت الشهادة ودخلت في الإسلام، وبعد ذلك دخل ابني في الإسلام، فأصبحت أسرتي كلها مسلمة ولله الحمد والشكر، وقبل شهرين من الآن دخل والد زوجتي في الإسلام، حيث قامت ابنتي بتلقينه الشهادة، والآن قمنا بتشكيل جمعية إسلامية في مدينة "بروكسل" عاصمة بلجيكا، وهذه الجمعية أقمتها في منزلي، وبلغ عدد أعضائها أكثر من 1000 مسلم، من الرجال والنساء، وهي ترعى المسلمين الجدد، وعمر هذه الجمعية الآن سنة ونصف".
وبيّن أن الجمعية "تمارس أنشطتها من منزلي، وذلك من خلال التعاون مع مدرسين يقومون بتدريس الإسلام لغير المسلمين، وبعد ذلك قمنا بعمل تسجيل رسمي لهذه الجمعية؛ حتى يكون وجودها بشكل قانوني".
وتابع: "دخل الإسلام عن طريق جمعيتنا الكثير، وأذكر أن اليوم الذي زارنا فيه الدكتور عبدالله المصلح العالم والداعية المعروف في بروكسل دخل سبعة أشخاص في الإسلام دفعة واحدة، ونحن نتلقى اتصالات متكررة يطلبون الدخول في الإسلام وطرح العديد من الأسئلة والتساؤلات عن الإسلام والمسلمين، وأكبر مشكلة تواجهنا هي عدم وجود مقر ثابت لجمعيتنا، حيث إننا نمارس أنشطتنا الدعوية من منزلي؛ لأن المقر يحتاج إلى مبلغ مالي لا نستطيع القيام بدفعه، ونتمنى أن نجد من يوفر لنا مقراً دعوياً نمارس من خلاله أنشطتنا".
وأكد الحاج "ماريا" أن أكثر ما يزعجهم هناك هو ما يقوم به بعض مُدّعي الجهاد، والذين يذهبون إلى سوريا والعراق، وما يقومون به من أعمال لا تمتّ للجهاد بصلة ويسيئون للمسلمين، مضيفاً: "نقوم بتصحيح ما يقوم به هؤلاء من أعمال من خلال معلومات نقدمها لهم لتصحيح الإسلام دون غلوّ، كما أننا نقوم بإنتاج أفلام عن الإسلام الصحيح المعتدل، ونقدمها للمسلمين هناك لتعليمهم أمور دينهم"، مبيناً أنهم يعملون على أن يفرق البلجيكيون بين المسلم المعتدل والمتشدد الذي يقتل الناس دون وجه حق.
وعن شعوره بوجوده حالياً في مكةالمكرمة لتأدية فريضة الحج لأول مرة، وإقامته في مشعر منى الطاهر قال: "هذه أول مرة في حياتي أؤدي فريضة الحج، وعندما شاهدت الكعبة ارتجف قلبي، وبدأ يخفق، وشعرت بأنني وُلدت من جديد".
وأوضح الحاج "ماريا" أنه يعمل في الميكانيكا، بينما فضّلت زوجته أن تكون ربة منزل، وقدّم شكره وتقديره لمدير مركز الرابطة في "بروكسل"، الدكتور جمال مؤمنة، ولأمين الرابطة على إتاحة هذه الفرصة له كضيف من ضيوف الرابطة في موسم حج هذا العام 1435.