مع دخول شهر الخير والمغفرة، يتسابق الكثير من أهل الخير في تقديم المساعدات وتوزيع الصدقات والزكوات في هذا الشهر الكريم، كل حسب قدرته المادية. وفي مدينة الرياض يكثر أصحاب الخير، وكذلك الباحثون عن الأجر والمثوبة في هذا الشهر الذي تتضاعف فيه الحسنات عشر مرات. وانتشرت في الآونة الأخيرة، خصوصاً في شهرنا هذا، ظاهرة قدوم سكان المحافظات والقرى المجاورة للعاصمة بحثاً عن الصدقات والهبات التي تزداد بغياً في المثوبة والأجر من الله. ولاحظت "سبق" أن هناك أسراً خاصة كبار السن يرحلون من منازلهم والسكن في أحياء الرياض بحثاً عن المال من خلال التقدم لطلب المساعدة وشرح معاناتهم لرجال المال، وقد نجح هؤلاء في استدرار أهل الخير والحصول على مبتغاهم. وفي أرقى أحياء الرياض التقت "سبق" بأحد كبار السن الذي قدم من إحدى المحافظات التي تبعد عن الرياض 350 كيلو متراً، وتحدث قائلاً "كل عام في هذا الشهر أرحل من منزلي وأسكن مع ابني في العاصمة الرياض رغبة في الحصول على الصدقات والزكوات من أهل الخير، مشيراً إلى أنه في نهاية الشهر يجمع قرابة ال15 ألف ريال تغطي له ولأبنائه كسوة العيد. ويضيف العم أبو محمد الذي شارف عمره على ال80 عاماً، أن الحاجة أجبرته ولا تعد تسولاً وإنما للحصول على أموال أهل الخير بطريقة شرعية وبوجه حق، مضيفا أنه يقدم معروضه شارحاً فيه كل معاناته الأسرية والمادية، وخلال يوم أو يومين يحصل على مبلغ جيد ربما يتجاوز في بعض الأحيان الألفي ريال. ويبين أبو محمد أنه ليس لديه عمل، و يعول بجانب ذلك قرابة السبعة أفراد وجميعهم لا يعملون، مبيناً أن القرى البعيدة عن العاصمة صدقاتها شحيحة وربما تكون معدومة خصوصاً المناطق التي لا توجد بها جمعيات خيرية.