أفردت الكاتبة الصحفية آلاء أديب 9 مقالات خلال 20 يوماً، في صحيفة "المدينة"، عن الخلاف بين لاعب فريق الاتحاد السعودي، محمد نور مع المدير الفني البرتغالي للفريق مانويل جوزيه، وهو ما يعادل تقريباً مقالاً كل 48 ساعة، بدأت بالمقال الأول "كف نور- الأحد 18 / 7 / 2010" وتواصلت حتى المقال التاسع "مسلسل طويل- السبت 9 / 8 / 2010" وقد رصدت صحيفة "سبق" هذه الظاهرة، أثناء قراءتها لأعمدة الصحف اليومية، وتأتي الدهشة من منطلق أن الخلاف عادي ويحدث بين الكثير من اللاعبين والمديرين الفنيين، فلسنا بصدد تطورات جبهة قتال، ولا بصدد رواية مسلسلة لكاتب. وعلى صعيد التناول، لم تغير الكاتبة آلاء أديب رأيها أو مقاربتها أو حتى اللغة المستخدمة على مدى المقالات التسع، فمنذ المقال الأول حددت الكاتبة مواقف كل الأطراف، اللاعب محمد نور "القائد صاحب الموقف الذي يعرف ما يريد، حسب الكاتبة"، ومانويل جوزيه "البرتغالي العجوز المتعنت" الذي تمت "تعبئته" وفريق الاتحاد الذي سيخسر إن خضع لجوزيه، وخسر نور، فبداية من المقال الأول "كف نور- الأحد 18 / 7 / 2010" تقول الكاتبة "حقيقة أمر مزعج ما يحدث في نادي الاتحاد، وتحديدًا في فريق القدم؛ إذ تعقدت أمور قائد الفريق، بشكل لافت، وبتعنت غريب من جوزيه، ويبدو أن الكثير من المحاولات لإصلاح ذات البين فشلت، تحت وطأة (التعبئة) التي تحشو ذهن هذا البرتغالي العجوز.. فالإدارة على ما يبدو لا تناقش جوزيه بواقعية، والأخير يريد أن يرسّي قناعة مبكرة أنه الأول والآخر في أي فريق يقوده، ولكني أحذره، والأيام قد تؤكد صدق مقولتي، فقد يخسر جوزيه كل شيء.. وبالتأكيد لن يجازف نور إلاّ وقد (حسم) جل أموره"، وانتهاء بالمقال التاسع "مسلسل طويل- السبت 9 / 8 / 2010"، حيث تقول الكاتبة "بالتأكيد ما يحدث معيب بحق الاتحاد، وليس عدلاً الجفاء الحادث بين نور وناديه، وسط صمت مطبق من الجميع، ربما الصيف والغيابات، ولكن سخونة هذه القضية باتت أسخن من حرارة الصيف ذاته، واللافت أن الأمور تسير وفق ما يريد مانويل جوزيه فقط". وما بين المقالين كان عوداً على بدء وتكرار، وإن تخلله سرد يوميات المشكلة وتفاصيلها، ففي المقال الثاني، "السيد والدار-الخميس 22/07/2010" ركزت الكاتبة على فكرة أن المدير الفني يحاول إذلال اللاعب! حيث تقول "ولا أعلم سببًا دفع نور إلى التدريب مع الفريق الأولمبي، وقد بات مثل هذا (العقاب) ضربًا من ضروب الإذلال.. و(جور) لا يستحقه اللاعب، وهناك مَن (يُطبّل) لهذه العقوبة، بل (الإهانة)!" وفي المقال الثالث "وماذا بعد؟!- الإثنين 26/07/2010" قالت الكاتبة "أعتقد أن الأمور تسير في الطريق الأمثل بالنسبة لنور، بعد مجمل الإيضاحات غير المباشرة التي أرسلها عبر حواره هنا في (المدينة)"، وفي المقال الرابع "وما الحسن إلاّ الحسن- الثلاثاء 27/07/2010 "، وفي المقال الخامس "النار والشرر- الخميس 29 / 7 / 2010" كررت الكاتبة ما قالته في مقالاتها السابقة "أشعر أن موسم الاتحاد سيكون كبيساً.. وتحديدًا في الفريق الكروي، فقد انقسم (المحبون) أو مَن يدّعون حب الاتحاد إلى فسطاطين، معسكر مع نور ويناصره، وآخر يقاتل بلا هوادة"، وكان المقال السادس "مواجهة الغد- الثلاثاء 3 / 8 / 2010" سابق على اجتماع عقد لحل المشكلة، حيث قالت الكاتبة "الجميع ينتظر الاجتماع الحاسم بين جوزيه ونور، وبحسب ما وصلني أن الأمور لن تكون صعبة". وفي المقال السابع "الأيام الباقية- الخميس 5 / 8 / 2010" قالت الكاتبة "لا أحد يعلم ماذا حدث أمس، في تدريب الاتحاد، غاب نور، ويبدو أن الأمور تسير في طريق معقّد.. والانفكاك لا يكون إلاّ بعودة نور اليوم للتدريبات، ولا مجال لتغيير الصورة إلاّ والجماهير تشاهده مجددًا يعتمر شارة العميد"، ثم صبت الكاتبة قلمها على المدير الفني في المقال الثامن "إياك أعني- السبت 7 / 8 / 2010"، حيث قالت "أمر مؤسف أن يصل الحال بقائد الفريق الاتحادي محمد نور إلى هذا الحدّ من المغالاة من قبل مدرب الفريق جوزيه مانويل.. وبحسب ما تناقلته الأقلام أن جوزيه لم يبد احتراماً لنور في الاجتماعين الماضيين في امتداد لمحاولة التقليل من قدرة القائد.. عموماً بقيت ربما محاولة من لدن اللاعبين قد تصيب وقد تخيب.. فإن أصابت قد تعود المياه لمجاريها. والغريب أن الكاتبة ناقشت على هامش هذه المقالات وتحديداً في بعض العبارات المقتضبة بنهاية بعض المقالات، أمور مثل التحكيم في كأس العالم 2010 بحنوب إفريقيا، ومعسكري إعداد فريقي الهلال والشباب والحديث عن احتراف اللاعب نايف هزازي، وفوز فريق الشباب ببطولة النخبة الدولية الثالثة. والأمر متروك لحكم الكتاب الصحفيين والقراء، ولكن يبقى تساؤل تضعه "سبق" أمام الجميع، هل خلت الساحة الرياضية وحياة المملكة من القضايا، فلم يبق إلا خلاف اللاعب محمد نور والمدير الفني مانويل جوزيه؟